قناة السويس المصرية الجديدة .. قناة أمل

150122111312_egypt_suez_canal_640x360_bbc_nocreditيفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس مشروعا طموحا لتوسعة قناة السويس بهدف زيادة حركة المرور والعائدات وإقامة منطقة صناعية ودعم شرعية حكمه بعد عامين من عزل سلفه محمد مرسي.

ويتضمن المشروع الذي أطلق عليه اسم “قناة السويس الجديدة” مجرى ملاحيا جديدا بطول 35 كيلومترا موازيا لقناة السويس الأم التي يبلغ طولها 164 كيلومترا والتي شقها الفرنسي فرديناند ديليسبس مع عمال مصريين بالسخرة وافتتحت عام 1869.

والمشروع يسمح بمرور السفن في الاتجاهين بجزء من القناة التي تربط بين البحرين المتوسط والأحمر. كما يتضمن تعميق وتوسيع أجزاء من القناة القديمة.

واكتمل المشروع في عام واحد فقط بدلا من خمس سنوات في التصورات الأولية.

والمشروع الذي أشرف عليه الجيش وبلغت تكلفته ثمانية مليارات يورو يعطي صورة مغايرة مثيرة للإعجاب فيما يتعلق بالسرعة والكفاءة في الأداء مقارنة بخطط مشروعات كبرى أخرى في مصر إما لا تزال حبرا على ورق أو تأخر إنجازها كثيرا أو وقعت في شرك الروتين والبيروقراطية.

والقناة الجديدة مبعث فخر وطني في بلد تلقى اقتصاده المترنح – الذي يجد صعوبة بالغة في إطعام 82 مليون مواطن – ضربات متكررة بسبب عدم الاستقرار السياسي وسوء الإدارة منذ الإطاحة بحسني مبارك في 2011.

وقد أولت حكومة السيسي افتتاح قناة السويس الجديدة أقصى دعاية ممكنة. وأعلن اليوم الخميس إجازة عامة وزينت القاهرة بلافتات تحتفي بالقناة الجديدة وتصفها بأنها “هدية مصر للعالم” وبأنها “من أم الدنيا .. لكل الدنيا”.

وسيكون الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند – الذي زود مصر بمقاتلات رافال متطورة في إطار تحركات باريس الدبلوماسية والعسكرية في الشرق الأوسط – ضيف شرف للحفل وهو ما يذكر بمشاركة الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث في حفل افتتاح القناة الأم.

ولا يخلو الأمر من تساؤلات منها على سبيل المثال: هل هناك إقبال كاف على الملاحة لتحقيق الهدف الطموح المتمثل في مضاعفة حجم المرور وزيادة العائدات من 5.3 مليار دولار سنويا حاليا إلى 13 مليار دولار عام 2023؟ وهل ستشارك شركات القطاع الخاص في المنطقة الصناعية المخطط إقامتها إلى جانب المجرى الملاحي الجديد؟ وهل ستوفر كما من فرص العمل قرب المليون وظيفة المأمولة؟

تتحمس شركات ملاحة كبيرة مثل (ميرسك) و(سي.إم.إيه-سي.جي.إم) للمشروع لكنها لا تخطط لزيادة سفنها العابرة للقناة هذا العام. وهناك أيضا منافسة من قناة بنما التي تم توسيعها وممرات ملاحية أخرى من المزمع مدها في أمريكا الوسطى. ومع تباطؤ الاقتصاد الصيني.. ستنمو التجارة العالمية بمعدل أبطأ بكثير من ذلك الذي يمكن أن يدر العائدات المرجوة من قناة السويس.

وهناك مشروعات أخرى كبيرة يمكن أن تحسن وبشكل فوري حياة المصريين مثل “العاصمة الإدارية الجديدة” لكنها تعاني من التأجيل المتكرر.

وتعافت السياحة إلى حد ما بعد أن انهارت خلال الاضطرابات التي صاحبت حكم جماعة الإخوان المسلمين الذي انتهى بعزل مرسي في 2013 لكنها لا تزال دون مستوى السنوات الأفضل. ويتوقع أن تضمحل المنح الخليجية الضخمة التي عززت حكم السيسي هذا العام.

وسيكون الخميس يوما تاريخيا بالنسبة للسيسي ويوم فخر وطني لمصر .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى