
د.محمد عبد المنعم يكتب : نهر النيل و الأهمية البيئية وأنواع الملوثات
نهر النيل هو أحد أهم الأنهار بالعالم إذ يمرعبرالعديد من البلدان التي لها أهمية تاريخية وإقتصادية وزراعية، فهو نهر رئيسي في أفريقيا، وهو أطول أنهار العالم، إذ يبلغ طول النهر 6650 كم (4132 ميل)، يغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كيلومتر مربع، يستمد النهر مياهه من رافدين: النيل الأبيض، الذي يتدفق من بحيرة فيكتوريا (ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم)، والنيل الأزرق، الذي يتدفق من بحيرة تانا في إثيوبيا.
إعتمدت حضارة مصرعلى النهرمنذ العصورالقديمة حيث تواجد معظم سكانها ومدنها وأراضيها الزراعية ، ومعظم مواقعها التاريخية والأثرية والثقافية على طول النهر. تلوث نهر النيل لا شكّ أن التلوث البيئي يرتبط بجميع أفراد المجتمع ، حيث إنَ هذا التلوث قد ينعكس على الصحة الغذائية ، والموارد المائية التي تستخدم لأغراض الشرب، والبيئة، والمناخ، وغيرها، وفيما يتعلق بنهر النيل فإنّه يتعرض للكثير من الملوثات نتيجة الإستهتاروالإهمال البشري. حيث يتعرض نهرالنيل لأنواع عديدة من الملوثات التي تجعله غير صالح للشرب والري لما قد يسببه من أضرار بالإنسان والحيوان والنبات، وهذا يعني حدوث تغير في الخواص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للمياه.
أسباب تلوث نهر النيل :
يعد تدهور جودة المياه وتلوثها مشكلة كبيرة، لانها تُهدد صحة الإنسان والإزدهار الإجتماعي والتنمية الإقتصادية ، بل وتؤثر بطريقةغير مباشرة عند إستخدامها لري المحاصيل الغذائية إذ أنّ وجود نسبة عالية من الملوثات في مياه الري يزيد من تركيزهذه الملوثات في التربة وبالتالي تنتقل للخضراوات والفاكهة والنبات وغيرها. تختلف شدةالتلوث بإختلاف المسطحات المائيةإعتمادًا على التدفق وأنماط الإستخدام والكثافة السكانية ومدى التصنيع وتوافر أنظمة الصرف الصحي، وكذلك الظروف الإجتماعية والإقتصادية ويُعَد تصريف المياه العادمة المعالجة أوغيرالمعالجة الناتجة من المنازل أوالمخلفات المنزلية، ومياه غسل مبيدات الآفات ومخلفات الأسمدة، والتخلص من النفايات الصلبة مصادر مباشرة للتلوث.
النفايات البيولوجية: وهي وجود الكائنات الحية المرئية أوغيرالمرئية التي تُسبب التلوث في الماء مثل البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والطفيليات؛ حيث يُمكننا رؤية بعض هذه الكائنات الحية بالعين المجردة، مثل بعض الطحالب والنباتات المائية، ولا يمكن رؤية الكائنات الحية الدقيقة إلا بالميكرسكوب، مثل البكتيريا، والفطريات والبروتوزوا.
التلوث العضوي: التلوث العضوي هومخلفات نباتية وحيوانية تحتوي كيميائيًا على الأتي :
مواد قابلة للذوبان في الماء منها؛ الجلوكوزيدات، والسكريات، والأحماض الأمينية، والأملاح،والنترات، والكبريتات، والكلوريدات، وأملاح البوتاسيوم. مواد قابلة للذوبان في الإيثر منها الكحول، والدهون، والزيوت، والشمع. المعادن التي لا تذوب في الماء منها المغنيسيوم البوتاسيوم والبروتينات. التلوث بالمعادن السامة:
يبلغ عدد العناصر الكيماوية المصنعة أكثر من 1500 نوع، ولقد وجد العديد من المعادن الثقيلة في الصناعة ولها آثارسيئة على صحة الإنسان والحيوان والكائنات الحية، مثل مادة الزئبق. المحافظة على نهر النيل من التلوث يتوجب على كل شخص في المجتمع أوفي شركة صناعية أو أيّ جهة أخرى المحافظة على نظافة نهر النيل لما يُسببه التلوث من أضرار فادحة تعود على المجتمع وعلى صحة الإنسانَ وصحة الحيوان والنبات، وسنشير إلي بعض الأمور التي تُساعدُ في الحفاظ على نظافة نهرالنيل ومنها :
التخلص من المواد و المخلفات المنزلية الخطرة: بتجنب سكب الزيوت والطلاء، والمذيبات والمنظفات والمواد الحافظة والأدوية في مجاري الصرف الصحي. كما يجب الحد من إستخدام المواد الكيماوية من أسمدة ومبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية من خلال برامج التوعية والإرشادات التليفزيونية حيث أنّ الأسمدة والمواد الكيميائية مصدرًا كبيرًا للتلوث بالنيتروجين والفوسفور.ويجب فحص أنظمة الصرف الصحي سنويًا لضمان الأداء السليم، لأن النفايات يمكن أن تتسرب من الأنظمة التالفة والعاطلة إلى المياه الجوفية وتنتهي في نهاية المطاف في الممرات المائية المحلية والأنهار. عدمِ إلقاء القمامة بالمجاري المائية،التي تكون سببا في زيادة تلوث الأنهار. حصل النهر على إسمه باللغتين الإنجليزية والعربية من الكلمة اليونانية “neilos” والتي تعني الوادي، إذ أطلق المصريون القدماء عليه إسم “النهر الأسود”، لأن الفيضانات السنوية كانت ترسب الطمي الأسود في الحقول. هذا الطمي الغني بالمغذيات كان يغذي الحقول مرة واحدة عند كل فيضان توقف ذلك الأن بعد بناء السدود ، لهذا يضطر المزارعون إلى الاعتماد على الأسمدة الصناعية باهظة الثمن لتحل محل العناصر الغذائية التي لم تعد موجودة في سهل الفيضان. وذكر المصريين القدماء في كتبهم من ألاف السنين انه” اذا مرض النهر مرض الوطن واذا صح النهر صح الوطن “، انهم عرفوا صحة البيئة عندما كان العالم يغط في غيابات الجهل والظلام .
حفظ الله مصر وشعبها وكل ما وهبها من ثروات وتراث وقوة دائما .
الدكتور / محمد عبد المنعم صالح
دكتوراه العلوم البيئية