جندي مشاة البحرية : التعريفات الجمركية تهدف إلى الاستعداد للحرب مع الصين

أوفى الرئيس ترامب بوعده بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على السلع القادمة من الصين على الرغم من المخاوف المستمرة منذ فترة طويلة من أن تؤثر التدابير الحمائية على الواردات الأساسية للقاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية. سألت سبوتنيك المراقب الجيوسياسي المخضرم والجندي السابق في البحرية الأمريكية برايان بيرليتيك عن كيفية تطبيق القيود الجديدة.
قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان يوم الأحد إن بكين “تدين وتعارض بشدة” الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة “وستتخذ التدابير المضادة اللازمة للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة”.
ومن بينها شكوى مرفوعة ضد الولايات المتحدة لدى منظمة التجارة العالمية.
وحذرت بكين من أنه “لا يوجد فائزون في حرب تجارية أو حرب رسوم جمركية”، داعية واشنطن إلى “تصحيح ممارساتها الخاطئة، والالتقاء بالصين في منتصف الطريق، ومواجهة مشاكلها، وإجراء حوارات صريحة، وتعزيز التعاون، وإدارة الاختلافات على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل”.
الرئيس المنتخب دونالد ترامب يتحدث لدى وصوله لحضور اجتماع مع مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس النواب، الأربعاء 13 نوفمبر 2024، في واشنطن. - سبوتنيك إنترناشيونال، 1920، 02.02.2025

نزع الضمدة المؤقتة رغم المخاطر الاستراتيجية

وقال بريان بيرليتيك لوكالة سبوتنيك تعليقا على المخاطر الاستراتيجية التي سيواجهها المجمع الصناعي العسكري الأميركي، الذي يعتمد على الصين في أشياء مثل المعادن النادرة ومكونات أخرى، مع جولة جديدة من الحروب التجارية لترامب، إن الرسوم الجمركية الجديدة “ستعرض للخطر بالفعل المواد والمكونات الأساسية للإنتاج الصناعي العسكري الأميركي، لكنها تهدف إلى مواصلة عملية الانفصال عن الصين التي بدأت في عهد إدارة ترامب الأولى، واستمرت طوال إدارة بايدن ، ويجري الآن توسيعها بشكل أكبر”.
وقال بيرليتيك “إن الولايات المتحدة تستعد للصراع مع الصين، وكما حدث في حربها بالوكالة مع روسيا، فإنها تعلم أن المواد والمكونات الصينية المصدر سوف تنقطع حتما عاجلا أم آجلا. وهذه التعريفات الجمركية تهدف إلى تحقيق ذلك عاجلا وليس آجلا وفي ظل ظروف تمنح الولايات المتحدة مزيدا من الوقت لمعالجتها قبل الصراع مع الصين وليس أثناء الصراع مع الصين”.

احتياجات الصناعة التحويلية ستؤدي إلى إجهاد القاعدة الصناعية المحدودة في الولايات المتحدة

ويتوقع بيرليتيك أن “التكاليف سترتفع بالنسبة للشركات المنتجة للأسلحة والمركبات والذخائر، ولكنها لن تتحمل هذه التكلفة ــ بل سيتحملها دافعو الضرائب الأميركيون”.
وأوضح أن “تدفق الأموال الإضافية والفرص المتاحة لهذه الشركات الصناعية العسكرية لدمج الإنتاج عمودياً من شأنه أن يزيد من أرباحها. ومع تركيز القدرة الصناعية المحدودة في أميركا على الإنتاج الصناعي العسكري، فإن ارتفاع التكاليف والندرة سوف يزيدان بالنسبة للمستهلكين الأميركيين”.
وقال بيرليتيك إنه سواء في عهد ترامب 1.0 أو بايدن أو ترامب 2.0، فإن التعريفات الجمركية “التي تم بيعها للشعب الأمريكي باعتبارها سياسة ‘أمريكا أولاً'” مصممة في الواقع “في المقام الأول والأخير للحفاظ على أولوية الاحتكارات المالية للشركات الأمريكية ، وحماية أو حتى توسيع أرباحها، وعلى حساب ‘حلفاء’ أمريكا وكذلك الشعب الأمريكي نفسه”.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى