قوة وساطة الملك التي اسعدت الفرنسيين وسر نجاح صفقة إطلاق سراح رهائن بقلب مثلث الرعب
بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
سعى الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بكل ما أوتي من قوة ورباط الخيل ليصبح ملك ملوك إفريقيا وسخر لذلك الأموال الطائلة ومع ذلك مات ولم يحقق هذا الحلم ، وفي ظرف قصير أصبح الملك محمد السادس ملك ملوك إفريقيا مع أنه لم يسع لذلك ولم يطلبه ولم يلهث وراءه قط .
مناسبة هذا الحديث هو الإنجاز العظيم الذي قام به الملك المغربي وأسدى به خدمة كبرى لفرنسا بعدما لم تستطع إلى ذلك سبيلا ، وبتدخل بسيط من العاهل المغربي نجحت المهمة وتم إطلاق سراح رهائن فرنسيين محتجزين منذ مدة عند النظام البوركينابي .
إنجاز عظيم مثل هذا لا ياتي إلا من ملك ملوك فعلا ، ملك له سلطة ويمتلك ديبلوماسية قوية وله علاقات طيبة مع الجميع والكل يريد كسب وده ، وهو ما كان حيث استجيب لطلبه في رمشة عين مع انه صعب المنال ويعتبر حلما بالنسبة للجمهورية الخامسة .
ولقيمة هذا الإنجاز الملكي والسبق الذي حققه محمد السادس فقد أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى محادثات مع الملك محمد السادس، ليقدم له الشكر على نجاح الوساطة التي مكّنت من إطلاق سراح اربعة مواطنين فرنسيين كانوا معتقلين منذ سنة في بوركينا فاسو.
وبهذا الخصوص قال ماكرون : “جعلت تحريرهم ممكنا عن طريق الوساطة ” وتابع “أفكارنا مع عائلاتهم التي كانت تنتظر هذا الخبر”.
كما أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على تأثير وساطة الملك محمد السادس، بعد أن استجاب إبراهيم طراوري، رئيس جمهورية بوركينافاسو، لطلب العاهل المغربي .
وكتبت وزارة بوريكة بالحرف “المبادرة الإنسانية تمت بفضل العلاقات المتميزة التي تربط جلالة الملك، نصره الله، بالرئيس طراوري، والعلاقات العريقة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية بوركينا فاسو”.
وقد نجحت هذه المبادرة بفضل العلاقات المتميزة التي تربط المغرب بدولة بوركينا فاصو بشكل خاص وباقي دول العالم على وجه العموم ، ولعل الاعترافات المتوالية بمغربية الصحراء وإنشاء القنصليات والسفارات بقلب العيون والداخلة خير دليل على ذلك .
إطلاق رهائن من مثلث الرعب ليس بالشيء الهين وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن كلمة جلالة الملك مسموعة ، وقد أدهشت ديبلوماسيته العالم وهءا يؤكد على قوة الملك والملكية بالمغرب ويعزز دورها القوي ومكانته المتميزة على الصعيد الدولي .
كما يؤكد على نجاح الاستراتيجية المغربية القائمة على الحوار والتعاون، وعلى الدور الشخصي للملك محمد السادس في تعزيز مكانة المغرب كفاعل أساسي في تسوية النزاعات وحفظ السلم والأمن .
يوما عن يوم يؤكد المغرب على قوته ويضمن مكانته ضمن مصاف الدول العظمى التي لها تأثير عالمي وصوت مسموع ، وهذا مصدر فخر لكل مغربي حر ، ومثل هذا الموقف النبيل من الملك يستحق كل التصفيق .
قافلة المغرب تسير بخطى تابثة ومتوازنة واصبح يلعب دورا محوريا ورياديا ، لذلك فلا نستغرب لماذا يستقبله كبار العالم في المحافل الدولية ويكون حضوره مميزا جنبا إلى جنب مع كبار قادة العالم .
نجاح هذه الصفقة لم يأت من فراغ ، فهي ثمرة تعاون مستمر وعلاقة طويلة تربط الملك محمد السادس بقادة إفريقيا وشراكات آتت اكلها واستفادت منها شعوب المنطقة .