نفي مصري إسرائيلي زيارة نتنياهو للقاهرة، ومصادر لبي بي سي: محادثات وقف إطلاق النار بغزة في “مرحلتها النهائية”
نفى مصدر مصري “مطلع” ما “زعمته” تقارير إعلامية عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القاهرة، بحسب قناة الإخبارية شبه الرسمية.
يأتي النفي المصري بعد تداول أنباء عن وجود نتنياهو بالقاهرة لبحث وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما نفاه المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا.
وبعد أشهر من الجمود، توجد علامات جديدة على أن إسرائيل وحماس قد تقتربان من وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.
وصرح مسؤول فلسطيني كبير مشارك في المفاوضات غير المباشرة لبي بي سي أن المحادثات في “مرحلة حاسمة ونهائية”.
كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الاتفاق أقرب من أي وقت مضى.
وفي الأسابيع الأخيرة، استأنفت الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود الوساطة، حيث أفادت عن استعداد أكبر من قبل الجانبين في هذه الحرب التي استمرت 14 شهرًا لإبرام صفقة.
ويوجد وفد إسرائيلي حاليا في العاصمة القطرية الدوحة وسط موجة من الزيارات الدبلوماسية في المنطقة.
وحدد المسؤول الفلسطيني خطة من ثلاث مراحل تتضمن إطلاق سراح المدنيين والعسكريين المحتجزين كرهائن في غزة في أول 45 يوما مع انسحاب القوات الإسرائيلية من مراكز المدن والطريق الساحلي والشريط الاستراتيجي من الأراضي على طول الحدود مع مصر.
وقال المسؤول إنه ستكون هناك آلية لتمكين النازحين من غزة من العودة إلى شمال القطاع.
وستشهد المرحلة الثانية إطلاق سراح الرهائن المتبقين وسحب القوات قبل المرحلة الثالثة التي تنهي الحرب.
ويبدو أن الخطة تستند إلى الاتفاق الذي وضع إطاره الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو/أيار، وتؤكد التقارير من جميع الأطراف أن هناك تفاصيل رئيسية يجب العمل عليها.
وأخفقت جولة المحادثات في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول في التوصل إلى اتفاق، حيث رفضت حماس اقتراح وقف إطلاق النار قصير الأمد.
وقالت حماس في تصريح صحفي اليوم “إنه في ظل ما تشهده الدوحة من مباحثات جادة وإيجابية برعاية الوسطاء القطريين والمصريين فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة” .
وبحسب المتحدث باسمه، قال كاتس لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإسرائيلي : “لم نقترب إلى هذا الحد من الاتفاق بشأن الرهائن منذ الاتفاق السابق”، في إشارة إلى تبادل الرهائن والسجناء الفلسطينيين في إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وكتب على موقع X: “موقفي بشأن غزة واضح. بعد هزيمة القوة العسكرية والحكومية لحماس، ستتمتع إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة مع حرية كاملة في العمل”، مقارنا ذلك بالوضع في الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف “لن نسمح بأي نشاط إرهابي ضد المجتمعات الإسرائيلية والمواطنين الإسرائيليين من غزة. لن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول”.
ومن المرجح أن ينظر المفاوضون الذين يحاولون رأب الصدع مع حماس إلى مثل هذه التعليقات على أنها إشكالية. ولكن في إسرائيل، يُنظر إليها على أن مثل هذه التعليقات حيوية لضمان دعم وزراء الحكومة الإسرائيلية اليمينيين المتطرفين الذين حذروا سابقا من أنهم لن يوافقوا على ما وصفوه بأنه صفقة “متهورة” في غزة.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفذت حركة حماس الإسلامية الفلسطينية المسلحة، التي تحكم غزة، هجوما غير مسبوق عبر الحدود في جنوب إسرائيل. قُتل حوالي 1200 شخص واختطف 253 آخرون.
وتم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة من خلال المفاوضات أو عمليات الإنقاذ العسكرية الإسرائيلية.
في 7 ديسمبر/كانون الأول، عُلم من مصادر فلسطينية أن إسرائيل أوقفت حركة الطائرات والمراقبة بطائرات بدون طيار فوق المنطقة لمدة ست ساعات بناء على طلب الوسطاء، مما سمح لحماس بجمع المعلومات عن الرهائن.
ثم ذكرت صحيفة العربي الجديد الموالية لقطر أن حماس سلمت قائمة بالرهائن الإسرائيليين المرضى والمسنين وكذلك أولئك الذين يحملون الجنسية الأمريكية إلى مسؤولي المخابرات المصرية.
وقالت الصحيفة إن هناك أيضًا أسماء السجناء الفلسطينيين الذين طالبت بهم المجموعة كجزء من الصفقة.
وفي بداية الحرب في غزة، تعهدت إسرائيل بتدمير قدرات حماس على الحكم وقدراتها العسكرية. ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 45 ألف فلسطيني وفقا لوزارة الصحة في غزة.
تم تهجير معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وسط تدمير واسع النطاق، وفي خضم صراع مستمر لإيصال المساعدات إلى المحتاجين، هناك الآن جوع جماعي.
وأعطى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني دفعة جديدة للجهود الدبلوماسية.
في مؤتمر صحفي، حذر مرة أخرى من أنه يجب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل توليه منصبه، قائلاً بخلاف ذلك، “لن يكون الأمر ممتعًا”.