روسيا والإمارات تدعوان لاجتماع يضم القوى السورية.. والجيش الإسرائيلي يصر على البقاء بالمنطقة العازلة
أفادت وزارة الخارجية الروسية، بأن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أكدا خلال اتصال هاتفي على ضرورة عقد اجتماع دولي على وجه السرعة لإطلاق حوار شامل، بمشاركة جميع القوى السياسية في سوريا.
وجاء في بيان للوزارة نُشر على موقعها الرسمي: “في سياق الاتصالات التي جرت في الأيام الأخيرة على مختلف المستويات بين روسيا والدول العربية، بحث وزيرا الخارجية الروسي والإماراتي، عقد اجتماع دولي في أقرب وقت ممكن من أجل إطلاق حوار وطني شامل بمشاركة جميع القوى السياسية والعرقية والطائفية في الجمهورية العربية السورية”.
وأضاف البيان: “اتفق الطرفان على أن مبادرة عقد مثل هذا الاجتماع يجب أن يتخذها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسن، في المستقبل القريب جدا”.
وأشارت الوزارة إلى أن الجانب الروسي “يعمل مع وزراء خارجية السعودية وقطر ودول عربية أخرى”.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن روسيا تراقب بعناية ما يحدث في سوريا، مشيرًا إلى أن موسكو تقيم اتصالات مع من يسيطرون على الوضع.
وأشار بيسكوف إلى أن “موسكو ستنطلق من الحقائق التي تظهر على الأرض في سوريا”.
في الوقت نفسه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا تجري اتصالاتها مع اللجنة السياسية لـ”هيئة تحرير الشام”.
وأضاف بوغدانوف أن روسيا تعوّل على بقاء قواعدها العسكرية في سوريا، وأن تلعب دورًا مهما في الحرب ضد الإرهاب.
وقال بوغدانوف إن “الحرب ضد الإرهاب وبقايا تنظيم “داعش” الإرهابي (محظور في روسيا وعدد من الدول) لم تنته بعد، فهي تتطلب جهودا جماعية”.
وقال أستاذ العلوم السياسية د. عبد الخالق عبد الله، إن “هناك اهتماما عربيا ودوليا بما يجري في سوريا، وهناك حرص شديد من الإمارات وروسيا وباقي الدول في المنطقة على استقرار سوريا وسلامة ووحدة أراضيها، وبالتالي ليس من المستبعد أن تجري موسكو وباقي العواصم العربية الأخرى مثل هذا الاجتماع للتشاور وإظهار دعم الجميع للشعب السوري”.
وأضاف عبد الله أن “سوريا يوجد بها أطياف وفصائل وقوى وطوائف مختلفة، وبالتالي لابد بعد إسقاط نظام الأسد، ولابد لسوريا أن تحتوي كل هذه الاختلافات في بوتقة وطنية واحدة، ولا يجوز الاستحواذ على السلطة من جانب طرف واحد”، مؤكدًا على “ضرورة وحدة سوريا وطوائفها وقواها المختلفة، وهذا ما تحاول روسيا والإمارات تحقيقه من خلال هذا الاجتماع”.
وفد تركي قطري يجري محادثات في دمشق والدفع نحو حوار سياسي داخلي
أجرى وفد تركي – قطري في العاصمة السورية دمشق، محادثات مع أبو محمد الجولاني، القائد العام لغرفة التنسيق العسكري ومحمد البشير، رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال، بهدف “دفع القيادة السورية الجديدة إلى الانخراط في المجتمع الدولي والدفع نحو حوار سياسي داخلي”، بحسب بيان صادر عن وزارة الإعلام السورية.
وذكرت الوزارة، على منصة “إكس”، أن الاجتماع يهدف إلى “تطوير رؤى مستقبلية للواقع السوري، ودفع القيادة السورية الجديدة للانخراط في البيئة العربية والإقليمية والدولية، والعمل على الدفع نحو حوار سياسي داخلي بين جميع الأطراف المعارضة والمساهمة في عملية النهضة السياسية والاقتصادية في البلاد”.
وضم الوفد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات، إبراهيم قالن، ورئيس جهاز أمن الدولة القطري، خلفان الكعبي، برفقة فريق استشاري موسّع، وهو أول وفد رسمي يزور سوريا منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وسيطرت فصائل المعارضة السورية المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” على العاصمة دمشق، إثر تقدم خاطف دفع الأسد للجوء إلى روسيا بعد حرب استمرت 13 عاما، وإنهاء أكثر من 5 عقود من حكم عائلته.
وأعربت عدة دول، فضلا عن الأمم المتحدة، وقادة مجموعة الدول السبع الكبرى، عن استعدادهم لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم “موثوق وشامل وغير طائفي” في سوريا.
وأعلنت الرئاسة التركية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان أكد لوزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن أن بلاده كانت تؤيد الحفاظ على سلامة الأراضي والوحدة والبنية الموحدة لسوريا منذ البداية وضرورة العمل لإعادة إعمار سوريا، مشيرًا إلى أن أنقرة ستتخذ إجراءات وقائية بحماية أمنها القومي ضد جميع التنظيمات الإرهابية.
قال رئيس تحرير وكالة أنباء تركيا، مهند حتفظ أوغلو، إن” تركيا تعتبر اليوم صمام الأمان الأول لما يجري في سوريا على مستوى الوضع الميداني والأمني، لذلك جاءت زيارة رئيس الاستخبارات التركي أمس إلى دمشق، كما أن تركيا تريد أن يكون هناك تعاونا بينها وبين الدول العربية ليبقى الوضع في الداخل السوري مرتبطاً بالحضن العربي وتبقى في الفلك العربي، وأن تكون الدول العربية هي الراعية لها، وهي التي تتابعها، وتقوم بتنظيم شئونها وتساهم في إعمارها”.
وأشار أوغلو إلى أن “هذه المرحلة تتطلب تعاونا من الدول العربية مع تركيا للحفاظ على وحدة سوريا، إذ تسعى تركيا أن يكون هناك إطار أمني للوصول إلى إطار سياسي، بحيث لا يكون هناك أي محاولات لنزع ما تم تحقيقه من إسقاط النظام السوري، أو الذهاب إلى دعشنة أو أرهبة سوريا، لذلك تسعى تركيا إلى وضع إطار سياسي وأمني في سوريا ليوجه المرحلة الحالية إلى المسار الصحيح”.
إسرائيل ترفض طلب فرنسا بمغادرة الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة مع سوريا.. وغوتيريش يعبر عن القلق من الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية،أن تحركات القوات الإسرائيلية إلى داخل المنطقة العازلة مع سوريا تمّت بعد انتهاكات لاتفاقية “فض الاشتباك”، المبرمة في مايو/ أيار 1974 بين البلدين، وذلك ردا على طلب فرنسا أمس بمغادرة الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة.
وتزعم إسرائيل دخول مسلحين الى المنطقة العازلة في انتهاك للاتفاقية، وشن هجمات على مواقع تابعة لقوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في المنطقة، وهو ما دفع إسرائيل لاتخاذ إجراءات ضرورية وذلك وفقا لوسائل اعلام إسرائيلية .
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه ما فعلته كان ضروريا لأسباب دفاعية؛ بسبب التهديدات التي تُشكِّلها الجماعات المسلحة العاملة بالقرب من الحدود، من أجل منع سيناريو مماثل لما حدث في السابع من أكتوبر في هذه المنطقة، مضيفة أن العملية محدودة ومؤقتة .
وكشفت الوزارة عن أن وزير الخارجية، جدعون ساعر، طرح هذه المسألة مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأوضحت الوزارة أن إسرائيل ستواصل العمل للدفاع عن نفسها وضمان أمن مواطنيها حسب الحاجة.
في الوقت نفسه أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قلقه البالغ إزاء “الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها”.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم جوتيريش، للصحافيين إن “الأمين العام قلق بشكل خاص بشأن مئات الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل على مواقع عديدة في سوريا، مؤكداً الحاجة الملحة لتهدئة العنف على كافة الجبهات بأنحاء البلاد”.
قال المحلل السياسي، غسان ياسين، إن “إسرائيل تحتل الجولان السوري، وانتهكت اتفاق عام 1974، بعد توغلها في الأراضي السورية”.
وأوضح أنه “لا يوجد مسلحين دخلوا المنطقة العازلة، وأن كل من دخل إلى المدن السورية هم سوريون”، نافيا “أي وجود لمقاتلين أجانب”، مشيرا إلى أن “إسرائيل قصفت أكثر من 200 نقطة بعد سقوط النظام”.
وذكر أن “هذه المرحلة انتقالية، مرحلة بناء دولة، والسلطات الجديدة بحاجة إلى بعض الوقت لترتيب البيت الداخلي”.
وشدد على أن “رؤية الحكومة القادمة هي أن “الجولان أرض سورية محتلة”، ولا يمكن القبول بأي إجراءات تتحدث عن منطقة عازلة”.