انتعاش السياحة في المغرب.. ما سر ارتفاع العائدات وزيادة السياح الروس؟
حقق المغرب رقما قياسا في إيرادات السياحة هذا العام، وعدد السياح الوافدين إلى المملكة.
وفق خبراء فإنه من المتوقع أن تسجل عائدات السياحة هذا العام نحو 114 مليار درهم (11.4 مليار دولار) بزيادة سنوية 9%.
وبلغ عدد السياح الوافدين إلى المملكة 14.6 مليون سائح حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، متجاوزاً في 10 أشهر فقط الرقم القياسي للعام الماضي 2023. وفق تصريح سابق لوزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، من المرتقب أن يبلغ العدد حتى نهاية العام، 16.5 مليون سائح.
من ناحيته، قال الخبير الاقتصادي المغربي رشيد ساري، إن انتعاش القطاع السياحي في المغرب، يعود لعدة عوامل، منها الأسباب الموضوعية المرتبطة بالبرامج التي اعتمدها المغرب عبر وزارة السياحة، ومنها خارطة الطريق السياحية 2023-2026.
وأضاف أن استضافة كأس العالم في المغرب، ساهم في وضع المغرب على خريطة المقاصد السياحية العالمية.
وأشار إلى أن البنى التحتية التي يتوفر عليها المغرب، وكذلك دعم الدولة للقطاع من أجل الارتقاء بمستوى الفنادق ودعم التوسع في المنشآت السياحية.
ولفت إلى أن المغرب تخطى عتبة 100 مليار درهم ( 10 مليار دولار)، هي عائدات السياحة في العام 2024، فيما ساهم بنحو 10% من الناتج الإجمالي
تطورات لافتة
وتابع: “حقق قطاع السياحة مقارنة بالعام 2019 أكثر من 132 هدفا، أي ما يفوق المعدل العالمي بـ 35 نقطة”.
وأشار إلى أن تنظيم كأس العالم يفتح المجال أمام قطاع السياحة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن أكثر من 400 ألف سائح روسي قدموا إلى المغرب العام الأخير، وهو رقم مرشح لأن يتضاعف، خاصة أن الرقم لا يعبر عن مستوى العلاقات بين البلدين أو عن مكانة المغرب.
عوامل داخلية وخارجية
في الإطار، قال الخبير الاقتصادي نبيل عادل، إن هناك عوامل خارجي وأخرى داخلية، تقف وراء ارتفاع مداخيل السياحة، حيث يعد الارتفاع العالمي بعد جائحة كورونا ضمن أبرز العوامل الخارجية، التي أدت لانتعاشة سياحية، بالإضافة لقرب المغرب من إسبانيا وفرنسا.
استثمارات في البنى التحتية
وأضاف أن الاستثمارات في البنى التحتية سمحت باستيعاب الأعداد زادت هذا العام.
وأشار إلى أن زيادة عائد السياحة تصب في الميزان التجاري للمملكة، والتي تسهم في تمويل العجز التجاري في المبادلات الخارجية، إذ تدفع نحو الرفع من الناتج القومي.
وأشار إلى أن المغرب بات من أكبر المحطات السياحية من دول أوروبا الجنوبية، بالإضافة للسائحين من الدول العربية.
وأشار إلى أن المغرب لا يمثل محطة هامة للسائحين الروس في الفترة الحالية، رغم التدفق الكبير مؤخرا.
تجدر الإشارة إلى أن القطاع السياحي في المملكة يوظف نحو 827 ألف شخص، ما يمثل 7.8% من إجمالي اليد العاملة في المغرب، مقابل 5% عام 2019.
كما بلغت إيرادات السياحة نحو 97 مليار درهم حتى نهاية أكتوبر / تشرين الأول، بزيادة نحو 10% على أساس سنوي، وفقاً لمكتب الصرف، وهو الجهاز الحكومي المعني بإحصاءات التجارة الخارجية في المملكة المغربية.
تعوّل الحكومة على استقطاب 26 مليون سائح بحلول نهاية العقد الجاري، بينما تستعد لتنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة المغربي اعتمدت في العام 2023، خارطة طريق للقطاع 2023-2026 تهدف لخلق 80 ألف فرصة عمل مباشرة إضافية، من خلال دعم الاستثمار الخاص في الفنادق والمطاعم، و120 ألف فرصة عمل غير مباشرة في القطاعات المرتبطة بالسياحة في عموم البلاد.