بعد تصريحات عبد الحي يوسف.. هل ينقلب”الإخوان” على البرهان؟

أثارت تصريحات القيادي بالحركة الإسلامية السودانية، عبد الحي يوسف مؤخرًا جدلًا واسعًا، حيث وصف قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بأنه شخصية غير موثوقة، واتهمه بالعجز عن مواجهة الحركة الإسلامية.

جاءت هذه التصريحات في وقت يشهد السودان توترات سياسية وعسكرية متصاعدة، مما يسلط الضوء على التداخل بين الجيش السوداني والحركة الإسلامية التي تتغلغل في مفاصل الجيش والسلطة منذ عقود.

إعلان مواجهة

في مقطع فيديو مصور من تركيا، وصف عبد الحي يوسف، البرهان بأنه شخصية “غير محترمة” و”ليس له دين”، مشيرًا إلى أن البرهان أعجز من القضاء على الإسلاميين الذين وصفهم بأنهم موجودون حتى داخل مكتبه.

ولم يكتف عبد الحي يوسف بذلك، بل ذهب إلى القول بأن الانتصارات التي تحققت مؤخرًا ليست بفضل الجيش، وإنما بفضل “المقاومة الشعبية”، وهي في نظره غطاء لتحركات إسلامية مدربة وجاهزة للقتال.
وأكد أن الحركة الإسلامية السودانية دربت آلاف الشباب لخوض حرب تحت إشراف “مجاهدين” قدامى، على حد وصفه.

انقلاب على البرهان

رأت مصادر سودانية، أن تصريحات عبد الحي يوسف تشكل انقلابا و تحديًا مباشرًا لقائد الجيش البرهان، وتعزز المخاوف من وجود انقسامات داخل المؤسسة العسكرية.
إذ تتهم الحركة الإسلامية، التي تسيطر على أجزاء كبيرة من الجيش، البرهان بالضعف وعدم الالتزام بحماية مصالحها.
وقالت إن إقرار يوسف بتغلغل الإسلاميين في الجيش حتى أنهم “متواجدون في مكتب البرهان” يعتبر تحذيرا صريحا بإمكان تنفيذ مخطط يصل حد اغتياله.

وبحسب المصادر، جاءت هذه التصريحات متزامنة مع تصاعد الحديث عن انقلاب وشيك داخل الجيش، خاصة في ظل تقارير تشير إلى تراجع ثقة الإسلاميين بالبرهان.
وقالت إن تصريحات عبد الحي يوسف، إلى جانب تصعيد التيار الإسلامي العريض، تشير إلى احتمالية حدوث انقلاب داخلي، مع تصاعد التوترات بين البرهان والجناح الإسلامي المتشدد.

تصريحات حمدوك

وكان رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، حذر في وقت سابق من خطورة الوضع الحالي، مشيرًا إلى أن الجيش أفسد البلاد لأكثر من خمسين عامًا، ولا يمكن تكليفه بمستقبل السودان.
تصريحات حمدوك جاءت متناغمة مع الانتقادات الموجهة للحركة الإسلامية، مؤكدًا أن الجيش أصبح أداة بيد الإسلاميين لإطالة أمد الحرب.

الدور المتنامي لعلي كرتي

في ظل هذه الأحداث، برز اسم علي كرتي، القيادي بالحركة الإسلامية السودانية، والذي تولى رئاسة التيار الإسلامي العريض.
يرى خبراء أن كرتي يسعى لتوحيد الإسلاميين تحت قيادته، بما في ذلك تلك المجموعات التي بدأت تطالب بوقف الحرب.

تاريخ من التغلغل

منذ سقوط نظام الرئيس عمر البشير، لم تفقد الحركة الإسلامية سيطرتها على الجيش بالكامل. بل على العكس، استغلت نفوذها المتجذر داخل المؤسسة العسكرية لإحباط أي محاولات لتفكيك نظامها.
وتؤكد شهادات من شخصيات مثل علاء الدين بابكر، عضو لجنة تفكيك نظام البشير، أن انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 2021 كان بهدف حماية مصالح الحركة الإسلامية واستعادة أصولها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى