.د./ أيمن وزيري يكتب عن ” هل إندثرت مصر أثناء هجوم الطاعون الدُبلي/الدُمَّلي/ النزفيَّ”
” سلسلة مصر كنانة الله في أرضه ومواجهة الأوبئة عبر التاريخ ” بقلم أ.د./ أيمن وزيري أستاذ الآثار والحضارة المصرية بكلية الآثار- جامعة الفيوم رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار- جامعة الفيوم ونائب رئيس إتحاد الأثريين المصريين
مصر الكنانة ، مصر التي قال عنها رسول – صلى الله عليه وسلم- أهلها في رباط الى يوم القيامة، مصر هِبةُ من اللهِ منذ قديمِ الزمانِ وهي الكنانة أي الجعبة التي يتم فيها حفظ النبال والسهام ، فتشبيه مصر بكنانة السهام التي يصيب الله تعالى بها الطغاة والظالمين والمتجبرين، فيرميهم بأهلها الذين هم جند الله، ولذلك جاء في بعض المأثورات : ما طلبها أو ما ظلمها عدو إلا أهلكه الله.
ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يُوحى، فإذا قال رسول الله فليصمت الجميع بأمرٍ من الله وليُنصت الكل بمصداقيةٍ من الله حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- :” إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: إنهم في رباط إلى يوم القيامة” – صدق رسول الله . والرباط يعني الرابِطة أو العلاقة المتماسكة ويعني ما يجمع ويوحد؛ فهم متحدون ومتماسكون إلى يوم الدين أو كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-. والخلاصة أن مصر وأهلها في حفظٍ بأمرٍ من الله إلى يوم الدين، فلقد تعرضت مصر للعديد من المحن عبر العصور التاريخية والتي كان منها الأوبئة والأمراض الفتاكة ولكن الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
ونذكر على سبيل المثال – لا الحصر – ما يلي : – خلال الفترة من (1650 – 1550 ق.م ) وهي الفترة التي تواكب عصر الإنتقال الثاني أو فترة غزو الهكسوس لمصر وحتى توحيد مصر مرة أخرى خلال الأسرة السابعة عشرة وحتى عهد الملك أحمس الأول من عصر الدولة الحديثة ؛ حيث تعرضت مصر آنذاك لفيروسات وأوبئة وأمراض مثل ما يُسمى بــ “طاعون دبلي” و ” انفلونزا موسمية متطورة “. والطاعون الدبلي/ الطاعون الدبيلي/الطاعون الدُمّلي/ الطاعون العقدي أو الطاعون النزفي (Bubonic Plague) هو وباء وفيروس ومرض حيواني المنشأ حيث ينتشر أساسًا من خلال القوارض الصغيرة والحشرات التي تحمل العدوى، هو واحد من ثلاثة أنواع من الالتهابات التي يسببها طاعون يرسينيا والمعروف بــــ “طاعون الباستوريلا”.
ويؤدي الطاعون الدبلي – دون علاج- إلى موت ثلثي المصابين خلال أربعة أيام من الإصابة به – ولكن الله حفظ مصر وأهلها – . – خلال الفترة من (1650 – 1550 ق.م ) فقد تعرضت مصر إلى وباء وفيروس الأنفلونزا، المعروفة بــــ “النزلة الوافدة” أو الخُنان، والتي هي من الأمراض المعدية والتي تسببها فيروسات مخاطية. وغالباَ ما تكون أعراضها: حمى، ثر أنفي، التهاب الحلق، ألم عضلي، صداع، سعال وإعياء تام، وتبدأ هذه الأعراض غالباً بعد يومين من التعرض للفيروس، وتستمر لمدة أقل من أسبوع. ولكن السعال قد يستمر لأكثر من أسبوعين.
وفي الأطفال، قد يكون هناك غثيان وتقيؤ، ولكن هذه الأعراض ليست شائعة لدى البالغين، كما يحدث الغثيان والقيء وهو الأكثر شيوعًا نتيجة التهاب المعدة والأمعاء بسبب العدوى، والتي يشار إليها أحياناً باسم “انفلونزا المعدة” أو “انفلونزا على مدار 24 ساعة”، والتي تشمل مضاعفات الأنفلونزا كما يلي : الالتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي، والتهابات الجيوب الأنفية، وتفاقم المشاكل الصحية السابقة مثل الربو أو قصور القلب- ولكن الله حفظ مصر وشعبها – .