سفير سوريا السابق في تركيا: الجيش السوري قادر بسهولة على حسم الوضع في إدلب
قال نضال قبلان سفير سوريا السابق في أنقرة إن “آفاق الحل السلمي في إدلب أعلى من آفاق الحسم العسكري”. وأشار السفير قبلان إلى أن “الجميع يفضل التسوية السلمية وآفاق الحل السلمي أعلى من آفاق الحسم العسكري مع التأكيد على أن بعض المناطق قد تتطلب حسما عسكريا إذا استمر هؤلاء الإرهابيون على عنادهم وتعنتهم وأصروا على مواجهة الجيش السوري الذي هو قادر بسهولة أن يحسم الوضع الميداني في تلك المناطق واستعدادات الجيش عالية جدا”.
وأضاف “ربما المجموعات الإرهابية استفادت من الوقت للتمترس وتعزيز دفاعاتها وللتزود بالمزيد من السلاح وتنظيم صفوفها، لكن بالمقارنة مع حجم القوات التي حشدها الجيش السوري لمعركة أدلب، الجيش اصبح أيضا في وضع يؤهله للحسم السريع والقوي”.
واعتبر قبلان تصريحات تركيا بأن الوضع في إدلب مستقر وآمن وأن تركيا ملتزمة باتفاق سوتشي “هو هروب إلى الأمام من الالتزام بتنفيذ البنود التي اتفق عليها أردوغان في سوتشي مع الرئيس بوتين، وتعهد فيها بسحب السلاح الثقيل لكافة التنظيمات الإرهابية وهذا ما لم يحدث، حدثت هناك عمليات محدودة لسحب بعض السلاح لبعض الجماعات إلا أن اللاعبين الرئيسيين على الساحة في إدلب رفضوا اتفاق أردوغان و بوتين وأعلنوا صراحة أنهم لن يسلموا سلاحهم الثقيل وأنهم سيحاربون وبالتالي عادت إلى الواجهة مجددا السيناريوهات التي ترجح حلا عسكريا في بعض المناطق المصرة على الوقوف في وجهة الدولة والجيش السوري”.
ورأى السفير قبلان أن “توقيت تحريك رفض الجماعات المسلحة لنزع السلاح وعلى رأسها جبهة النصرة جاء في نفس اليوم الذي صعد فيه أردوغان مع القيادة السعودية على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وبالتالي الأوراق والسياسات متداخلة ومتشابكة وعندما يضرب مجرم في مكان ما يحاول أن يرد في مكان آخر. لكن على الساحة السورية الجميع اصبح على قناعة باقتراب نهاية هذه الحرب الكونية على سوريا وباستعادة الدولة سيادتها على كامل الأراضي السورية بما في ذلك شرق الفرات وهذا أيضا موقف رسمي للقيادة السورية معلن ولا رجعة عنه”.
وقال قبلان: “اعتقد أن أردوغان هرب من ورطة إلى ورطة.وطرحه للانتقال إلى القتال في شرق الفرات ليس لعبة، أيضا هناك لاعبون دوليون معنيون بالوضع شرق الفرات وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ولكن غير معروف ما إذا كانت هنالك اتفاقات سرية بين أردوغان وترامب كجزء من صفقات التسوية على خلفية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، من يدري كل شيء في السياسة ممكن لكن الموقف الرسمي السوري المعلن على لسان الرئيس الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم في أكثر من مناسبة بأن إدلب ستعود كاملة تحت سيادة الدولة السورية سلما أو حربا”.
وأضاف قبلان أن “التجارب أثبتت حماقة السياسة الخارجية التركية وهذه القيادة في تركيا هيأت لها الظروف في أكثر من حالة وميدان وتوقيت ظروفا مثالية لتعزيز مكانتها السياسية والاقتصادية كلاعب أساسي في المنطقة لكنها أحرقت وأهدرت الغالبية العظمى من هذه الفرص”.
مشيرا إلى أن “من مظاهر تعقيدات الأحداث في سوريا هو التشابك بين القوى الموجودة على الساحة من مجموعات وتنظيمات إرهابية مختلفة، لأن لكل من هذه التنظيمات مربطها، البعض مع تركيا والآخر مع قطر وغيره مع السعودية أو الأميركي أو الفرنسي أو البريطاني.وبالتالي في منبج أردوغان ليس حرا حتى في عفرين وجميع المناطق هو ليس حرا.. هنالك تشابكات واتفاقات وتسويات يجب ان تكون قائمة لكي يحدث نوع من الهدوء النسبي ريثما يتبلور الحل السياسي الشامل.
وأشار السفير السابق إلى أنه: “كان مرجحا بعد إدلب وريف حلب أن تتحرك القوات العسكرية السورية باتجاه شرق الفرات لحسم الوضع هناك. أردوغان يريد أن يسبق الجيش السوري إلى شرق الفرات إذا استطاع كي يحاول الإمساك بورقة مساومة هناك”.
وختم بالقول أن “شرق الفرات سيكون مكسر العصا في المرحلة الأخيرة من نهاية الأحداث والحرب على سوريا”.
يذكر أنه في أعقاب المحادثات بين الرئيسيين الروسي فلاديمير بوتين والتركي، رجب طيب أردوغان في سوتشي في 17 أيلول/سبتمبر الماضي، وقَع وزيرا الدفاع في البلدين مذكرة حول استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب. ووفقا للرئيس الروسي، فإنه بحلول 15 تشرين الأول/أكتوبر، يجب على الأطراف المتصارعة إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خط الفصل بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بعمق 15 إلى 20 كيلومترا مع انسحاب المسلحين المتطرفين، وبحلول 10 تشرين الأول/أكتوبر، يتم سحب الأسلحة الثقيلة من هذه المنطقة، وبشكل خاص جميع الدبابات، وأنظمة إطلاق الصواريخ، والمدفعية من جميع فصائل المعارضة.