قصة قصيرة بقلم/ أسامة أحمد خليفة ….. العودة للحياة
تعودت دائماً على التمتع بجمالها والنظر إلى دلالها والشوق للقائها ، كانت تمر ساعات طويلة علىّ وأنا قابع في مكاني لا أتحرك ولا أتنفس حتى لا تخرج أنفاسي فتحركها فتشعر بوجودي فتقلق وقد تكون النتيجة أنها تمتنع عن التمايل ، هذا التمايل الذي تغمره فرحة غامرة ، كنت أقبض على الزمن بأيدي حديديه حتى لا تتحرك ساعاته فيأتي الليل وأغيب عن رؤيتها حتى يحلّ النهار ، نفس المكان الذي رأيتها فيه أول مره عندما كنت أعيش وسط بركة مملوءة بدماء المشاكل.
كانت الأحزان تطوقني ، وكانت الآهات تعذبني ، ولم أكن أتصور أنني يمكن أن أخرج من بئر الآلام إلى جنة الأحلام ، فكرت أن أنهى حياتي فكرت في اختيار الوسيلة اخترت الانتحار غرقاً وماذا يبقى لي في الحياة ؟
وماذا يجنى الفؤاد إلا النزيف الموجع المقهر ، لم يكن لي أمل في العيش ، انطلقت إلى النيل كتبت رسالة شوق هممت بالقفز في المياه ، في هذه اللحظة رأيتها وجدت نفسي فرحت بها تعجبت لم أرها من قبل أين كانت هل هي بسمة جديدة خارجة للحياة خلقت لتنقذني ؟
وجدت نفسي ابتسمت و وجدت قلبي يخفق بلحن الحب تأوهت وقلت تلك الجميلة هي التي أنقذتني من الموت هي التي جددت لي الحياة بلونها الأبيض الجميل وبرائحتها الذكية الرائعة اختفيت خلف بعض الشجيرات حتى أستمتع بجمالها وألاحظ تمايل عودها مع كل نسمة هواء .
عاد لي الأمل مرة أخرى في الحياة عشت على أمل اللقاء كنت أنتظر الوقت المناسب للذهاب إليها كنت أجدها في نفس المكان كنت أخاف عليها لم أحاول أن اقترب منها حرصا عليها كنت أحرسها من بعد وفى إحدى الأيام كانت هناك رياح عاتية وجو ملبد بالغيوم ، أمطار غزيرة خفت عليها ، أحسست برعب ، لم يهمنى البرق والرعد لم تهمني الرياح ، تشبثت قدمي بطين الأرض ، كان لحن الشوق يناديني يشجعني ذهبت إليها رأيت فيها الرعب لاحظت أن تمايلها يختلف الآن فهو تمايل فيه خوف من المجهول لم أتردد أسرعت إليها ألقيت نفسي بجوارها حضنت الوردة البيضاء حتى لا تقتلعها الرياح.