أزمة برشلونة.. أطراف عديدة داخل قفص الاتهام

على الرغم من البداية القوية لبرشلونة هذا الموسم سواء في الدوري الإسباني بتحقيق 4 انتصارات متتالية، أو في دوري الأبطال بالفوز برباعية على أيندهوفن الهولندي، إلا أن جماهير “البلاوغرانا” سرعان ما استفاقت على سلسلة من النتائج السلبية محلياً خلال الجولات الثلاث الأخيرة، خلال أسبوع واحد لم يستطع خلالها الفريق سوى حصد نقطتين فقط، لتبدأ أصابع الاتهام في الإشارة لأطراف عديدة سواء من خارج الملعب وتحديداً الإدارة الفنية أو داخله، وبشكل دقيق خط الدفاع.
ولكن على الرغم من هذه الصورة القاتمة لدى مشجعي حامل اللقب المحلي، إلا أن لغة النتائج هي ما تتحدث في النهاية، فرغم هذا العدد الكبير من النقاط التي أهدرت في فترة زمنية قصيرة، إلا أن نتائج الغريم التقليدي ريال مدريد أيضاً، جعلت كتيبة المدرب إرنستو فالفيردي لا زالت تتربع على الصدارة بفارق الأهداف عن الميرينغي، وكأن شيئاً لم يحدث.
وباستثناء الثنائي المنقذ للبرسا، النجم الأرجنتيني والقائد ليونيل ميسي، وحامي العرين، الألماني تير شتيغن، يمر لاعبو الفريق بفترة واضحة من انعدام الوزن والابتعاد عن الجاهزية الفنية.
وعلى الرغم من أن الفريق بات يمتلك هذا الموسم مقعد بدلاء قوياً، تفتح للمدرب خيارات عديدة عند الضرورة، وهو ما لم يكن متاحاً في السنوات الماضية بشكل كبير، يبدو أن المدرب الباسكي لا يحسن التعامل مع الأدوات المتاحة لديه، فعندما يلجأ لإدخال تعديلات على التشكيل والدفع بوجوه جديدة تأتي النتائج السلبية لتضرب بهذه الخطط عرض الحائط.
والحقيقة وما وهو جلي لكل المتابعين للفريق، هو أنه أصبح يستقبل أهدافاً كثيرة وبشكل سهل للغاية، وهو الأمر الذي نبه إليه ميسي في تصريحات له عقب التعادل المخيب أمام أثلتيك بلباو 1-1 على ملعب كامب نو.
وقال ميسي في تصريحاته: “علينا أن نتحسن كثيراً على المستوى الدفاعي، من غير المقبول أننا نستقبل أهدافاً في كل مباراة، الوصول لمرمانا كان أمراً صعباً في الموسم الماضي، واليوم أصبحنا نستقبل هدفاً على الأقل في كل مباراة وبأقل مجهود”.
وأصبح الجانب الدفاعي لدى الفريق مشكلة حقيقية قد تطيح بأحلام الكاتالونيين في تحقيق الهدف الأكبر لهم هذا الموسم وهو حصد لقب دوري الأبطال الغائب من 3 سنوات، خاصة وأن الثنائي الدفاعي صامويل أومتيتي وجيرارد بيكيه، لاسيما الأخير، أصبحا محل انتقادات الجميع بعد مرور نحو شهر فقط على بداية الموسم.
وعلى الرغم من عدم ظهور أومتيتي وبيكيه بالشكل المطلوب، إلا أن فالفيردي يواصل الإصرار على الدفع بهما، في ظل وجود الفرنسي كليمون لونجليه، القادم هذا الصيف من إشبيلية، والبلجيكي توماس فيرمايلين، اللذين لم يشاركا كثيراً منذ بداية الموسم.

المدرب إرنستو فالفيردي
المدرب إرنستو فالفيردي
وليس خط الدفاع فقط الذي يواجه مشكلة كبيرة، فالوسط أيضاً يفقد كثيراً من قوته في حالة غياب سرجيو بوسكيتس، الذي يعاني بالأساس من تراجع ملحوظ في مستواه، عندما يقرر فالفيردي إراحته بسبب مشاركاته المتواصلة.ومع الاعتراف بموهبة البرازيلي فيليبي كوتينيو في صناعة اللعب والابتكار في وسط الملعب، إلا أن عدم إجادته للواجب الدفاعي، لا تجعله الخيار الأول لفالفيردي في حالة غياب بوسكيتس، كما أن مواطنه أرثر ميلو لا يشارك بصفة مستمرة، هذا فضلاً عن عدم استعادة التشيلي أرتورو فيدال بعد للياقته البدنية والفنية بعد غيابه لفترة طويلة عن الملاعب بسبب إصابة في الركبة.

أما في الأمام، فتكمن المشكلة في تذبذب مستوى الثنائي الأوروغوياني لويس سواريز والفرنسي عثمان ديمبيلي، فالأول معروف بأنه لا يبدأ الموسم بصورة طيبة، والثاني عاد للاختفاء بعد أن أنقذ الفريق في مواجهتي بلد الوليد وريال سوسييداد في الليغا، وإشبيلية في كأس السوبر الإسباني.

ولهذا يمكن تلخيص المشكلة التي يعاني منها الفريق خلال هذه الفترة في غياب التوازن، بداية من الهشاشة في الدفاع والوسط، نهاية بغياب اللمسة الأخيرة أمام المرمى للمهاجمين، وهو ما تجلى في مباراة بلباو التي شهدت فرصتين واضحتين في العارضة والقائم الأيمن.

ويضاف إلى كل هذه النقاط، حالة عدم الثقة في فالفيردي نفسه، الذي بدأت أصابع الاتهام تشير إليه بعد الخروج المفاجئ والغريب للفريق من ربع نهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي أمام روما الإيطالي، قبل أن تبدأ هذه الشكوك في التحول لحقائق على إثر النتائج الأخيرة المحبطة.

وما يزيد من موقف فالفيردي صعوبة هو أن الفريق مقبل على عدد من المواجهات ذات العيار الثقيل خلال الشهر المقبل، سواء في الليغا أو في “التشامبيونز ليغ”، والتي سترسم إلى حد كبير شكل الموسم بالنسبة للفريق، وبالطبع سيترتب عليها مسألة بقاء الرجل الأول على راس الإدارة الفنية للفريق من عدمها.

وستبدأ هذه السلسة الأربعاء المقبل، أمام توتنهام هوتسبر الإنجليزي على ملعب (ويمبلي)، والتي لا تقبل القسمة على اثنين بالنسبة للفريق اللندني الذي خسر بشكل درامي مباراته الافتتاحية أمام إنتر ميلان، وهو ما سيزيد من صعوبتها.

كما أن الفريق سيكون على موعد مع اختبار صعب محلياً الأحد المقبل، عندما يحل ضيفاً على ملعب المستايا معقل فالنسيا، وهو أحد الملاعب المعروفة تاريخياً بصعوبتها على أبناء كاتالونيا.

بينما ستكون المواجهات الثلاث المتبقية في الشهر المقبل، على ملعب كامب نو أمام إشبيلية وريال مدريد في الليغا، وبينهما موقعة إنتر ميلان الإيطالي في بطولة الكأس “ذات الأذنين”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى