حلفاء تركيا يدعمون اتفاق إدلب وإسلاميون متشددون يدعون للقتال

تحدٍ كبير تواجهه تركيا لتطبيق بنود اتفاق إدلب المبرم مع الجانب الروسي، خاصة وأن أول فصيل متشدد أعلن رفضه الانسحاب من منطقة من المفترض أن تتحول إلى غاية منتصف الشهرالقادم منطقة خالية من السلاح والجهاديين.

رفضت جماعة “حراس الدين” الإسلامية المتشددة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا اتفاق تركيا وروسيا القاضي بانسحاب جماعات المعارضة “المتشددة” من منطقة منزوعة السلاح وحثت مقاتلي المعارضة على شن عمليات عسكرية جديدة.

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضةبأن فصائل مسلحة أعلنت رفضها للاتفاق التركي ـ الروسي والخاص بإقامة منطقة منزوعة السلاح حول محافظة إدلب وذلك بهدف تجنب هجوم عسكري تعتزم الحكومة السورية والميليشيات التابعة لها شنه على آخر معاقل المعارضة المسلحة السورية.

في نفس الوقت يستغل آلاف النازحين الإعلان التركي ـ الروسي للعودة إلى منازلهم في المحافظة بشمال غرب سوريا والمتاخمة للحدود التركية ومحيطها، وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدة آلاف من النازحين قد عادوا إلى منازلهم فعلا خلال أقل من 48 ساعة من الإعلان على الاتفاق التركي الروسي.45394383_303

وبانتظار موقف رسمي شككت وكالة إباء الإخبارية، التابعة للهيئة وفي معرض تغطيتها للاتفاق، في نوايا تركيا واعتبرت أنها “تسعى لتحقيق مصالحها”. كما كان القائد العام للهيئة أبو محمد الجولاني قد قال في تصريحات سابقة إن سلاح الفصائل “خط أحمر لا يقبل المساومة أبداً”.

و”تحرير الشام” تحالف من جماعات إسلامية كانت تهيمن عليها “جبهة النصرة” الجناح الرسمي لتنظيم “القاعدة في بلاد الشام” حتى عام 2016، غير أن الخلافات العقائدية بين الاثنين دفعت بـ “النصرة” إلى الانفصال عن القاعدة.

أما جماعة “حراس الدين” فقد تشكلت في وقت سابق هذا العام من مقاتلين انفصلوا عن “تحرير الشام” وجبهة “النصرة” بعدما قطعت علاقاتها بتنظيم القاعدة. وتضم مقاتلين أجانب. وقالت الجماعة في بيان تمّ تداوله على الانترنت إن الاتفاق تآمر “من قوى الشر والكفر العالمي للقضاء على المشروع الجهادي”.

جبهة التحرير “تدعم مساعي أنقرة”

في المقابل، أعلنت الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم عددا من فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا، عن تعاونها “التام مع الحليف التركي في إنجاح مسعاه لتجنيب المدنيين ويلات الحرب”. وأضافت الجبهة في بيان “إلا أننا سنبقى حذرين ومتيقظين لأي غدر من طرف الروس والنظام والإيرانيين خصوصا مع صدور تصريحات من قبلهم تدل على أن هذا الاتفاق مؤقت”. كما جاء في بيان الجبهة، إن “أصابعنا ستبقى على الزناد.. ولن نتخلى عن سلاحنا ولا عن أرضنا ولا عن ثورتنا”.

والمنطقة منزوعة السلاح التي اتفقت عليها تركيا وروسيا سيبلغ عمقها ما بين 15 و20 كيلومترا على امتداد خط الاتصال بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد والميليشيات الداعمة له. وستقوم القوات التركية والروسية بدوريات فيها.

وبعد أسابيع من التعزيزات العسكرية إلى محيط إدلب، وإثر مفاوضات مكثفة، توصلت روسيا وتركيا قبل أسبوع إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة عازلة، على أن تسلم الفصائل المعارضة سلاحها الثقيل مع انسحاب المجموعات الجهادية وعلى رأسها هيئة “تحرير الشام”، وهو التحدي الأكبر الذي تواجهه تركيا لطي صفحة الجهاديين في إدلب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى