خبير عسكري: أنانية الطرف الإسرائيلي تسببت في إسقاط الـ “إيل – 20” الروسية
اعتبر اللواء المتقاعد المصري، الخبير والمحلل العسكري، عادل سليمان، أن إسرائيل لا يعنيها إلا مصالحها، وتفوقها العسكري في المنطقة، وعدم تعرض قواتها لخسائر في العمليات الجوية، التي تنفذها في سوريا، لافتا إلى أن التنسيق بين الأطراف “ليس بالقدر المطلوب من الكفاءة والفاعلية”.
وقال اللواء سليمان، في حديث هاتفي لوكالة “سبوتنيك”، اليوم الأحد: “هذا الحادث هو نتيجة لخلل ما في عملية التنسيق على المستويين الميداني والتكتيكي — العملياتي، ولم تؤخذ بالحسبان الجدية الكاملة، وخاصة من الطرف الإسرائيلي إسرائيل لا يعنيها سوى مصالحها، وخاصة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية، وهي ليست على استعداد لأن تتعرض لأية خسائر عسكرية، وتظهر في مظهر الضعف”.
وأضاف الخبير العسكري المصري، موضحا، “إسرائيل لا يعنيها من هو الطرف الآخر، سواء كان الطرف السوري الذي يتسلح بأسلحة روسية متطورة، أو غيره يهمها تحقيق الهدف، فقط، وترى أنها تستطيع أن تعالج أية مشكلة، عبر إبداء نوع ما من الاعتذار، أو إيفاد قادة عسكريين كبار إلى الطرف الآخر، لشرح موقفها، وهي معتادة على هذه الأمور، وتعتقد أنها تستطيع احتواء مثل هذه الحوادث”.
ورأى اللواء سليمان، أن هذه الحادثة دليل على أن عملية التنسيق “لم تكن على القدر الكافي من الاحترافية، وكان يمكن تجاوز هذه الحادثة لو كانت هناك درجة عالية من التنسيق والاتصال، وهنا يجب إشراك الطرف السوري، حتى لا تتعرض الطائرات الروسية لنيران الدفاعات الأرضية السورية”.
وأكد اللواء سليمان، أن “هذا لا يعفي الطرف الإسرائيلي من المسؤولية، على الرغم من قناعة الأطراف بأن إسرائيل لا يعنيها إلا مصالحها، لكن يجب التنسيق، خاصة وأن الوضع السوري معقد للغاية، ويوجد على الساحة أكثر من لاعب دولي، كروسيا وتركيا وإسرائيل وإيران وغيرها”.
هذا وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت أنها في يوم 17 أيلول/سبتمبر، حوالي الساعة 23:00 بتوقيت موسكو، فقدت الاتصال بطائرة “إيل — 20” الروسية العسكرية وهي فوق مياه المتوسط على بعد 35 كيلومتراً عن الساحل السوري قبالة قاعدة حميميم الجوية، وعلى متنها 15 عسكريا روسيا، مضيفا بأن الحادث تزامن مع قيام أربع طائرات إسرائيلية من نوع “إف — 16” بضرب مواقع سورية في اللاذقية، وعملية إطلاق الصواريخ من على الفرقاطة الفرنسية “أوفرين”.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن إسرائيل لم تبلغ قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا عن عمليتها المخطط لها في منطقة اللاذقية، وأنه تم استلام إشعار عبر “الخط الساخن” قبل أقل من دقيقة واحدة من الهجوم، الأمر الذي لم يسمح بإبعاد الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة، وأنه من غير الممكن لوسائل مراقبة الطيران الإسرائيلية وطياري “إف — 16” عدم رؤية الطائرة الروسية، حيث إنها اتجهت للهبوط من ارتفاع 5 كيلومترات. ورغم ذلك، نفذ الإسرائيليون هذا الاستفزاز عمدا. وقيمت الدفاع الروسية الحادث على أنه عمل عدواني ويحتفظ الجانب الروسي بحق الرد.