نحن والآثار والسياحة والسلبيات…… نحو إنتهاج سُبل تفعِّيل صناعة السياحة في مصر
كتب / د. أيمن وزيري
مصر بلد سياحي منذ آلاف السنين عندما تعود الأوروبيون على زيارتها والتجول فيها ،واليوم تمتلك مصر كل مقومات السياحة بكل أنواعها . ففي مجال السياحة الثقافية تحتضن أرض مصر أكثر من نصف رصيد العالم من الآثار التي تنتمي إلى مختلف العصور والحضارات , وفى مجال السياحة الترفيهية توجد عشرات المقاصد المميزة مثل شرم الشيخ والغردقة وسفاجا وغيرها .إضافة إلى ذلك تشتهر مصر بالسياحة العلاجية والسياحة البيئية والسفارى وسياحة المؤتمرات والسياحة الرياضية . وليس بجديد القول بأن السياحة تعد من أكثر الصناعات نمواً في العالم- رغم الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة- فقد أصبحت اليوم من أهم القطاعات في التجارة الدولية. فالسياحة من منظور اقتصادي هي قطاع إنتاجي يلعب دوراً مهماً في زيادة الدخل القومي وتحسين ميزان المدفوعات، ومصدراً للعملات الصعبة، وفرصة لتشغيل الأيدي العاملة، وهدفاً لتحقيق برامج التنمية، وعلى الصعيد البيئي تعتبر السياحة عاملاً جاذباً للسيائحين وإشباع رغباتهم من حيث زيارة الأماكن الطبيعية المختلفة والتعرف على تضاريسها وعلى نباتاتها والحياة الفطرية ، بالإضافة إلى زيارة المجتمعات المحلية للتعرف على عاداتها وتقاليدها . ولقد برز مفهوم السياحة البيئية، كاختيار عملي للاستمتاع بالطبيعة والتراث الثقافي المحلي والحفاظ عليهم في آن واحد، وقد تم تعريف هذه النوعية من السياحة على أنها “رحلات ملتزمة بيئياً وزيارات لمناطق لم تضر بعد، وذلك بغرض الاستمتاع والدراسة، وتأمل البيئة الطبيعية وملامحها الثقافية. وتعرف السياحة البيئية أو السياحة الطبيعية بأنها تلك النوع الترفيهي والترويحي عن النفس والذي يوضح العلاقة التي تربط السياحة بالبيئة، أو بمعنى آخر كيف يتم توظيف البيئة من حولنا لكي تمثل نمطاً من أنماط السياحة التي يلجأ إليها الفرد للاستمتاع، فالسياحة البيئية ما هي إلا متعة طبيعية .. متعة بكل شيء طبيعي يوجد من حولنا في البيئة البرية والبحرية، وقد ورد تعريف للسياحة البيئية من قبل الصندوق العالمي للبيئة بأنه “السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وحضاراتها في الماضي والحاضر. وبعبارة أخرى فيمكن تعريف السياحة البيئية أيضا بأنها زيارة أو سفر إلى مناطق طبيعية غير معرضة نسبيًا لأية أضرار، وذلك للتمّتع بالطبيعة وأية معالم ثقافية حاضرة وماضية ترافقها. تكون هذه السياحة مسئولة بيئيًا بحيث تر وج للمحافظة على الموقع الطبيعي، تحدث أقل قدر من الضرر ممكن على الطبيعة ومواردها. وجدير بالذكر أن أول من أطلق مصطلح “السياحة البيئية” هو المعماري المكسيكي وخبير الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN) هكتور سباللوس لاسكوراين وذلك في عام 1983 ومنذ ذلك الحين قام خبراء عديدون من منظمات دولية عديدة كالاتحاد العالمي للحفاظ علي الطبيعة ومنظمة السياحة العالمية بتطوير مفهوم السياحة البيئية ووضع شروطاً لها.
وقبل إطلاق المصطلح، كانت العديد من النشاطات السياحية قد بدأت تنشأ بين السائحين الذين بدأوا يدركون مخاطر السياحة الجماعية وما تتركه من آثار سلبية على المجتمع والبيئة والاقتصاد، وتم إعلان العام 2002 عام السياحة البيئية، وتم الاجتماع في مدينة كيبيك في كندا حيث تم الإعلان عن “إعلان السياحة البيئية” والذي اتفق فيه المشاركون على دعم السياحة البيئية والحفاظ على استدامتها والعديد من الشروط التي تتطلبها. وجدير بالذكر أن هناك زيادة في الطلب على هذه النوعية من السياحة؛ كما أنها في حالة صعود مستمر وملحوظ ، لدرجة أنها أسرع قطاع ينمو في صناعة السياحة، حيث تم تقدير هذه النسبة بحوالي 10-15% من إجمالي الإنفاق السياحي العالمي ، ووفقا لتقديرات منظمة السياحة الدولية فقد قام حوالي 30 مليون سائح دولي (أو ما يعادل 5% من تعداد السائحين) برحلات سياحة بيئية . وتعد السياحة البيئية جزء من السياحة المستدامة تنبع أسسها من النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية، وتساهم بنشاط في المحافظة على الإرث الوطني الطبيعي والثقافي وهي تعمل على مشاركة السكان المحليين ومساهمتهم في تخطيط وتطوير المشاريع وبالتالي تخفف من النزوح السكاني نحو المدن الكبرى. كما تعد أيضا نمطاً من أنماط سياحة الطبيعة وخلالها يستمتع السائح بالمشي أو ركوب القوارب في المناطق الطبيعية مع مرشدين لشرح مظاهر البيئة الطبيعية من النبات والحيوان وتتمثل في المحميات الطبيعية ذات الشهرة العالمية مثل: محميات رأس محمد، سانت كاترين، نبق في جنوب سيناء. وختاماً فيجب التأكيد على أهمية ودور السياحة البيئية في دعم قطاع السياحة المصرية الذي سوف يعاني-بلاشك- من تداعيات الأزمة الاقتصادية الراهنة.