وزير الدفاع الأمريكي يحذر من من عدم الاستقرار في محيط أوروبا
حذر وزير الدفاع الأمريكي من “قوس من عدم الاستقرار” في محيط أوروبا وأبلغ حلفاء واشنطن القلقين أن الولايات المتحدة ستقف مع شركائها في حلف شمال الأطلسي للتصدي للتهديدات المشتركة.
وجاءت تعليقات جيمس ماتيس في مؤتمر ميونيخ للأمن بينما تخشى أوروبا من أن الرئيس دونالد ترامب قد يتراجع عن دور القيادة التقليدي للولايات المتحدة في وقت تواجه فيه القارة مساعي روسيا لتعزيز نفوذها وحروبا في دول بشرق وجنوب البحر المتوسط وهجمات من إسلاميين متشددين.
وفي تعليقات صيغت بحذر قال ماتيس إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين لديهم إدراك مشترك للتحديات الماثلة أمامهم.
وقال “كلنا نرى مجموعة دولنا تحت تهديد على عدة جبهات مع ظهور قوس من عدم الاستقرار في محيط حلف الأطلسي وما وراءه.”
واعتبر زير الدفاع البريطاني مايكل فالون ورئيسة ليتوانيا داليا جريبوسكايتي روسيا التهديد الرئيسي رغم أنهما قالا أيضا إن الغرب بحاجة إلى التحدث مع موسكو.
في الوقت نفسه أجرى ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف الأطلسي محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في ميونيخ سعيا إلى تشجيع موسكو على أن تكون أكثر انفتاحا بشأن تدريباتها العسكرية التي يقول الحلف إنها لا يمكن التنبؤ بها.
وتقول روسيا إن حلف الأطلسي -وليس موسكو- هو الذي يزعزع استقرار أوروبا بإرسال قوات إلى حدودها الغربية.
وقال ستولتنبرج “لدينا آراء متباينة” بشأن الأزمة في أوكرانيا حيث يتهم الغرب الكرملين بتسليح متمردين انفصاليين في صراع أودى بحياة عشرة آلاف شخص منذ أبريل نيسان 2014 . وتقول روسيا إن الصراع حرب أهلية.
وأثار ترامب انزعاج الحلفاء أثناء حملته لانتخابات الرئاسة الأمريكية بتخليه عن آراء تقليدية لحزبه الجمهوري بشأن العلاقة بين أمريكا وأوروبا بل والتعبير عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لكن ماتيس عبَر علنا وبقوة عن موقف معارض لروسيا في أول زيارة له إلى أوروبا وقال بعد محادثات مع أعضاء حلف الأطلسي في بروكسل يوم الخميس انه لا يعتقد أنه سيكون بالإمكان التعاون عسكريا مع موسكو على الأقل في الوقت الحالي.
وحذرت وكالات مخابرات أوروبية من أن روسيا تسعى أيضا إلى زعزعة استقرار حكومات والتأثير على انتخابات في أرجاء أوروبا بهجمات إلكترونية وأخبار ودعاية كاذبة وتمويل أحزاب سياسية يمينية متطرفة.
وقال فالون “يجب ألا تراودنا أي أوهام بشأن التغيير الكبير في سلوك روسيا على مدى العامين الماضيين حتى بعد القرم” في إشارة إلى ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 .
وأضاف قائلا “رأينا تغييرا كبيرا في العدوان العسكري الروسي وأيضا في الدعاية وتحريف المعلومات وتعاقب لهجمات متواصلة على الديمقراطيات الغربية وتدخل في سلسلة كاملة من الانتخابات بما في ذلك … الولايات المتحدة.”
وجاءت تعليقات ماتيس قبل يوم من كلمة سيلقيها نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في مؤتمر ميونيخ سعيا أيضا إلى تهدئة الحلفاء المتوترين الذين أقلقتهم تصريحات ترامب بشأن روسيا وحلف الأطلسي.
وأبلغ مستشار بارز للسياسة الخارجية بالبيت الأبيض الصحفيين أن بنس سيقول إن أوروبا “شريك لا يمكن الاستغناء عنه” للولايات المتحدة.
وأبلغ ماتيس حشدا ضم رؤساء دول وأكثر من 70 وزيرا للدفاع أن ترامب يساند حلف الأطلسي لكنه يرى أيضا الحاجة إلي تغيير.
وحذر الوزير الأمريكي أعضاء الحلف يوم الأربعاء من أنهم يجب عليهم أن يفوا بتعهدات الإنفاق العسكري لضمان ألا “تخفف” الولايات المتحدة الدعم للحلف.
وقال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله إنه لا يوجد “أي شك” في أن ألمانيا ستزيد الإنفاق العسكري.
وإنفاق أوروبا الضعيف على الدفاع مصدر ضيق منذ وقت طويل للولايات المتحدة التي تساهم بما يصل إلى 70 بالمئة في ميزانية الحلف. لكن ترامب جعل من التغيير ِأولوية قائلا إن الحلفاء “غير منصفين معنا” بعدم زيادتهم الأنفاق.