مقالات

زيارات مشبوهة

زياات مشبوهه

ان زيارة جون كيرى وزير الخارجية الامريكية الأخيرة يوم 3 نوفمبر قبيل يوم واحد من الجلسة الأولى لمحاكمة المعزول محمد مرسى وعدد آخر من قيادات الإخوان فى القضية التى عرفت إعلاميا بمذبحة الاتحادية ثم زيارة تشاك هيجل واتصاله المستمر قبيل محاكمة مرسى بالتخابر مع انصارة وتكرار زيارة المسئولين الأمريكيين فى توقيت محاكمات الإخوان تؤكد حالة الانزعاج الشديدة التى تعانى منها الادارة الامريكية جراء دخول الاخوان  اروقة القضاء.
الادارة الأمريكية منزعجة لأمرين الأول على المستوى المحلى فإن الصراع  الأمريكى بين الجمهوريين والديمقراطيين والمحاولات المتكررة للجمهوريين لابتزاز الديمقراطيين تجعل من موقف اوباما فى غاية الضعف خاصة فى هذا التوقيت الذى تمر به الولايات المتحدة بأزمة اقتصادية وإدارة أوباما مرشحة من جديد لازمة باءت متكررة بسبب رفع السقف الإئتمانى لحكومة الفيدرالية عقب التوصل إلى اتفاق مؤقت بين الجمهوريين والديمقراطيين فى أكتوبر الماضى ينتهى فى 15 يناير المقبل .

كما تتعرض ادارة اوباما لابتزاز  من الجمهوريين على خلفية البرنامج الانتخابى لاوباما ” اوباما كير ” والذى لا يجدون الأموال لتمويله فى الوقت الذى تنفق فيه ادارة اوباما المليارات من اموال فقراء الشعب الأمريكى ودافعى الضرائب على تمويل الإخوان  وبالفعل فإن موقف اوباما  شديد الحرج فى الكونجرس  بسبب محاسبته على تلك الأموال
والاهم قيام اوباما بدعم جماعة ارهابية باموال دافعى الضرائب الامريكييين
وعلى المستوى الدولى فإن الولايات المتحدة فى موقف حرج امام المجتمع الدولى بعد كل الدمار الذى سببته لأفغانستان والعراق على خلفية الحرب ضد الارهاب والحصول على المصوغ الأخلاقى لتلك الحروب من خلال استخدام قوتها الناعمة فى تسويق حربها ” اللا مشروعة ” ضد تنظيم القاعدة التى تتعاون معه الآن من خلال الإخوان واتصالات مرسى وعصابته مع الظواهرى تؤكد دعم امريكا اوباما للارهاب
وبالتالى فإن انكشاف تلك المعلومات وافتضاح علاقة الولايات المتحدة بتنظيم القاعدة والإخوان من خلال القضاء يعرض مستقبل اوباما وحزبه الديمقراطى إلى الخطورة الشديدة من قبل الشعب الأمريكى الفقير والغاضب على انفاق امواله على الارهاب الذى قتلهم فى 11 سبتمبر ومن الجانب الآخر الولايات المتحدة لا تقوى على مواجهة المجتمع الدولى بعد حروبها التدميرية واللاخلاقية على افغانستان والعراق بمزاعم الحرب ضد الارهاب
ان قوة موقف الدولة المصرية والوقوف بصلابة امام التدخل الأمريكى السافر فى الشأن المصرى ومحاولاته المتكررة لتقديم طوق الانقاذ لجماعة الإخوان وانحياز الدولة المصرية إلى المطالب المشروعة الشعبية فى اسقاط جماعة تآمرت على مقدرات الشعب وأرضه ووطنه وحياته وحولت مصر إلى عزبة تباع للأهل والعشيرة وللمصالح الشخصية هو ما اجبر الولايات المتحدة مضطرة للانصياع إلى رغبة الشعب المصرى فى اقصاء هذه الجماعة الخائنة عن مشهده السياسى ،كما ادى  موقف الدولة المصرية القوى إلى جذب الحليف الروسى الصديق القديم بكل ما يتمتع به من ثقل دولى لمساعدة مصر وتقديم الدعم الدولى والعسكرى مما اعتبر انقلابا فى الموازين الاستراتيجية فى المنطقة لأن ذلك تم فى اطار تغيرات فى قواعد النظام الدولى قلصت من الفرص الأمريكية للهيمنة على العالم لتأتى ثورة 30 يونية لتكون أحد العناصر الأساسية التى أعادت صياغة المنطقة بعيدا عن المصالح الأمريكية كما أعادت صياغة العلاقات الخارجية المصرية وادت إلى التقارب مع روسيا وما يترتب على ذلك من تشكيل خريطة جديدة للشرق الأوسط كل ذلك ادى إلى رضوخ الولايات المتحدة لارادة الشعب المصرى والدولة المصرية وادراك عدم جدوى الضغوط التى تمارسها .
ثانيا ادرك الكونجرس الأمريكى الكارثة الاستراتيجية التى اوقع اوباما بغبائه السياسى الولايات المتحدة فيها وهى التقارب المصرى الروسى ومن جانب آخر توتر العلاقات الخليجية الأمريكية ومن جانب ثالث الاتفاق على البرنامج النووى الإيرانى وما يترتب على كل  ذلك من إعادة تشكيل المنطقة وبالتالى كان لابد من اتخاذ إجراء ينقذ الولايات المتحدة التى تترنح امام التغيرات الدولية والاقليمية  .
ثالثا مصانع السلاح الأمريكى هى مصانع مملوكة للقطاع الخاص ولكن تضع الحكومة الفيدرالية الأمريكية الأطر القانونية فهناك خسارة اقتصادية كبيرة واقعة على هذه المصانع الذين لهم أعضاء فى الكونجرس الذين يعبرون عن مصالحهم
حفظ الله مصر
محمد الغباشى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى