عاجل

بريطانيا تتراجع عن موقفها وتبدي استعدادها لاستقبال آلاف المهاجرين

ا.ف.ب
“المهاجرون غير الشرعيين في اوروبا”

عرب تليجراف – أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الجمعة أن بريطانيا مستعدة “لبذل المزيد” من أجل حل أزمة المهاجرين الى اوروبا ولاستقبال “آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين”.وصرح كاميرون أمام صحافيين في لشبونة “إزاء ضخامة الأزمة ومعاناة الناس أعلن اليوم أننا سنبذل المزيد من الجهود من خلال استقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين”.

وكان قد أكد رئيس الوزراء البريطاني أمس أنه “تأثر بشدة” بصورة الطفل السوري الذي عثر عليه ميتا على شاطئ تركي، ووعد بأن تتحمل بريطانيا “مسؤولياتها الأخلاقية” في أزمة اللاجئين. لكنه لم يعلن أي تدابير ملموسة جديدة لمعالجة الوضع رغم تزايد الضغوط على حكومته للسماح بدخول مزيد من اللاجئين الى بريطانيا.

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن “الحل ليس باستقبال الناس فقط، يجب أن يكون حلا شاملا”. ووقع أكثر من 100 ألف شخص عريضة تحض بريطانيا على استقبال مزيد من اللاجئين، وقد تناقش في البرلمان. ودعت صحف عدة في افتتاحياتها أمس الخميس الى السماح باستقبال مزيد من اللاجئين.

وفيما تستمر أصداء مأساة العثور على جثة الطفل الكردي عليان شنو عند أحد الشواطئ التركية بعدما لفظته مياه البحر المتوسط هناك، تتناقل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو تظهر قيام الشرطة المجرية باعتقال أحد اللاجئين السوريين الذي رفض المغادرة من محطة القطار باتجاه مخيمات اللاجئين دون زوجته.

وتظهر لقطات الفيديو المنتشرة أن الشاب السوري اللاجئ ارتمى أرضا على سكة القطار واحتضن زوجته وابنته رافضا تركهم وحدهم، في حين يحاول عناصر من الشرطة المجرية فصله عنهم وأخذه بالقوة. إلا أن الزوج يبدأ بالصراخ طويلا معبرا عن رفضه للفصل بينه وبين عائلته.

وبدأت دموعه تنهمر وهو يصرخ بألم ويطلب من زوجته أن تتشبث به، خلال قيام عناصر الأمن بشده بقوة عن عائلته، حيث حاول بعد تكبيل يديه التمسك بزوجته من خلال إمساك ملابس زوجته بأسنانه وهو يصرخ باستمرار “امسكي بي، امسكي بي”.

وتبدو أن هذه القصص تتكرر كثيرا في حياة المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون الى دول عديدة في أوروبا بعد انتهاء رحلة الموت، ليواجهوا حملات لقيادتهم الى مخيمات لاجئين دون طعام وماء، ودون معرفة مسبقة لمصير هؤلاء اللاجئين في تلك الدول.

وإلى ذلك، دعا المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين انطونيو غوتيريس الجمعة الى توزيع مائتي ألف طالب لجوء على الأقل في الاتحاد الأوروبي وطلب إلزام كل دول الاتحاد المشاركة في هذا البرنامج.

وقال غوتيريس إن “الأشخاص الذين يملكون طلبات حماية صالحة، يجب أن يستفيدوا بعد ذلك من عملية إيواء جماعية بالمشاركة الإلزامية لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”، موضحا أن “تقديرات أولية تشير الى الحاجة لرفع إمكانيات الإيواء الى مائتي ألف” مكان.

ا.ف.ب
“مهاجرون سوريون يسيرون طوابر نحو مخيمات اللاجئين”
وتأتي هذه الدعوات بعدما أعلنت فرنسا والمانيا رغبتهما في فرض حصص لاجئين. وأعلن وزراء الخارجية عن اجتماع اليوم الجمعة لبحث أزمة المهاجرين. وبدا الأوروبيون مجبرين على التحرك إزاء هذا الملف رغم الانقسامات العميقة وذلك بعد الأثر الكبير الذي خلفته الصور المروعة للطفل السوري الذي لفظته الأمواج على شاطئ تركي.

ووسط أجواء ملبدة بين الأوروبيين في قارة تشهد تناميا لليمين المتطرف، أعلنت فرنسا وألمانيا أمس الخميس عن مبادرة “لتنظيم استقبال اللاجئين وتوزيع منصف في أوروبا” لهذه الأسر التي تفر أساسا من الحرب في سوريا.

من جهة أخرى من المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية الأوروبيين اليوم الجمعة في لوكسمبورغ لبحث هذا الملف في حين تجتمع أربع دول من شرق أوروبا مترددة في فتح حدودها وتعارض نظام الحصص في براغ ما ينذر بمفاقمة الخلافات.

في المقابل بدت وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم دامعة العينين أثناء حوار تلفزي الخميس تأثرا بالصورة وقالت إن وفاة الطفل السوري “تفرض علينا الآن أن نتحرك”.

وتحدث نائب رئيس المفوضية الاوروبية فرانز تيميرمان عن “أزمة إنسانية وسياسية غير مسبوقة” في أوروبا داعيا الى “حلول أوروبية لمشكلة لا يمكن للدول منفردة حلها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى