عاجل

تشييع الطفل السوري إيلان الكردي وشقيقه ووالدته في كوباني

عرب تليجراف – شارك مئات السوريين في تشييع ودفن الطفل الغريق إيلان شنو، وشقيقه ووالدته اليوم الجمعة في مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية الحدودية مع تركيا.

وقال الصحافي الكردي مصطفى عبدي في اتصال هاتفي مع فرانس برس: “تم تشييع الطفل إيلان شنو وشقيقه ووالدته اليوم في كوباني حيث دفن في حضور والده عبدالله ومشاركة مئات الأشخاص، خيم الحزن الشديد، وكان الجميع يبكون”.

 

تويتر
“والد الطفل الغريق الذي صدمت صورته العالم أمام الشواطئ التركية”

كما شارك المئات من المواطنين الأكراد في مدينة كوباني- عين العرب السورية والتي تقع بمحاذاة الحدود مع تركيا في مراسم دفن أبناء عائلة كردي والذين كانوا قد غرقوا خلال محاولتهم اجتياز البحر باتجاه اليونان. وكانت وسائل الإعلام العالمية قد تناولت صورة الغريق عيلان ابن العائلة الذي جرفته مياه البحر ورمته على شواطئ تركيا. وتسببت الصورة بصدمة للملايين حول العالم وأثارت من جديد قضية المهاجرين السوريين في أوروبا.

ووصل عبد الله كردي إلى مدينة سوروج التركية الحدودية في وقت سابق من اليوم مع جثامين الطفل إيلان وشقيقه غالب (5 سنوات) ووالدتهما ريحانة، الذين ماتوا غرقاً لدى محاولتهم مغادرة تركيا إلى اليونان. وسمحت السلطات التركية للجثامين بالعودة إلى كوباني حيث تنحدر العائلة الكردية.

ورافقت قافلة طويلة من السيارات الوالد من منتجع بودروم البحري جنوب غرب تركيا حيث حصلت المأساة حتى الحدود السورية. وذكرت السلطات المحلية أن مدينة كوباني استعدت لمواراة الغرقى “باعتبارهم شهداء كوباني لانهم دفعوا حياتهم ثمن الهرب من الحرب”.

وكان والد الطفل السوري الغريق عيلان كردي، قد روى الساعات الأخيرة قبل موت ولديه وزوجته، وأكد أن المهرب وهو تركي الجنسية، قفز من القارب ولاذ بالفرار.

وفي مقابلة إذاعية قال عبد الله كردي: “قفز المهرب التركي إلى البحر ولاذ بالفرار وتركنا نصارع الأمواج وحدنا، انقلب القارب وتمسكت بولديّ وزوجتي وحاولنا التشبث بالقارب المقلوب لمدة ساعة، كان أطفالي لا يزالون على قيد الحياة”. وأضاف: “لم يمت ابني فقط، لقد توفي ابني الآخر وزوجتي أيضاً”.

وعبد الله الذي تنحدر أصوله من بلدة عين العرب “كوباني”، وكان يعمل في الحلاقة الرجالية في حي ركن الدين بدمشق، خرج من سوريا حاله كحال معظم السوريين باحثاً عن حياة أفضل، حمل معه ابنه الصغير “عيلان” ذي السنتين، والذي انتشرت صورته في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف العربية والعالمية، وابنه الآخر، “غالب” ذي الأربع سنوات وأمهم ريحانة، على أمل بأن يحظى بفرصة جديدة لعائلته الصغيرة بعيداً عن الصراع وأهوال ما يحصل.

وتابع عبد الله حديثه، بنبرة المفجوع الذي لم يستفق بعد مما جرى: “جئت إلى تركيا واضطررت للعمل في مجال البناء بأجرة 50 ليرة تركية يومياً كي لا أمد يدي أو أستجدي من أحد، وهذا المبلغ لم يكن ليكفينا لذلك كانت أختي تساعدنا بإيجار المنزل”، ويضيف: “أبي وأختي أمنا لي مبلغاً مالياً على أمل الذهاب إلى أوروبا للحصول على حياة أفضل لعائلتي ومنزل يؤوينا أو حتى مخيم لا فرق، حاولت مرات عديدة على أمل أن نصل إلى اليونان وفي كل المحاولات السابقة كنا نفشل، وقبل فترة وجيزة التقيت بمهربين أحدهما تركي والآخر سوري عرضوا عليّ رحلتهم بتكلفة 4 آلاف يورو لي ولزوجتي، وكانا يريدان أن يأخذا مني ألفي يورو لقاء أطفالي!.. لكني قلت له بأنني لا أملك المزيد”.

وروى عبد الله: “كنا 12 شخصاً على متن قارب صيد طوله حوالي خمسة أمتار فقط، وبعد مسافة قصيرة بدأت الأمواج تعلو بشكل كبير، قفز المهرب التركي إلى البحر ولاذ بالفرار وتركنا نصارع الأمواج وحدنا، انقلب القارب وتمسكت بولديّ وزوجتي وحاولنا التشبث بالقارب المقلوب لمدة ساعة، كان أطفالي لا يزالون على قيد الحياة، توفي الأول جراء الموج العالي، اضطررت لتركه لأنقذ ابني الثاني”.

وتابع عبد الله باكيا: “توفي ابني الثاني وبدأ الزبد يخرج من فمه، تركته لأنقذ أمهم، فوجدت زوجتي قد توفيت أيضاً، وبقيت بعدها 3 ساعات في الماء إلى أن وصل خفر السواحل التركي وأنقذني”. وختم “أبو غالب” حديثه بالقول: “أريد أن أوجه كلماتي إلى كل العالم انظروا إلى حال السوريين وترأفوا بهم، ساعدوهم وخففوا حملهم، خاصة وضع العامل السوري بتركيا الذي يأخذ ربع ما يتقاضاه المواطن التركي، أتمنى أن يصبح ابني الصغير “عيلان” رمزاً للمعاناة التي يمر بها السوريون”.

وقالت تيما كردي، عمة الطفلين للصحفيين في فانكوفر في كندا بينما انهمرت دموعها: “إنهما لا يستحقان الموت. كانا ذاهبين إلى حياة أفضل. ما كان يجب أن يحدث هذا. ما كان يجب أن يحدث لهما”. وأضافت: “للأمانة لا أريد أن أقصر اللوم على الحكومة الكندية. ألوم العالم كله على هذا”. وقالت تيما شقيقة عبد الله، المقيمة في فانكوفر، إنها حاولت مساعدة أخ آخر على القدوم إلى كندا لكن طلبه رفض. وكانت تأمل مساعدة آلان وأسرته بعد ذلك.

صديق العائلة “أحمد” روى مجريات أحداث تلك الليلة المحزنة، فقال: “الرحلة انطلقت يوم أمس في الساعة الثالثة فجراً على متن قارب صغير من نوع “فايبر” الذي يكون عادة مخصصاً للصيد البحري، وعند الساعة الرابعة فجراً وصلنا خبر غرق القارب الذي كان يحمل قرابة 12 مهاجراً، وتمكن شابان من السباحة إلى جزيرة مجاورة لطلب المساعدة، وأثناء ذلك عامت جثة الطفل عيلان ووصلت للشاطئ، وتم إنقاذ الأب وانتشال جثة ابنه غالب وزوجته ريحانة، والآن هم في برّاد الجثث بانتظار أن يستلم الأب جثامينهم ليتم دفنهم”.

وفي آخر الأخبار، قال مسؤول كردي إن الطفل عيلان الكردي، سيتم دفنه في مدينة عين العرب كوباني، بحسب ما نشرت الوكالة الألمانية للأنباء. وقال المتحدث باسم الأكراد في شمال سوريا إدريس نعسان، إن الطفل، وشقيقه غالب البالغ 5 أعوام، ووالدتهما ريحان سيتم دفنهم في المدينة التي كانت مسرحاً لقتال عنيف العام الماضي، وأصبحت رمزاً أساسياً في الحرب.

وفي سياق متصل، ألقت الشرطة التركية الخميس القبض على أربعة سوريين للاشتباه في كونهم مهربين، إثر غرق قارب أدى لمقتل 12 مهاجرًا بينهم الطفل عيلان الذي صدمت صورته العالم.

وأوضحت وكالة الأنباء “دوغان” أن الأشخاص الأربعة أوقفوا في منتجع بودروم التركي جنوب غرب البلاد نقطة انطلاق قاربين غرقا أثناء توجههما إلى جزيرة “كوس” اليونانية. وقالت الوكالة إنهم سيمثلون بعد الظهر أمام القضاء بتهمة القتل العمد و”تهريب مهاجرين”.

ا ف ب
“الطفل السوري بعد أن طفت جثته في شواطئ تركيا”
وقضى 12 مهاجرًا سوريا ليل الثلاثاء الأربعاء قبالة “بودروم” أثناء محاولتهم دخول اليونان كما أفاد خفر السواحل التركي. وبين هؤلاء الطفل عيلان الذي أثارت صور جثته على الشاطئ صدمة في العالم. ومنذ أشهر يحاول عدد متزايد من المهاجرين لا سيما السوريين والأفغان والأفارقة عبور بحر “إيجه” في ظروف خطرة للوصول إلى الجزر اليونانية، بوابة العبور إلى الاتحاد الأوروبي.

ويدفع الساعون إلى الهجرة للانتقال من “بودروم” إلى “كوس” أكثر من 1000 دولار عن كل فرد، لعبور الممر البحري الأقصر بين تركيا وأوروبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى