عشرات الاف المدنيين يفرون من المواجهات في شمال بورما
عرب تليجراف – اضطر اكثر من 30 الف مدني للفرار من منطقة كوكانغ البورمية القريبة من الحدود الصينية، بينما اسفرت مواجهات مع الجيش البورمي عن مقتل عشرات المتمردين بحسب وسائل الاعلام الرسمية الصينية والبورمية الاثنين.
وتدور المعارك منذ التاسع من شباط/فبراير في هذه المنطقة، في تجدد لنزاع كامن منذ قرابة ستة اعوام.
وقال متحدث باسم مدينة لينكانغ في المنطقة بحسب ما نقلت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية ان اكثر من ثلاثين الف نسمة في المنطقة لجأوا الاسبوع الماضي الى منطقة يونان الصينية الحدودية. واعربت بكين عن خشيتها من ان تهدد المعارك الدائرة استقرار الحدود.
ولجأ قرابة الفي لاجىء اخرين الى وسط بورما، بحسب وسائل الاعلام البورمية الرسمية.
وقتل 18 مقاتلا متمردا في المواجهات الاخيرة مع الجيش البورمي، كما قتل ثمانية مقاتلين اخرين قيد التوقيف الاحترازي متأثرين بجروحهم، بحسب وسيلة اعلام بورمية حكومية.
ولم تعرف اسباب استئناف القتال كما يصعب الحصول على معلومات عن المعارك في تلك المنطقة البعيدة شمال شرق بورما.
واتهمت سلطات بورما الزعيم المتمرد فون خيا شيت بالتسبب بالمعارك، ودعت بكين الى منع تقديم اي دعم محتمل للمتمردين من جهتها.
والاسبوع الماضي، اعترف الجيش البورمي، في حدث نادر، بمقتل نحو خمسين من جنوده في معارك مع المتمردين. ويقول المراقبون ان الجيش اراد اغتنام التعاطف مع العسكريين لشن حملة قمع دامية ضد المتمردين.
وبحسب الصحف الرسمية، وصف قائد الجيش البورمي اثناء تفقده الجرحى، مكافحة متمردي كوكانغ بانها “حرب حقيقية”.
من جهتها اعلنت الصين انها تامل في ضبط النفس من جانب الطرفين حتى لا يزداد الوضع خطورة على الحدود بين البلدين.
واعلنت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شانينغ “لن نسمح لاي تنظيم او افراد بالقيام بانشطة تسيء الى العلاقات بين الصين وبورما واستقرار المناطق الحدودية. سنواصل الاضطلاع بدور بناء في عملية السلام وفقا لتمنيات بورما”.
وقد فر قرابة ثلاثين الف شخص الى الصين اثناء مواجهات سابقة في 2009. وكان المجلس العسكري الحاكم في تلك الفترة اثار غضب الصين، احد حلفائه النادرين على الساحة الدولية.
وتاتي هذه المعارك الجديدة بينما وقعت مواجهات في الاشهر الاخيرة في اجزاء اخرى من ولايتي شان وكاشين في شمال البلاد.
واعلنت السلطات للوهلة الاولى انها تامل في توقيع اتفاق مع عدد من المجموعات المسلحة بمناسبة العيد الوطني الاسبوع الماضي. لكنها اقرت بان اتفاقا نهائيا يسمح ببناء دولة “على مبادىء فدرالية” غير جاهز حاليا.