جعفر العلوجي يكتب : أضحوكة أم ماذا؟
صدعوا رؤوسنا منذ حادثة المنسف الى اليوم وصوروا لنا لقاء البصرة يوم الخميس الماضي على أنه أشد ضراوة وكأن ندنا البرازيل او ألمانيا او الأرجنتين، وأشهد الله أنهم نجحوا أن يلهبوا الشارع الى الدرجة القصوى التي تجاوز معها سعر البطاقة لمباراة العراق والأردن ضمن تصفيات كأس العالم 2026، الى أرقام فلكية لا عهد لنا بها،
ووصل صدى التحشيد الى الحكومة بأعلى المستويات التي لم تدخر جهداً في دعم اتحاد الكرة والمنتخب من الطائرة الخاصة وصولاً الى المعسكرات والتجهيزات والمنح ومضاعفة عقد المدرب والسعي بقوة لتسهيل عودة المغتربين وانضمامهم الى المنتخب، الملعب تكلف تأهيله الملايين ليكون موازياً لاسم المنتخب وحجمه، الإعلام العراقي نجح في تسويق المباراة ونقلها الى مصاف العالمية، الجماهير تدربت واستعدت على وقع هتافات السوشيال ميديا، وسعة الملعب البالغة 65 ألف متفرج وصلت معها الطلبات الى 600 ألف، وزارة الشباب تعمل واللجنة الأولمبية تتواجد، تحشد وتجهز الجمهور، ومعزوفة اتحاد الكرة أن المباراة فرحة وفوز وتحصيل حاصل قبل من قبل وزعل من زعل.
مع كل هذه الأجواء المشحونة ومع الأداء السيئ الممل والخطة الكسيحة لمدرب افتقد الى أبسط مقومات البصر والبصيرة والحكمة، يخرج علينا جهابذة المنتخب وعواجيزه بتحميل الجمهور والإعلام مسؤولية الظهور المزري لمنتخبنا في واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق وبتعادل يفوق حجم الهزيمة، أي ضحك على الذقون وأي تصرف لا مسؤول؟ ترى هل كنتم على علم بأن هذا المنتخب المهلل لا يقوى على المجاراة؟ إذا كنتم تعلمون فتلك مصيبة وإذا لا تعلمون فالمصيبة أعظم؟ نعم أعظم لأن المشوار ما زال ينتظركم وأنتم على موعد يوم الثلاثاء المقبل لمقابلة منتخب عمان على أرضهم، ما الذي سيتداركه المدرب وشلة الاتحاد التي تحمل حقائب السفر على طول الموسم، فبهكذا ظهور لا يمكن الرهان على تجاوزكم سلم الصعود وأنتم في أضعف المجموعات الآسيوية التي خدمكم بها الطالع، وتذكروا وعدكم بترك المهمة في حال لم نتأهل الى كأس العالم، والحذر من افتعال أزمات جديدة تدخلنا بإيراد ومصرف السياسة وغيرها كما حصل مع الأردن الذي تنتظرنا معهم مباراة في أرضهم، لقد انتهى أوان الضحك ولا بد أن تأتي ساعة الحساب.
همسة..
نقدر جيداً المسؤولية والتفاعل الحكومي من أعلى الهرم مع الجماهير العراقية وأحلامها وقد استنزف هذا الدعم الكثير من ميزانية الدولة بلا طائل وعليه نرى من الموجب أن تكون هناك وقفة حكومية جادة جداً بمبدأ الثواب والعقاب.