علوم و تكنولوجيا

الشيخ سعد طه يكتب / أهمية العلم .. هو شرف أي إنسان ورفعه أي حضارة

الحمد لله رب العالمين, وصلاة والسلام علي أشرف المرسلين المبعوث رحمه للعالمين.

إن العلم هو شرف أي إنسان ورفعه أي حضارة, فإذا نظرنا جيد؛ نجد أن رب  العزة وصف نفسه بصفه العلم الذي معناها: صفة قديمة قائمة بذاته تعالي تنكشف بها المعلومات انكشافا تاما لم يسبقه خفاء, سواء أكانت هذه المعلومات واجبة أم مستحيلة أم ممكنة, فالله يعلم كل شيء علي ما هو عليه في الواقع. فوصف الله نفسه بالعلم بقوله تعالي: (فأعلموا أنما أنزل بعلم الله) وأيضا (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه)  فعلم الله أزلي وليس بحادث ولا يسبقه خفاء

الشيخ سعد طه

وعلمه ولا يقال مكتسب                                فاتبع سبيل الحق واطرح الريب

ثم أول شيء خلقه الله القلم؛ ليكون الأداة التي تستخدم في طلب العلم. فأهمية العلم لا تكون إلا بالكتابة, لذلك قال الإمام الشافعي:

(العلم صيد والكتابة قيده                                  قيد صيودك بالحبال الواثقة).

وحين خلق الله أول إنسان علي وجه الأرض وهو سيدنا آدم, أول توجيه إليه كان عن العلم قال الله تعالي: (وعلم آدم الأسماء كلها) وحين ننظر إلي جميع الأنبياء والرسل دائما يصطحب النبوة والرسالة العلم. فأول من خط بالقلم كان سيدنا إدريس, وأبو الأنبياء سيدنا إبراهيم حين كان يخاطب أباه قال الله تعالي: (يا أبت إني قد جاءني من العلم) وحين بلغ سيدنا يوسف أشده أتاه الله العلم. قال تعالي: (ولما بلغ أشده ءاتينه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) وكذلك سيدنا موسي قال تعالي: (ولما بلغ أشده واستوي ءاتينه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) وكذلك سيدنا عيسي حين قال الله في حقه (ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل) وكذلك سيدنا يحيي (يا يحيي خذ الكتاب بقوة وءاتينه الحكم صبيا) وحين أتي الأمر لحبيب محمد صلي الله عليه وسلم حين جاءه سيدنا جبريل أول كلمه قالها له: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) فكان أول شيء نزل علي الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم (اقرأ) فكان أمًي وبعد ذلك أصبح معلم للمعلمين ودللهم علي الطريق المستقيم. فقال الله في حق الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم مدحٍ له ولأهمية العلم فقال: (علمه شديد القوي) كل هذا من أجل أن يعلم الإنسان أن التقدم والازدهار والرقي لا يكون إلا بسب العلم. لأن الله سبحانه وتعالي يحب العلماء ويرفع من شأنهم بل جعل لهم شهادة عُليا ومنزلة رفيعة بأن جعلهم شُوهد علي وحدانية قال تعالي: ((شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولي العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)) هل هناك شرف أعلي من هذا؟ بل إن أكثر الناس حب إلي الله وتخشاه هم العلماء حين قال الله تعالي: (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ((لذلك رفع الله قدرهم علي العوام فقال: ((يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أتوا العلم درجات)) بل سخر الله كل ما في الكون من أجل خدمه العلماء وأعلي شيء في الكون هو استغفار الملائكة لطالب العلم بل إن العلماء أخذوا جزء من أجزاء النبوة ألا وهي العلم, لذلك من قصد العلم بحق قد فاز وربح فقال الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم ((من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بخط وافر)  رواه أحمد وابن حبان عن أبي الدرداء رضي الله عنه، بل إن الله إذا أحب عبد جعل له العقل الراجح وحكمة في القول وهيبة في قلوب الناس. مثال: حين اختلاف سيدنا ابن عباس مع سيدنا زيد بن ثابت في مسألة في المواريث فقال ابن عباس: (ألا يتقي الله زيد) وفي يوم كان زيد سير علي ناقته فأمسك ابن عباس بزمام ناقته فقال سيدنا زيد ماذا تفعل يا ابن عم رسول الله قال أمرنا أن تحترم علماءنا. والأمثلة علي ذلك كثيرة.

لذلك ما الفخر إلا لأهل العلم                        أنهم علي الهدي لمن استهدي أدلاءُ

وقدر كل امري ما كان يحسبه                             والجاهلون لأهل العلم أعداءُ

ففز بعلم تعيش حيا به أبدا                                الناس موتي وأهل العلم أحياءُ

لذا لابد من العلم والصبر علي طلب العلم, فالعلم لا يأتي علي طبق من ذهب أو فضه وإنما يأتي بالجهد والعمل والسعي والإخلاص لله سبحانه وتعالي,

لذلك قال الإمام الشافعي

أخي لن تنال العلم إلا بستة                                  سأنبيك عن تفاصيلها بيبان

ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة                               وصحبة أستاذ وطول زمان

وأيضا لابد من التقوي لان من اتقي الله رزقه الله العلم الوافر فعن الإمام أحمد ابن حنبل حين شرب ماء زمزم بنيه العلم فأعطه الله العلم, ولكنه يقول ليتني شربتها بنيه التقوي لان التقوي يأتي معها العلم قال الله تعالي: (واتقوا الله ويعلمكم الله)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى