عاجل

هل يعود السودانيون من مصر إلى المناطق التي استعادها الجيش من الدعم السريع؟

وزارة الخارجية السودانية: “الخارجية الإماراتية، تنتهك سيادة السودان باسم إدخال المساعدات الإنسانية”

قبل أيام عم الفرح الأسر السودانية التي نزحت إلى مصر بعد اندلاع الحرب، حيث خرجت المسيرات إلى الشوارع وعلت هتافات تنادي بالعودة بعد الإعلان عن استعادة الجيش لعدد من المواقع التي كان يسيطر عليها الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وتؤكد بعض المصادر عودة الآلاف بالفعل عبر المعابر المصرية.

فهل يعود السودانيون إلى المناطق التي استعادها الجيش من الدعم السريع..وما هى العقبات والمخاوف التي قد تُعيق تلك الخطوة..ومدى الأمان والاستقرار الذي قد يُمكن النازحين من العودة دون خطورة على حياتهم وأسرهم..ولماذا يرى البعض أن قرار العودة قد يكون شديد الخطورة خاصة وأن الدعم السريع لم يستسلم وأعلن أنه سيُنهي أو يحسم المعركة عسكريا بعد المعارك الأخيرة؟

بداية يقول وليد علي، المحلل السياسي السوداني، “بالنظر للظروف السيئة التي يمر بها اللاجئين والنازحين السودانيين، فإن كل من تقطعت به سبل الحياة لن يتردد في العودة إلى منزله في المنطقة التي تم تحريرها من قبضة الدعم السريع، و ذلك لأن كل يوم في دار اللجوء أو النزوح به تكلفة مادية و معنوية باهظة، يتجرع مر ثمنها كل سوداني رقيق الحال و سوف يجد أنه من الأفضل له و لأسرته العودة فورا،أما أولئك اللذين تتحمل أوضاعهم المالية الاستمرار في الانتظار ريثما يتم الإعلان النهائي عن زوال أي تهديد محتمل فإنهم قد يراقبوا الوضع عن كثب أولا”.

وأضاف: “هنا يجب الإشارة إلى أن بعض الأسر السودانية قد لا تفكر في العودة خلال هذه الأيام حتى لو كانت الأوضاع آمنة ومستقرة، نظرا نظرا لأن العديد من الأسر ارتبطت بالعام الدراسي في مناطق النزوح أو دول اللجوء، و لكن أيضا قد يُقدم البعض على خطوة العودة رغم ما يمكن أن تخبئه العمليات العسكرية بين الجيش السوداني و الدعم السريع من مفاجآت”.

محفوفة بالمخاطر

وتابع علي: “العودة من الجهة الإنسانية مُلحة،و لكنها من الجهة الأمنية قطعا هي مبكرة حسب المؤشرات التي تحدث عنها قائد الدعم السريع في خطابه الأخير و منها عزمه على الدخول في مرحلة حربية مختلفة”.

وقال المحلل السياسي، “قد يكون من الأفضل لكل قادر على الإحتمال أن ينتظر حتى نهاية هذا العام الذي نرجو أن تنقشع هذه الغيمة السوداء عن سماء السودان بنهايته”.

و أشار علي، إلى أن ” العديد من الذين عادوا في فترات سابقة محمولين بالأمل حول إستقرار الحياة واجهوا عودة مفاجئة لقوات الدعم السريع إلى مناطقهم، مثلما حدث في المدينة عرب بولاية الجزيرة وحجر العسل بولاية نهر النيل و قرى غرب و شرق مصنع سكر سنار بولاية سنار”.

ثمن العودة

بدورها تقول دكتورة بشرى محمد الشيخ، الباحث الاجتماعي السوداني: “عادت نسبة من المواطنين النازحين واللاجئين إلى مناطق سيطرة الجيش السوداني في الآونة الأخيرة آملين أن يعيشوا حالة من الأمان، نظرا لتردي أوضاعهم الصحية وتدمير البنية التحتية في مناطقهم بشكل كامل، حيث أن معظم المناطق أصبحت غير مؤهلة للسكن، ولكن آملين أن يكون الوضع أفضل، ولايعرفون ما تُخفيه لهم العودة إلى مناطقهم من مصاعب في ظل أوضاعهم المادية الصعبة، فلا تزال المناطق التي استعادها الجيش مهددة بالقصف الجوي والدانات والطلقات الطائشة، لأن الحرب لا تزال قائمة ولم تؤت ثمارها بعد”.

وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك”: “أن العوده بشكل مفاجئ في ظل وضع صحي منعدم ومستشفيات ومرافق وبنية تحتية مُدمرة بالكامل مصحوبة بانقطاع الماء والكهرباء والغلاء المعيشي و الجثث المترامية المتغفنة و الجثث التي دفنت داخل المنازل وأمامها، الوضع الصحي كارثي يُعرض إنسان السودان للأوبئة بصفة مستمرة”.

السودان - سبوتنيك عربي, 1920, 13.10.2024

قبل أيام عم الفرح الأسر السودانية التي نزحت إلى مصر بعد اندلاع الحرب، حيث خرجت المسيرات إلى الشوارع وعلت هتافات تنادي بالعودة بعد الإعلان عن استعادة الجيش لعدد من المواقع التي كان يسيطر عليها الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وتؤكد بعض المصادر عودة الآلاف بالفعل عبر المعابر المصرية.

فهل يعود السودانيون إلى المناطق التي استعادها الجيش من الدعم السريع..وما هى العقبات والمخاوف التي قد تُعيق تلك الخطوة..ومدى الأمان والاستقرار الذي قد يُمكن النازحين من العودة دون خطورة على حياتهم وأسرهم..ولماذا يرى البعض أن قرار العودة قد يكون شديد الخطورة خاصة وأن الدعم السريع لم يستسلم وأعلن أنه سيُنهي أو يحسم المعركة عسكريا بعد المعارك الأخيرة؟

بداية يقول وليد علي، المحلل السياسي السوداني، “بالنظر للظروف السيئة التي يمر بها اللاجئين والنازحين السودانيين، فإن كل من تقطعت به سبل الحياة لن يتردد في العودة إلى منزله في المنطقة التي تم تحريرها من قبضة الدعم السريع، و ذلك لأن كل يوم في دار اللجوء أو النزوح به تكلفة مادية و معنوية باهظة، يتجرع مر ثمنها كل سوداني رقيق الحال و سوف يجد أنه من الأفضل له و لأسرته العودة فورا،أما أولئك اللذين تتحمل أوضاعهم المالية الاستمرار في الانتظار ريثما يتم الإعلان النهائي عن زوال أي تهديد محتمل فإنهم قد يراقبوا الوضع عن كثب أولا”.

وأضاف: “هنا يجب الإشارة إلى أن بعض الأسر السودانية قد لا تفكر في العودة خلال هذه الأيام حتى لو كانت الأوضاع آمنة ومستقرة، نظرا نظرا لأن العديد من الأسر ارتبطت بالعام الدراسي في مناطق النزوح أو دول اللجوء، و لكن أيضا قد يُقدم البعض على خطوة العودة رغم ما يمكن أن تخبئه العمليات العسكرية بين الجيش السوداني و الدعم السريع من مفاجآت”.

محفوفة بالمخاطر

وتابع علي: “العودة من الجهة الإنسانية مُلحة،و لكنها من الجهة الأمنية قطعا هي مبكرة حسب المؤشرات التي تحدث عنها قائد الدعم السريع في خطابه الأخير و منها عزمه على الدخول في مرحلة حربية مختلفة”.

وقال المحلل السياسي، “قد يكون من الأفضل لكل قادر على الإحتمال أن ينتظر حتى نهاية هذا العام الذي نرجو أن تنقشع هذه الغيمة السوداء عن سماء السودان بنهايته”.

و أشار علي، إلى أن ” العديد من الذين عادوا في فترات سابقة محمولين بالأمل حول إستقرار الحياة واجهوا عودة مفاجئة لقوات الدعم السريع إلى مناطقهم، مثلما حدث في المدينة عرب بولاية الجزيرة وحجر العسل بولاية نهر النيل و قرى غرب و شرق مصنع سكر سنار بولاية سنار”.

السودان - سبوتنيك عربي
السودان - سبوتنيك عربي
السودان - سبوتنيك عربي

بدورها تقول دكتورة بشرى محمد الشيخ، الباحث الاجتماعي السوداني: “عادت نسبة من المواطنين النازحين واللاجئين إلى مناطق سيطرة الجيش السوداني في الآونة الأخيرة آملين أن يعيشوا حالة من الأمان، نظرا لتردي أوضاعهم الصحية وتدمير البنية التحتية في مناطقهم بشكل كامل، حيث أن معظم المناطق أصبحت غير مؤهلة للسكن، ولكن آملين أن يكون الوضع أفضل، ولايعرفون ما تُخفيه لهم العودة إلى مناطقهم من مصاعب في ظل أوضاعهم المادية الصعبة، فلا تزال المناطق التي استعادها الجيش مهددة بالقصف الجوي والدانات والطلقات الطائشة، لأن الحرب لا تزال قائمة ولم تؤت ثمارها بعد”.

وأضافت: “أن العوده بشكل مفاجئ في ظل وضع صحي منعدم ومستشفيات ومرافق وبنية تحتية مُدمرة بالكامل مصحوبة بانقطاع الماء والكهرباء والغلاء المعيشي و الجثث المترامية المتغفنة و الجثث التي دفنت داخل المنازل وأمامها، الوضع الصحي كارثي يُعرض إنسان السودان للأوبئة بصفة مستمرة”.

أمراض الحرب

وتابعت الشيخ، “الوضع الصحي في السودان كارثي، حيث انتشرت بعض الأوبئة مثل حمي الضنك وأمراض العيون الملتحمة والكوليرا، وسط تكتم على بعض الأوضاع متناسين أن كل المناطق التي تمت الاشتباكات فيها غير آهله تماما للسكن، لأن السودان ينقصه الكثير لمواجهة الأوبئة في ظل الظروف الحرب”.

وأشارت الباحث الاجتماعي، إلى أن “أهل السودان يعيشون بين أمرين أحلاهما مُر، حلاوه الرجوع إلى الوطن وعدم الاكتراث بما هو قادم من أوضاع صحية وصعوبة معيشية قد تكون أخطر من الحرب، أو البقاء في اللجوء ومناطق النزوح وما فيها من ألم وحرمان وتكلفة قد تكون في غير متناول الجميع، علاوة على أن الحرب أفقدت السودان الكثير ودفعت شعبه إلى النزوح والتشرد، لكنهم ينتظرون كل لحظة قد تمكنهم من العودة إلى وطن آمن ومستقر”.

الترتيبات الحكومية

من جانبه يقول الدكتور أحمد المفتي، مدير “مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان: ” لا شك أن هناك معاناة كبيرة يعيشها المشردون من مناطق الحرب من المواطنين،لأنهم يعانون حاليا في أماكن تواجدهم، لكن مع التحرير يحتاجون إلى بعض الترتيبات من الحكومة، مثل توفر الماء والكهرباء وأبسط الخدمات والبنية التحتية التي تم تدميرها”.

وأضاف: “أنا على سبيل المثال كنت وأسرتي لمدة تزيد عن العام في شمال السودان، ولكنني عُدت مع أسرتي إلى العاصمة، وهنالك الكثير من الأسر تعود حاليا”.

وأشار المفتي، إلى أن، المعابر بين السودان ومصر تستقبل حوالي 1200من العائدين يوميا، وتوقعات المراقبين أن تتضاعف الأعداد خلال الأيام القادمة مع تأمين الجيش للمناطق التي تمت استعادتها.

الانتظار أفضل

وتقول نضال الصوفي، أمين الصحة بمنظمات المجتمع المدني السودانية: “الوضع الإنساني والأمني في الوقت الراهن يزداد صعوبة نتيجة المعارك المحتدمة والتي تدور غالبيتها في المناطق المدنية التي بها بقايا من السكان الذين لم يجدوا مكان آخر ينزحون إليه أو ليس لديهم أي إمكانية للتحرك بعيدا”.

وأضافت: “كنا ومازلنا نسمع خلال الأيام الماضية طلقات المدافع، علاوة على استهداف الأسواق والتجمعات والأحياء بالطيران، وقبل ساعات تم ضرب السوق المركزي وكانت ضحيته أكثر من 25 مواطن بخلاف الإصابات، وقد أغار الطيران على حي الأزهري بالخرطوم ثلاث مرات، هذا هو الحال الآن، لذا فإن العودة محفوفة بالمخاطر ومن الأفضل الانتظار لبعض الوقت حتى تستقر الأوضاع”.

أوضاع إنسانية معقدة

أما عادل عبد الباقي على قرفة، رئيس منظمات المجتمع المدني السودانية فيقول: “يشهد السودان عموما أوضاع إنسانية و صحية معقدة، حيث يعاني حوالي 32 مليون سوداني من ويلات الحرب في عدة ولايات، خاصة مع توسع رقعة الحرب في مناطق كان يسيطر عليها الجيش في دارفور و شمال السودان، تأتي تلك التطورات في ظل فشل المبادرات والمنابر الدولية والإقليمية في الضغط على أطراف الصراع للجلوس على طاولة التفاوض”.

وأضاف: ” الآن تحتدم المعارك في محاور الخرطوم و ولايات مختلفة، لذلك نرى أن عودة بعض العائلات السودانية من مصر جاءت بعد شائعات أطلقتها جهة غير رسمية على وسائل التواصل الاجتماعي حول سيطرة الجيش على مناطق في بحري وأم درمان، علما بأن الناطق الرسمي للجيش السوداني لم يخرج ببيات أو تصريح حول سيطرة الجيش على هذه المناطق التي تحدثت عنها بعض وسائل التواصل الاجتماعي، علاوة على الضغط المعيشي للسودانيين المقيمين و الغير مقيمين في مصر أدى إلى اتخاذ قرار العودة لدى البعض رغم خطورة الوضع، كما أن تجاهل مفوضية الأمم المتحدة أوضاع اللاجئين في مصر أيضا شجعهم على العودة”

وأشار الجيش السوداني، في بيان له، إلى أنه “في كل يوم تتكشف خيوط المؤامرة وأبعادها من جديد”، مضيفًا أن “ديباجة صناديق الذخائر والأسلحة والأدوية أدلة دامغة توضح بجلاء تورط دولة الإمارات العربية في دعم مليشيا آل دقلو الإرهابية”، على حد قوله.

واتهمت الحكومة السودانية، الشهر الماضي، الإمارات العربية المتحدة بـ”الدعوة لانتهاك سيادة البلاد” بعد مطالبة مجلس الأمن الدولي بمنح الوكالات الأممية تفويضًا لإيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين عبر خطوط النزاع.

ونقل موقع “سودان تربيون” عن وزارة الخارجية السودانية، بيانا قالت فيه إن “الخارجية الإماراتية، دعت لانتهاك سيادة السودان باسم إدخال المساعدات الإنسانية”، منوهة إلى أن “مطالبة أبو ظبي لمجلس الأمن تمثل محاولة بائسة للتنصل من مسؤولية الإمارات عن الحرب، التي تشنها المليشيات بتخطيط وتسليح وتمويل كامل منها”، وفق البيان.

وتتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص، بما في ذلك مليوني شخص فروا عبر الحدود، وفقا للأمم المتحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى