السياسة

حوار خاص مع ألكسندر زاسبكين الدبلوماسي الروسي حول الأزمة الأوكرانية والدور الروسي في الشرق الأوسط

يمر العالم بحالة من التوتر في الكثير من المناطق وبوجه خاص في منطقة الشرق الأوسط وأوكرانيا، مع فشل كبير للمؤسسات الدولية والأممية في وضع حلول للأزمات، التي أدت إلى تراجع شديد في معدلات التنمية وزيادة حدة الفقر والجوع حول العالم.

تستمر الأزمة الأوكرانية دون أي حلول رغم فشل الغرب بقيادة الولايات المتحدة في تحقيق أي نجاح يذكر ومع استمرار روسيا في التقدم وتحرير أراضي الدونباس لحماية المدنيين فيها، ولمواجهة ما أطلق عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “ديكتاتورية النازيين الجدد” و”القومية المتطرفة”.

الرئيس بوتين، قال في خطاب مسجل بمناسبة الذكرى الثانية لتوحيد أربع مناطق مع أراضي روسيا الاتحادية، أن روسيا ستنجح في تحقيق جميع الأهداف المحددة في أوكرانيا، وأشاد بوتين بيوم إعادة التوحيد لجموريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون، التي انضمت إلى روسيا الاتحادية، في 30 سبتمبر/ أيلول 2022.

في سياق آخر، تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث اقتربت من مرور عام كامل وبدلا من إيجاد حل لها بدأت الحرب الإسرائيلية على لبنان، أيضا ما أدى إلى تهجير قرابة مليون لبناني من ديارهم وحصد أرواح المئات.

بينما تشهد القارة الأفريقية العديد من الصراعات يأتي على رأسها الحرب في السودان، التي لا توجد أي علامات على قرب انتهائها، والتي أودت بحياة الآلاف من الأشخاص وشردت ملايين آخرين وأدت إلى معاناة أجزاء من البلاد من المجاعة.

في حديثه لـ”لقاء سبوتنيك”، قال السفير ألكسندر زاسبكين، الدبلوماسي الروسي والسفير السابق لروسيا في لبنان، إن “التصعيد مستمر فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، والميدان هو الأساس. وبرغم الحديث عن الوساطات والتفاوض إلا أن هذا الحديث الدبلوماسي أقل أهمية مما يجري في الجبهة، مع محاولات تفكيكية من أطراف دولية مختلفة تود فقط أن تكسب الوقت وتستهدف تضليل الرأي العام”.

وتابع: “لكن رغم كل ذلك ومن خلال تصريحات الرئيس بوتين، نجد أن النهج الاستراتيجي لروسيا متواصل، والموقف الروسي ثابت منذ بداية الأزمة ومعلن والمطالب الروسية ثابتة وواضحة، ولكن بسبب مواقف الدول الغربية ونظام كييف من روسيا وحقوق الروس، فيما يتعلق بإبرام اتفاق حول صفة خاصة لمنطقة دونباس، بسبب هذا الموقف الغربي والأوكراني، تم إفشال هذا المشروع الذي إذا ما تحقق، كان يمكن حينها إنقاذ سيادة كييف والحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية كدولة”.

وأضاف زاسبكين أن “هناك تطورا ملموسا في العلاقات بين موسكو والقاهرة، وأكد أن هذا أمر مهم لأن مصر دولة أساسية في العالم العربي وفي أفريقيا هي ذات نفوذ، والعلاقات تقليدية منذ عصر الاتحاد السوفييتي، وقد عادت العلاقات إلى أعلى مستوى الآن، لأن المعطيات الجيوسياسية متوفرة وكذلك من الناحية الاقتصادية”.

وتابع: “الآن خاصة أن روسيا تريد أن تطور العلاقات مع الجميع كبلدان شريكة في إطار تعاون “بريكس” وشنغهاي، ويدخل في ذلك الدول العربية، حيث التعاون في مجالات عدة ترعى مصالح كثيرة.. ومن هنا فالعلاقات الروسية المصرية لديها مستقبل رائع، والعلاقة الشخصية طيبة جدا بين زعيمي البلدين، وخلال المرحلة القادمة ستكثر المبادرات المشتركة والجهود المركزة لتنقية الأجواء في المنطقة عبر التعاون بين مصر وروسيا، الذي هو مسألة مفيدة تماما للجميع”.

وأردف: “كذلك، وسط شبه القطيعة مع الدول الغربية وبما أن روسيا هي المركز الأوروآسيوي، فبالتالي ينبغي تطوير العلاقات مع الجميع في هذا الإطار بمواقف مناسبة لهذه الاستراتيجية من دوائر التعاون والشراكة مع توافر الإمكانيات الملائمة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى