عاجل

ماذا نعرف عن الصاروخ اليمني الذي اخترق إسرائيل ولماذا يمثل تحديا كبيرا لدفاعاتها؟

أعلنت جماعة “أنصار الله” اليمنية، قصف إسرائيل بصاروخ فرط صوتي تمكن من اختراق جميع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، في سابقة تثير تساؤلات حول قدرة إسرائيل على حماية أجوائها.

وبحسب وسائل إعلام تابعة للجماعة فإن الصاروخ قطع مسافة ألفين و40 كيلومترا خلال نحو 11 دقيقة، وهو ما يسلط الضوء على قدرات هذا الصاروخ الذي يمثل تحديا كبيرا لإسرائيل التي تستخدم شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات تزعم أنها قادرة على التصدي لأي هدف جوي.

وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن البلاد تعرضت لهجوم بصاروخ “أرض – أرض” انطلق من اليمن.

وبينما قالت “أنصار الله” أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية أطلقت نحو 20 صاروخا اعتراضيا لم تتمكن جميعها من التصدي له، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن تل أبيب فتحت تحقيقا للتعرف على سبب القصور.

وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن الصاروخ اليمني يحمل اسم “طوفان”، زاعمة أنه نسخة مطورة من صاروخ “غدير” الإيراني، لكنها أوضحت أن إسرائيل طورت نظام الدفاع الجوي “السهم” لاعتراض مثل هذا النوع من الصواريخ، ورغم ذلك فشلت في اعتراضه.

وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فإن هذا الصاروخ يمكن إعداده للإطلاق خلال 30 دقيقة فقط على خلال النسخ السابقة التي كانت تحتاج إلى ساعات.

“غدير-1” الإيراني

يصنف هذا الصاروخ ضمن الصواريخ الباليستية متوسطة المدى ويصل مداه إلى 1950 كيلومترا، بحسب موقع “ميسيل ثريت” الأمريكي، الذي أوضح أن وزن الصاروخ عند الإطلاق 19 طنا ويمكنه حمل رأس حربي تقليدي أو نووي أو كيميائي يزن 800 كيلوغرام.

وبحسب الموقع، فإن هذا الصاروخ تم تطويره ليصبح أكثر قدرة على المناورة خلال مساره نحو الهدف، إضافة إلى تقليل الوقت اللازم للإطلاق، الذي يتم من منصات محمولة على مركبات.

ومع عدم وجود معلومات أو بيانات رسمية من الجانبين عن الصاروخ، فإن صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقول إن الصاروخ الذي ضرب إسرائيل وزنه يتراوح بين 15 و17 طنا (عند الإطلاق) ويحمل رأسا حربيا وزنه 650 كيلوغراما، وأن عملية إطلاقه تتم من منصة إطلاق عمودية يتخذ بعدها مسارا باليستيا (قوسيا) نحو الهدف.

ويعتمد الصاروخ الباليستي على قوة الدفع من محركه في المرحلة الأولى حتى يخترق الغلاف الجوي ليواصل رحلته بالعودة إلى الأرض بواسطة قوة الدفاع الناتجة عن الجاذبية الأرضية.

فشل أمريكي إسرائيلي

سواء كان الصاروخ نسخة من “غدير – 1” الإيراني، أو نسخة خاصة تم تطويرها بواسطة “أنصار الله”، فإن المحصلة هي أن أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية ووسائل الدفاع الجوي الإسرائيلية لم تتمكن من رصده في وقت يمكنها من اعتراضه بنجاح.

وتقول “جيروزاليم بوست”: “من المفترض أن إسرائيل لديها أنظمة رادار متنوعة مخصصة لرصد هذا النوع من الصواريخ في مراحل متقدمة”.

وأضافت: “تضم تلك الوسائل رادارات إنذار مبكر تابعة للبحرية الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر وأخرى موجودة في صحراء النقب في إسرائيل”.

وإضافة إلى ذلك، فإنه من المفترض أن تتمكن رادارات نظام الدفاع الجوي “السهم” من رصده أيضا، وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة عن سبب هذا الفشل.

دور الأقمار الصناعية

تعتمد الولايات المتحدة وإسرائيل على أنظمة رصد بالأقمار الصناعية من المفترض أنها تعمل بكفاءة عالية لرصد أي عملية إطلاق صواريخ من منطقة مفتوحة كما هو الحال في اليمن، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن الحرارة العالية التي تنتج عن محرك الصاروخ يمكن رصدها عقب الإطلاق مباشرة عن طريق ما يعرف بـ”البصمة الحرارية” للهدف.

صاروخ فرط صوتي

بحسب ما أعلنته “أنصار الله”، على موقعها الرسمي، فإن الصاروخ الذي قصف إسرائيل “فرط صوتي” وأنه صناعة محلية، مشيرة إلى أنه مصمم لاختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.

ولأن الصاروخ تمكن من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية فعليا، فإنه يجب معرفة نظرية عمل هذا النوع من الصواريخ.

تمثل الصواريخ فرط الصوتية أحدث ما وصلت إليه العلوم العسكرية في مجال الصواريخ، وهي تقنيات خارقة لم تتمكن من استخدامها بنجاح حتى الآن سوى روسيا والصين في ذات الوقت الذي فشلت فيه عدة محاولات أمريكية في ذات الاتجاه.

وتنقسم الصواريخ الفرط صوتية إلى:

صواريخ فرط صوتية انزلاقية: تنطلق مثل الصواريخ الباليستية في المرحلة الأولى من مسارها لكنها لا تكمل المسار القوسي في المرحلة الأخيرة حيث تتخذ مسارا شديد الانحدار عند اختراق الغلاف الجوي باتجاه الأرض ثم تعيد تصحيح مسارها في اتجاه شبه أفقي قريب من سطح الأرض حتى تنقض على هدفه بسرعة تساوي أضعاف سرعة الصوت، التي تقدر بنحو 1235 (كلم/ ثانية).

صواريخ فرط صوتية مجنحة: ينطلق هذا النوع مثل الصواريخ المجنحة لكن في مسار متعرج وغير ثابت بسرعة خارقة، مما يجعل تحديد نقطة لتدميره بصاروخ اعتراضي في الوقت المناسب.

وبسبب التغيرات السريعة والكبيرة في المرحلة الأخيرة من مسار الصاروخ تصبح عملية اعتراضه شبه مستحيلة لأن تلك العملية ترتبط بالمقارنة بين سرعة الصاروخ الهجومي والصاروخ الاعتراضي في النقطة التي من المفترض أن تحدث فيها عملية الاصطدام بينهما.

وبحسب ما سبق، فإن هناك تفسيران لفشل إسرائيل وأمريكا في اعتراض صاروخ “أنصار الله”:

التفسير الأول: هو أن أنظمة الإنذار المبكر والرادارات المتطورة لم تتمكن من رصده في مرحلة مبكرة وبالتالي عجزت الصواريخ الاعتراضية من التصدي له في الوقت المناسب.

التفسير الثاني: هو أن عملية الرصد تمت في مرحلة مبكرة، لكن التقنية التي استخدمها الصاروخ في المناورة والسرعة الفرط صوتية جعلت عملية اعتراضه مستحيلة، وهو الاحتمال الأكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل لأنه يعني عجزها عن التصدي لأي هجمات مستقبلية بهذا النوع من الصواريخ.

وأعلنت “أنصار الله“، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل دعما للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، الذي تشن عليه إسرائيل حربا منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى