أين تقع “ضحى”؟.. رواد الإنترنت يطالبون بإجابات بعد اختفاء فتاة فلسطينية في غزة خطفها جنود الاحتلال
الوحدات العسكرية الإسرائيلية ترتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد الأطفال الفلسطينيين، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والجنسي
أفاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة “أنقذوا الأطفال” عن آلاف الحالات التي تعرض فيها الأطفال الفلسطينيون للاعتقال أو الاختفاء أو الاختطاف بعد الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة.يسلط مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على
قصة ضحى طلعت،
وهي فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 8 سنوات، والتي يبدو أن جنديًا من جيش الدفاع الإسرائيلي أخلاها من غزة.
ونشر الصحافي الفلسطيني يونس الطيراوي، عبر حسابه في منصة إكس، السبت، تقريرا عن الواقعة، وكتب أن مكان الفتاة مجهول منذ يوليو/تموز الماضي.وقد كشف طيراوي، المعروف بمراقبته وإعداد التقارير عن محتويات حسابات أفراد جيش الدفاع الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرًا عن منشور على موقع إنستغرام نشره
إيدو زاهر، وهو جندي يخدم في كتيبة تزابار 432 التابعة للجيش الإسرائيلي. ونشر زاهر صورة له مع طلعت دون وجود أي من أفراد عائلتها. وبحسب ما ورد، احتجز جيش الدفاع الإسرائيلي الفتاة بالقرب من معبر رفح في غزة في أواخر يوليو/تموز.
وسارع زهار إلى حذف الصورة وتحويل حسابه إلى خاص، بعدما أثار منشوره على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام” جدلا واسعا.وعندما طلب منه التعليق على الحادث، رد الجندي بحدة: “لا قصة. ولا وجه. ولا شيء. يرجى حذف هذا تمامًا من كل مكان”.
ولم يدل الجيش الإسرائيلي بأي تصريح مماثل عندما سأل طيراوي، حيث قال المتحدث باسمه إن الحادث قيد التحقيق.
وقد لاحظ المراقبون حادثة مماثلة وقعت في أواخر العام الماضي عندما ظهرت قصة طفل رضيع اختطفه ضابط عسكري إسرائيلي من غزة. وخلال مقابلة بثتها محطة إذاعة جيش الدفاع الإسرائيلي، روى الجندي الإسرائيلي شاهار مندلسون قصة طفل رضيع يبكي وأعيد إلى إسرائيل بعد هجوم جيش الدفاع الإسرائيلي على مدينة غزة.
وبحسب ما ورد، قام حساب عسكري إسرائيلي رسمي بحذف منشور عن الحادث على منصة X بعد الإشارة إلى أن اختطاف الطفل قد يشكل جريمة حرب. وحظيت الحادثة بتغطية إعلامية إسرائيلية بعد أن دعت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى إجراء تحقيق.” وقد قدر
تقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال” تحت عنوان “أطفال غزة المفقودون” أن آلاف الأطفال في عداد المفقودين في غزة، بما في ذلك من تصفهم المنظمة بـ”الأطفال المحتجزين أو المختفين أو المختطفين”. كما أفاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بيان صحفي صدر في شهر مايو/أيار عن حالات عديدة من الاختفاء القسري للنساء والفتيات من غزة على يد الجيش الإسرائيلي”.
واتصل الطيراوي بجندي آخر من كتيبة تزابار الذي ادعى أن طلعت تم احتجازه لدى إسرائيل “لأسباب أمنية” بعد أن عرض أحد أفراد الأسرة المسنين الكشف عن مواقع أنفاق حماس في غزة. لكن طيراوي يشير إلى عدة تناقضات واضحة في رواية العضو الثاني في جيش الدفاع الإسرائيلي.وأضاف تيراوي في تصريح لـ«إكس»: «نعتقد أن من مصلحة الجمهور معرفة مكان وجود هذه الفتاة وسلامتها. كما نحث أي سلطات ذات صلة على تقديم مزيد من المعلومات عن الفتاة المفقودة».
وقد لجأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى هذه الدعوة لتسليط الضوء على هذه القصة، على أمل
إقناع وسائل الإعلام الرئيسية بتسليط الضوء على قضية ضحى الصغيرة. ويخشى
المستخدمون أن يكون طلعت قد اختطف أو قد يلقى نفس مصير هند رجب، الفتاة الفلسطينية البالغة من العمر ست سنوات والتي قُتلت بشكل مأساوي مع عائلتها واثنين من المسعفين في يناير/كانون الثاني على يد جنود جيش الدفاع الإسرائيلي خارج مدينة غزة. وقد أثارت جريمة قتل الطفلة هذه إدانة دولية.لقد قُتل ما يقرب من 17 ألف طفل منذ غزو إسرائيل لقطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقاً
لأرقام حديثة صادرة عن وزارة الصحة في القطاع، أي ما يقرب من 2.6% من إجمالي الأطفال في غزة. كما حوصر الآلاف تحت أنقاض الغارات الإسرائيلية ويُفترض أنهم ماتوا.وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد
رفض في وقت سابق فرض عقوبات على الوحدات العسكرية الإسرائيلية المتهمة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد الأطفال الفلسطينيين، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والجنسي.