🔥 غدر ميليشيا الحوثي في قيفة: خيانة متجددة وبيع مفتاح التحرير
د . نادين الماوري
اكاديمية ودبلوماسية سابقاً
في مشهد دموي يعكس بوضوح الوجه الحقيقي لمليشيا الحوثي الإيرانية، أقدمت هذه المليشيا على ارتكاب جريمة شنيعة بحق أبناء قرية حمة صرار في منطقة قيفة. يوم الأحد، وبينما كانت الوساطات القبلية تعمل بجد لحل النزاع وتجنب إراقة الدماء، قامت المليشيا الحوثية باستخدام تلك الوساطات كغطاء لتحقيق أهدافها الخبيثة.
فقد قامت المليشيات باختطاف الشاب الجريح مقبل علوي الصراري من مستشفى مدينة رداع الدولي، حيث كان يتلقى العلاج تحت رعاية والدته التي كانت ترافقه في المستشفى. وبينما كانت الأم تتشبث بأمل الشفاء لابنها، أقدمت المليشيات على اقتياده إلى جهة مجهولة، ومن ثم قامت بتصفيته بدم بارد. وبعد تنفيذ جريمتهم، أعادت المليشيات جثمانه إلى قريته، تاركة الحزن والأسى يتغلغل في قلوب أهله وأحبائه.
هذه الحادثة المؤلمة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق للمليشيا الحوثية أن استغلت الوساطات القبلية لتنفيذ أعمالها الإجرامية. ففي عام 2016، وقعت حادثة مروعة أخرى في بلاد قيفة، حيث استدعت المليشيا أربعة من مشايخ آل عمر كوساطة لإنهاء النزاع. وبينما كانوا يؤدون صلاة الظهر في خشوع داخل أحد المساجد، قامت المليشيات بالغدر بهم وتصفيتهم وهم ساجدين.
إن ما حدث في بلاد قيفة هو تذكير مرير بتلك الحادثة الدموية التي لم تمحى من ذاكرة اليمنيين. هذه الجرائم تكشف عن طبيعة المليشيا الحوثية التي لا تلتزم بأي أخلاق أو قيم، مستغلة الوساطات القبلية التي لطالما كانت صمام أمان لحل النزاعات في اليمن. الوساطة القبلية في قيفة، بدلاً من أن تكون وسيلة لحقن الدماء، أصبحت ساحة جديدة لإراقتها بسبب غدر المليشيا الحوثية.
وفي سياق هذه الخيانة المستمرة، لا يمكن إغفال دور الشرعية التي تخاذلت في الدفاع عن محافظة البيضاء. البيضاء، التي تعتبر قلب اليمن ومفتاح التحرير لاستعادة صنعاء، تم تسليمها للمليشيا الحوثية بدون مقاومة تذكر. هذا التخلي عن محافظة محورية كمحافظة البيضاء يعد خيانة لدماء الشهداء ولتطلعات الشعب اليمني في استعادة وطنهم من قبضة المليشيا.
بيع البيضاء للحوثيين لا يعد مجرد فقدان محافظة استراتيجية، بل هو تسليم مباشر لطريق التحرير، وتفريط في نقطة مفصلية يمكن من خلالها تحقيق الانتصار الأكبر. إن هذه الخطوة تضع الكثير من علامات الاستفهام حول نوايا الشرعية وقدرتها على مواجهة التحديات الخطيرة التي يفرضها الواقع الحالي.
اليمنيون اليوم أمام مفترق طرق، حيث يجب أن يتحدوا في مواجهة الخيانة والغدر، سواء كانت من المليشيا الحوثية أو من الجهات التي يفترض أنها تدافع عنهم. إن دماء أبناء قيفة والبيضاء يجب أن تكون حافزًا لإعادة التفكير في كيفية استعادة اليمن، ووضع استراتيجية جديدة ترتكز على وحدة الصف وتكاتف الجهود لطرد المليشيا الحوثية من كل شبر من الأرض اليمنية.
ختامًا، يجب على اليمنيين أن يدركوا أن استعادة صنعاء تمر عبر البيضاء، وأن هذه المحافظة ليست مجرد أرض، بل هي رمز للمقاومة والصمود. إن تخلي الشرعية عنها يعد انتكاسة، ولكن الأمل لا يزال قائماً ما دام هناك من يؤمن بأن اليمن يستحق الأفضل.