بين دعاوى التحرير وواقع الخيانة: إيران والتمثيل الزائف لقضايا الأمة”
بقلم د. نادين الماوري
اكاديمية ودبلوماسية سابقا
للأسف دائما تتجاهل ان أولئك الذين خانوا قضية فلسطين هم من زعموا أن تحريرها يمكن أن يتم عبر مآرب مشبوهة. في اليمن، دفعنا ثمن مخطط التدخل الفارسي وشيطنة الأقليات؛ قُتلنا وشُردنا من ديارنا، وسقط منا من سقط، بينما تضعون أيديكم في يد طهران التي أسقطت عاصمتنا صنعاء وسلمتها لأصحاب العمامة.
إنه لمن العار أن تتغاضوا عن دور إيران في تأجيج الصراعات في المنطقة، وتصورونها كحامية للمقاومة. الواقع يقول إن طهران لم تحرر فلسطين، بل جعلتها أرضًا محروقة لصالح إسرائيل، مستخدمة شعارات المقاومة لتبرير تدخلاتها المدمرة في الدول العربية.
نحن في اليمن لم ننسَ ولن ننسى كيف استغل الحوثيون، بدعم من إيران، الدين لتبرير قتل وتشريد الأبرياء. لقد دفعنا ثمنًا باهظًا نتيجة هذا التدخل، وفقدنا الاستقرار والأمان في وطننا. في الوقت الذي تدعون فيه النضال من أجل فلسطين، نرى أن أفعالكم تتناقض مع أقوالكم؛ فالتحالف مع طهران يعني بالضرورة خيانة للأمة العربية والإسلامية، وتآمرًا على استقرارها وأمنها.
كيف يمكنكم تبرير دعمكم لمن أسقطت صنعاء؟ هل يمكنكم أن تتجاهلوا الأثر الكارثي الذي خلفته سياسات إيران في اليمن وسوريا والعراق ولبنان؟ إنها ليست مقاومة، بل هي مشروع توسعي لا يقل خطرًا عن المشروع الصهيوني الذي تدعون معارضته.
إذا كنتم حقًا تهتمون بفلسطين، فلتكن أفعالكم متسقة مع أقوالكم. لا يمكن تحقيق العدالة والسلام في فلسطين بينما تسلمون العواصم العربية لإيران لتعبث بأمنها واستقرارها. النضال الحقيقي يبدأ بالاعتراف بمن هو العدو ومن هو الحليف، وتحرير فلسطين لا يمكن أن يتم بيد من أسقطت عواصمنا وسلمتها لأصحاب العمامة.
التاريخ سيذكر من وقف إلى جانب الحق ومن خان القضية، ونحن في اليمن لن ننسى من خاننا واستغل معاناتنا لتحقيق أجندات خارجية. النضال من أجل فلسطين يجب أن يكون نقيًا من أي تلاعبات أو تدخلات خارجية، ويجب أن يبدأ بتحرير العواصم العربية من أيادي المستعمرين الجدد، سواء كانوا صهاينة أو فرسًا.
تحرير العقل مطلب لكل يمني