خبراء عسكريون: صاروخ “مجدل شمس” إسرائيلي مئة في المئة.. وقد يكون متعمدا
الصهاينة لا تعنيهم الدقة طالما أن الضحايا ليسوا إسرائيليين
تسببت قذيفة صاروخية سقطت على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، يوم السبت، في مقتل 12 شخصا وإصابة نحو 30 آخرين بعضهم بحالة خطيرة، بحسب التقارير الأولية الصادرة عن الطواقم الطبية.
ألقى الجيش الإسرائيلي باللوم على “حزب الله” اللبناني وتوعد برفقة النخب السياسية في إسرائيل بردٍ قاسٍ على المقاومة اللبنانية.
بدوره، أكد مصدر مسؤول في “حزب الله” اللبناني لـ” سبوتنيك “، أن الحزب لا دخل له في القصف الذي استهدف مجدل شمس بالجولان المحتل، ونفى مسؤوليتهم عن الحادثة.
وفي ذات الصدد، أكد الباحث السياسي والخبير العسكري، الدكتور حسن أحمد حسن، أن “لا علاقة لحزب الله وبقية فصائل المقاومة بما حدث في مجدل شمس، وعلى السلطات الإسرائيلية تقديم تفسير يقنع العقل بدلاً من رفع سقف التهديد والوعيد، وعلى المسؤولين الصهاينة المجرمين الذين يرفعون سقف سعارهم وجنونهم أن يبتلعوا ألسنتهم، ويذعنوا للواقع الجديد المتشكل منذ انطلاقة طوفان الأقصى وحتى تاريخه بدلاً من إلقاء التهم على هذا الطرف أو ذاك، ومحاولة تحميل مسؤولية الجرائم والمجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب المؤقت لضحايا هذا الإجرام الذي آن له أن يتوقف دفعة واحدة، وإلى الأبد”.
وقال الدكتور حسن: “إن الموقف بموضوعية، يتلخص بعدة نقاط، أولها أنه منذ الانطلاقة الأولى لحزب الله في بداية ثمانينات القرن الماضي لمقاومة العدوان الإسرائيلي، وهو معروف عنه إعلان تحمله المسؤولية عن أي عمل يقوم به، ولم يثبت أنه أنكر علاقته بأمر إلا وكان لا علاقة له بالفعل، وأي كلام آخر لغو عبثي لا يقدم ولا يؤخر”. وأضاف الدكتور حسن أن “موضوع الخطأ في إصابة الأهداف أمر وقع به العدو الإسرائيلي مراراً، وهو لا يهتم أين تنزل قذائفه وصواريخه، ولا تعنيه الدقة طالما أن الضحايا ليسوا إسرائيليين”، مشيراً إلى أن الاحتمال الأرجح أن يكون سقوط الصاروخ بسبب خلل تقني أصاب أحد الصواريخ التي تم إطلاقها للتصدي لصواريخ حزب الله، وقد سبق أن تكرر هذا الأمر أكثر من مرة.
وتساءل الخبير العسكري عن المستفيد من هذا الحدث، وحول إن كان من مصلحة حزب الله إطلاق صاروخ على قرية سورية محتلة، رفض أهلها الهوية الإسرائيلية، ورفعوا شعار “المنية ولا الهوية” وهم يتباهون بهويتهم الوطنية السورية، ويتجذرون بأرضهم وانتمائهم الوطني بكل شموخ واعتزاز، ويرفضون الاحتلال الإسرائيلي البغيض بكل أشكاله وممارساته؟
وأوضح الدكتور حسن، أنه على “امتداد أكثر تسعة أشهر ونصف وبيانات المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” تعلن عن كل عملية يتم تنفيذها، مرفقة بالصور، وفي كل مرة ترد على استهداف المدنيين والقرى في الجنوب اللبناني بقصف الأهداف العسكرية ومقرات التمركز الرئيسة والتبادلية ومحاور التحرك، فضلاً عن الآليات والمدرعات والتجهيزات الخاصة بجيش الاحتلال، وتحقق إصابات دقيقة، والبيان الصادر ينفي أي علاقة للحزب بما حدث”.
“حزب الله” لم يستهدف تجمعاً مدنياً إسرائيلياً حتى الآن
وأشار الخبير العسسكري إلى أن “نيران حزب الله التي تنطلق باتجاه الداخل المحتل لم تستهدف تجمعاً مدنياً إسرائيلياً حتى الآن، وحتى استهداف المستوطنات التي تم إخلاؤها يتم اختيار الأهداف بدقة، والإصابة تكون محصورة في الأبنية السكنية والمقرات التي يشغلها جنود الاحتلال الإسرائيلي، فكيف يمكن التفكير بأن الحزب الذي لم يستهدف تجمعا سكنياً معادياً، يمكن أن يطلق صاروخاً باتجاه بلدة سورية محتلة؟”. وأضاف الدكتور حسن أنه “لو كان حزب الله بصدد استهداف البلدات المأهولة بالمستوطنين لكانت خسائر العدو الإسرائيلي بالأرواح بلغت عشرات الآلاف، وهذا يدركه المستوطنون والمسؤولون الإسرائيليون، وبالتالي أيهما أكثر مردودية لحزب الله أن يستهدف مستوطنة مغتصبة تغص بالمستوطنين والجنود، أم بلدة سورية محتلة يُرَاهَن على أن يكون دورها فاعلاً ومؤثراً في مجرى العمليات الحربية إذا توسعت دائرة الحرب؟”.
هل صاروخ مجدل شمس جاء بترتيب مع الأمريكي؟
وأكد الخبير العسكري أنه “استناداً لما سبق فالصاروخ الذي انفجر في مجدل شمس إسرائيلي مئة بالمئة، ونحن أمام احتمالين إما خلل في أداء منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، أو إطلاق متعمد لتحقيق أهداف محددة، منها ما يتعلق بالداخل الإسرائيلي المتشرذم والمنقسم على نفسه، وشده لتوحيد الصف في مواجهة خطر داهم قد يؤدي إلى حرب تتطلب تحشيد الطاقات لمواجهة أخطار وجودية تتبلور أمام بصر الجميع وسمعهم”.
وتساءل الدكتور حسن “ماذا لو كان الأمر كله ترتيب متفق عليه مع الإدارة الأمريكية، وخاصة أن المجرم نتنياهو ما يزال هناك بهدف توتير الأجواء أكثر، والتهويل بحرب أوسع وأشمل للحصول على أي تنازلات من أطراف محور المقاومة، أو لتوتير الأجواء وتبريدها لاحقاً بشكل تدريجي، والتظاهر بأن واشنطن ضغطت على نتنياهو وعملت على تجنيب المنطقة حرباً شاملة؟ وماذا لو كان تم الاتفاق بين نتنياهو وداعميه في واشنطن على خطوة كهذه لتحقيق أهداف ما تزال خفية، لكنها ستتضح لاحقا؟”.
زيارة نتنياهو واستكمال الأهداف
قال الخبير العسكري العميد علي مقصود: “لقراءة الحدث بصورة دقيقة وموضوعية يجب أولاً أن نضع هذا الحدث في سياقه مع الأحداث التي تمر بها المنطقة، ولا سيما أن زيارة لنتنياهو إلى أمريكا، التي نجح بجانب منها وهو استمرار دعم أمريكا للكيان الصهيوني ولنتنياهو لتحقيق أهدافه في غزة، ولكنه لم يحصل على الضوء الأخضر لتوسيع الحرب باتجاه شمال فلسطين المحتلة مع جنوب لبنان، لذلك كان لا بد من تصنيع لحدث يعوّل عليه نتنياهو بأن يجعله منصة ليخاطب الرأي العام على المستوى الإقليمي والدولي حيث يمكن عبر تسليط الضوء على أن الحدث وقع في منطقة يسكنها عرب سوريون ومعظمهم من المكون الدرزي فهذا يعوّل عليه نتنياهو بأنه يمكن أن يدق إسفينا ويصعّد من نبرة الخلاف مع هذا المكون وحزب الله”.
“حزب الله” لم يتخذ قراراً بتوسيع الحرب
وأوضح العميد مقصود أن “هذه المنطقة لا يوجد فيها أي أهداف للمقاومة اللبنانية التي أطلقت اليوم أكثر من 50 صاروخاً على أصبع الجليل في شمال فلسطين وصواريخ أخرى على عدة مواقع ولكن لم يكن باتجاه الجولان أي قذائف أو صواريخ أو مسيرات أو غيرها، ولذلك بتقديري عندما يكون حتى هناك صواريخ باتجاه بعض المواقع كما حصل من استهداف للواء حرمون فالهدف العسكري يبعد أكثر من 3 كيلومترات عن مجدل شمس وطالما أن حزب الله منذ 8 أكتوبر 2023، وهو ينفذ ضربات صاروخية دقيقة بأسلحة دقيقة وكذلك المسيرات ولم يتم حتى استهداف موقع مدني طالما أنه لم يتخذ قراراً بتوسيع عملية الاستهداف لتطال المدنيين”.