د.نادين الماوري : تصريحات حسن زيد تعكس دعوة صريحة لمخطط مرعب ينتظر اليمنيين
سياسة التهجير والتخادم مع إسرائيل تظهر نوايا الجماعة تجاه التركيبة السكانية والتوزيع الجغرافي للسكان
قبل عشر سنوات، أثار حسن زيد، القيادي الحوثي البارز، جدلاً واسعًا بتصريحاته التي توعد فيها بتهجير اليمنيين إلى القرى وخارج مدنهم ومناطقهم. في تصريحه الشهير للمخطط المزمع تنفيذه
“من معه بيت في القرية يرممه”،
دعا زيد اليمنيين إلى ترميم بيوتهم في القرى والاستعداد للعودة إليها، في ظل ما وصفه بتغيرات جذرية ستشهدها البلاد. هذه التصريحات عكست رؤية الحوثيين للمستقبل وأثارت قلق العديد من المواطنين اليمنيين حول نوايا الجماعة تجاه التركيبة السكانية والتوزيع الجغرافي للسكان.
التهجير كأداة سياسية وارهابية
لطالما استخدم الحوثيون التهجير كأداة للسيطرة السياسية والاجتماعية. تصريحات حسن زيد جاءت في سياق مساعٍ لتفكيك البنية الاجتماعية التقليدية في اليمن وإعادة تشكيلها بما يتناسب مع مصالح الجماعة. التهجير من المدن إلى القرى كان جزءًا من استراتيجية لإضعاف القوى المعارضة وتفتيت النسيج الاجتماعي المتماسك في المدن الكبرى.
“من معه بيت في القرية يرممه”
في تصريحه الشهير، قال حسن زيد: “من معه بيت في القرية يرممه”، وهو تعبير يعكس دعوة صريحة لمخطط مرعب ينتظر اليمنين وللعودة إلى الأصول الريفية والهجرة من المدن. هذه الدعوة لم تكن مجرد نصيحة؛ بل كانت إشارة إلى خطة مدروسة لإعادة توزيع السكان وتغيير التركيبة الديمغرافية في المناطق الحضرية. هذه السياسة هدفت إلى إضعاف القوى المدنية والسياسية التي يمكن أن تشكل تهديدًا لسلطة الحوثيين.
تصريحات إيدي كوهين والتحذيرات الأمنية
في هذا السياق، جاءت تصريحات المحلل الإسرائيلي إيدي كوهين التي أثارت المزيد من القلق والخوف بين اليمنيين. كوهين حذر من أن صنعاء لن تكون آمنة وأن الأحداث الجارية في اليمن تتجه نحو مزيد من التصعيد والعنف. هذه التحذيرات تعزز المخاوف من أن الحوثيين يعتزمون تنفيذ خطط تهجير قسرية وزيادة الضغط على سكان المدن الكبيرة لدفعهم نحو القرى والمناطق الريفية.
الزامل الحوثي: “مانبالي مانبالي”
من ناحية أخرى، يعكس زامل الحوثيين “مانبالي مانبالي فاجعلوها حرب عالمية كبرى” التوجه العدواني للجماعة واستعدادها لتصعيد الصراع إلى مستويات غير مسبوقة. هذا الزامل يعكس روح التحدي والإصرار لدى الحوثيين على مواجهة أي محاولات للحد من نفوذهم، حتى لو أدى ذلك إلى تفاقم الصراع وتحوله إلى حرب شاملة. هذا التوجه العدواني يتماشى مع سياسة التهجير التي يتبناها الحوثيون كوسيلة لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية.
محور المقاولة وتفويض عبدالملك الحوثي
خلال هذا العام، أعلن محور المقاولة وتوحيد الساحات عن تفويض عبدالملك بدرالدين الحوثي بعبارة “فوّضناك”. هذا التفويض يعكس الثقة المطلقة التي يضعها الحوثيون في زعيمهم وقدرته على قيادة الحركة وتحقيق أهدافها. السؤال المطروح هنا هو: لماذا تم تفويض عبدالملك الحوثي ولم يتم تفويض شخصيات أخرى مثل حسن نصر الله أو غيره من القادة؟ السبب يعود إلى دور عبدالملك الحوثي المركزي في الصراع اليمني وتأثيره الكبير على الجماعة. تفويضه يعكس رغبة الحوثيين في تعزيز قيادتهم الداخلية وتحقيق المزيد من التماسك في صفوفهم.
رفض السلام رغم الجهود الدولية
رغم بذل جهود كبيرة من قبل الشرعية الدولية والشرعية اليمنية والحلفاء لإحلال السلام في اليمن، لم يقبل الحوثيون بأي تسوية سلمية. هذا الرفض يعكس إصرارهم على مواصلة الصراع وتحقيق أهدافهم بالقوة، بغض النظر عن المعاناة الإنسانية والتدمير الذي يلحق بالبلاد.
لماذا لم تستهدف إسرائيل قيادات الحوثيين؟
سؤال مهم يُطرح: لماذا لم تقم إسرائيل بضرب قيادات الحوثيين أو تستهدف مركزهم المقدس في صعدة؟ ولماذا لم تنتهج نفس طريقة استهداف قيادات الحرس الثوري الإيراني؟ هذا يثير تساؤلات حول الحسابات الاستراتيجية والتكتيكية المختلفة التي تتبعها إسرائيل في التعامل مع التهديدات المختلفة في المنطقة.
تأثير التهجير على اليمنيين
أدت هذه السياسات إلى موجات من النزوح الداخلي، حيث اضطر العديد من اليمنيين إلى مغادرة منازلهم في المدن والانتقال إلى القرى والمناطق الريفية. هذا النزوح أثر سلبًا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للسكان، حيث فقد العديد منهم مصادر رزقهم ومستويات معيشتهم المتقدمة في المدن. كما تسببت هذه السياسات في تفكك العائلات والمجتمعات المحلية.
الخلاصة
تصريحات حسن زيد قبل عشر سنوات حول تهجير اليمنيين ودعوتهم لترميم بيوتهم في القرى كانت جزءًا من استراتيجية أوسع للحوثيين اذرع ايران الجهلاء الحاقدين على الشعب اليمني والهدف هو إعادة تشكيل البنية الاجتماعية والديمغرافية في اليمن. هذه السياسات أدت إلى معاناة واسعة للسكان وأثرت بشكل كبير على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. تصريحات إيدي كوهين وزامل الحوثيين يعكسان تصعيد الصراع والتوتر المستمر في اليمن، مما يزيد من أهمية إيجاد حلول سلمية ومستدامة للأزمة اليمنية. تفويض عبدالملك الحوثي من قبل محور المقاولة يؤكد على توجه الجماعة نحو المزيد من التماسك الداخلي والقيادة المركزية، ولكن يبقى السؤال حول مستقبل هذه السياسات وتأثيرها على اليمنيين في ظل رفض الحوثيين للسلام.