عاجل

مدير “مستشفى الأطفال” الوحيد في غزة يستغيث عبر من تحذيرات “الاحتلال”

قال مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور أحمد الكحلوت، اليوم الأحد، إن “تهديد العدو الإسرائيلي بإخلاء المستشفيات أمر ‏مستغرب جدا، ولأول مرة نُهدد في غزة بهذه الطريقة التي تمس سلامة المرضى والمستشفيات”.‏وأردف لافتا في تصريحات إلى أن “العدو الصهيوني يمكن أن يُقدم على تنفيذ هذه الجريمة، فقد عهدنا منه مثل ذلك من قبل”.

وأضاف الكحلوت أن “مستشفى كمال عدوان يقع في مناطق شمال غزة، وهو المستشفى الوحيد الذي يقدم خدمات طبية للأطفال والنساء والولادة، ونستقبل بعض الإصابات التي حدثت نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير”.

وتابع أن “المستشفى يخدم حوالي 450 ألف نسمة، مما يجعل من الصعب إخلاء مستشفى مثل هذا، لأنه لا بديل طبيا لهؤلاء الذين يقدم لهم المستشفى خدمات طبية”.وأشار الكحلوت إلى أن “كل المستشفيات تقريبا تلقت هذا التحذير الغريب، مثل مستشفى كمال عدوان، والمستشفى الإندونيسي، ومجمع الشفاء الطبي، وهو أكبر مستشفى في قطاع غزة، ومستشفى العودة، وكذلك مستشفى الهلال الأحمر في الجنوب، لافتا إلى أن مستشفى بيت حانون خرج عن الخدمة بسبب القصف”.

وواصل أحمد الكحلوت: “لقد ناشدنا منظمة الصحة العالمية أن تضغط على الاحتلال لكي يسحب هذا التحذير والتهديد، إذ أن الاحتلال لا يأبه لهذه المواثيق الدولية ولا المناشدات الأممية ويضرب بها عرض الحائط”.

وشدد مدير مستشفى كمال عدوان في غزة لـ”راديو سبوتنيك” أن “المستشفيات تعاني حتى من قبل الأزمة الأخيرة من نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية بنسبة 40% تقريبا”، مؤكدا أن “الأزمة الأخيرة فاقمت من حدة هذا النقص بعد أن قاربت مخازن الوزارة على النفاد، والأشد خطورة من هذا هو نقص الوقود الذي قارب على النفاد تماما مما سيجعل الخدمات تتوقف على نحو كامل”.وفي سياق متصل، أكد رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في فلسطين، المقيم في القدس، ليو كانز، أن “الوضع في غزة كارثي وأن المستشفيات مستنزفة“.وتابع كانز، في بيان ، قائلا:

“الجرحى يصلون بأعداد هائلة ويستمر تدفقهم إلى جميع مستشفيات القطاع، والفرق الطبية منهكة لأنها تعمل على مدار الساعة لعلاج الجرحى”.ووصف كانز القصف الإسرائيلي للقطاع بأنه “شديد للغاية ويطال مبان بأكملها، بما في ذلك مبنى محاذ لمكتب “أطباء بلا حدود”، مشيرًا إلى أن “السكان، في بعض الأحيان، يتلقون رسائل نصية في منتصف الليل لإخلاء منازلهم، كما حصل مع بعض أعضاء فريقنا في غزة، فيوقظون أطفالهم في منتصف الليل ويغادرون منازلهم من دون أخذ أي من مقتنيات للتوجه إلى ملاذ آمن”.وقال رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في فلسطين:

“لا يعرف هؤلاء إلى أين يتجهون، في أغلب الأحيان يجدون أنفسهم في العراء في منتصف الليل تحت وابل من القنابل… فأين مأمنهم؟”.الأشخاص الذين تلقوا تلك الرسائل النصية وتم تدمير منازلهم يحتاجون إلى المياه ومرافق الاستحمام وللطعام ولفرشات النوم، حسبما ذكر ليو كانز، الذي أشار إلى أنها احتياجات متنوعة لكنها أساسية.وعن قرار الحكومة الإسرائيلية قطع إمدادات المياه والكهرباء بشكل كامل عن القطاع، بالتزامن مع تعرض شبكات الهواتف لأضرار جسيمة، قال كانز إن ذلك جعلهم غير قادرين على التواصل مع فريقهم في غزة، وهو ما يزيد من صعوبة تنسيق عمليات الإنقاذ والوصول إلى الجرحى، بحسب قوله.وعن سكان القطاع، يقول ليو كانز، إنهم “أناس أقويا لأنهم عاشوا حروبا كثيرة”، لكنه أوضح أن الوضع الحالي يسبب لهم قلقا شديدا ويتسبب في نشر الذعر بينهم، لأنهم يقولون إن “الوضع مختلف هذه المرة”، إذ لا يرون أي مخرج في الأفق ويتساءلون عما ستؤول إليه الأمور، بحسب قوله.وتابع:

“ضائقتهم النفسية شديدة، وما من كلمات تعبّر عما يمر به السكان”.أما بالنسبة إلى “أطباء بلا حدود”، فيقول رئيس البعثة في فلسطين: “نحن قلقون بشدة لأن المرافق الطبية لم تستثنَ من الهجمات، حيث تعرض أحد المستشفيات التي ندعمها إلى قصف جوي أوقع أضرارا فيه، ودمّرت غارة جوية أخرى سيارة إسعاف تنقل الجرحى أمام المستشفى الذي نعمل فيه مباشرة، وقد اضطر فريق “أطباء بلا حدود” إلى مغادرة المستشفى سريعًا فيما كان يجري عملية جراحية لأحد المرضى”.وقال كانز: “نعيد ونكرر: يجب احترام المرافق الطبية، وهذا أمر لا يقبل التفاوض”.

وعن آثار القصف على الأطفال، يقول رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في فلسطين، إنه من ضمن الحالات التي شاهدها كان طفلا عمره 13 عاما، جسده محترق بشكل كامل بعدما تعرض منزله للقصف، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات تحتاج علاجًا شديد التعقيد.يذكر أعلن القائد العام لـ”كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” الفلسطينية، محمد الضيف، بدء عملية “طوفان الأقصى” لوضع حد “للانتهاكات الإسرائيلية”، وقال إن “الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة”، بحسب قوله.وفي اليوم التالي 8 من أكتوبر الجاري، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن “المجلس الوزاري الأمني المصغر(الكابينيت)، صادق رسميًا على بدء الحرب على قطاع غزة، ردًا على إطلاق حركة “حماس” الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى”.وأعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية “السيوف الحديدية”، وشن غارات قوية على قطاع غزة، بالإضافة إلى اشتباكات مع مقاتلي “حماس” داخل المستوطنات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى