“أرامكو” السعودية تدرس تصدير الغاز الطبيعي المسال بانتظار رواج الهيدروجين الأزرق
التوصل إلى اتفاقيات شراء الهيدروجين الأزرق ليس سهلاً.. والكثير من المشترين ينتظرون حوافز من حكوماتهم
تدرس شركة “أرامكو السعودية“، تصدير الغاز الطبيعي المسال بدلاً من الهيدروجين الأزرق، بعدما تبيّن أن المحادثات مع المشترين المحتملين للوقود النظيف، ليست سهلة.
تستثمر أكبر شركة نفط في العالم، مليارات الدولارات في إنتاج الغاز. والأولوية بالنسبة إليها، تكمن في تلبية الطلب المحلي المتزايد في المملكة العربية السعودية، ومن ثم استخدام ما تبقى من الغاز المُنتَج لتحويله إلى هيدروجين أزرق، وهو الوقود الذي يُعتبر مهماً في التحوّل إلى الطاقة النظيفة، حيث يجري، كما هو مُفترض، احتجاز انبعاثات الكربون الناجمة عن عملية تصنيعه.
تكلفة عالية
قال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” اليوم الثلاثاء، إن التقنيات الحالية تعني أن التكلفة ستكون كما لو أننا ننتج برميل النفط بتكلفة 250 دولاراً.
أضاف الناصر في اتصال هاتفي مع المحللين اليوم الثلاثاء، أنه من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاقية شراء في أوروبا للهيدروجين الأزرق، “وحتى العملاء في اليابان وكوريا (الجنوبية) ينتظرون الحوافز الحكومية. وإلى حين حصولهم على هذه الحوافز، سيكون مكلفاً بالنسبة إليهم الحصول على هذا الهيدروجين الأزرق”.
الرئيس التنفيذي لـ”أرامكو”، أكد أن الشركة لن تتخذ قراراً استثمارياً نهائياً لبناء منشآت لتصدير الهيدروجين، دون أن توقّع أولاً على اتفاقيات لتوريده. وأضاف أن هذا البرنامج “مكلف للغاية.. إنه رأسمال كبير يتطلب وجود عملاء”، ولذلك، لن تكون هناك موافقة رسمية على مشروع، من دون ضمان الحصول على اتفاقية شراء.
احتياطيات ضخمة غير مستغلة
تستحوذ المملكة العربية السعودية على واحد من أكبر احتياطيات الغاز في العالم، وقلّما استغلت في الماضي هذه الاحتياطيات. غير أن الطلب على الغاز انتعش مؤخراً، لا سيما بعدما غزت روسيا أوكرانيا، وقطعت الإمدادات عن أوروبا رداً على العقوبات الغربية.
الكثير من إنتاج الغاز الإضافي في السعودية سيأتي من حقل الجافورة، والذي يُعتبر أحد أكبر الحقول غير المستغلة في العالم. وقال الناصر إن “أرامكو” تهدف إلى استثمار عشرات المليارات من الدولارات في تطوير الحقل، وقد بدأت في هذا الصدد محادثات مع مستثمرين في مشروعات ما بين المنبع والمصب، مثل مشروعات خطوط الأنابيب.
كانت بلومبرغ قد ذكرت في وقت سابق من الشهر الجاري، أن شركتي “سينوبك” (Sinopec) و”توتال إنرجيز” (TotalEnergies SE)، هما من بين الشركات التي تفكر في الاستثمار في تلك المشروعات.
كلام الناصر جاء بعد فترة وجيزة من إعلان “أرامكو” عن صافي أرباح بلغ 31.9 مليار دولار للربع الأول من العام الجاري، وإعلانها عن خطة لزيادة توزيعات أرباحها السنوية البالغة 76 مليار دولار.
كشف الناصر عن أن الشركة قررت إعطاء الأولوية للهيدروجين الأزرق، لأنه يُنظر إليه على أنه وقود أنظف من الغاز الطبيعي المسال.
لكن مع ذلك، حتى لو لم تصدّر “أرامكو” الغاز الطبيعي المسال من المملكة العربية السعودية، فإنها حريصة على الاستثمار في محطات للغاز في الخارج، بما في ذلك في الولايات المتحدة وأستراليا.
أضاف: “لقد بدأنا مناقشات مع شركائنا على مستوى العالم بشأن فرص الغاز الطبيعي المسال”، في تأكيد لما كانت بلومبرغ قد نشرته في مارس.