السياسة

مستوطنة إسرائيلية جديدة في غلاف غزة… ما تداعيات القرار وتأثيره على جهود التهدئة؟

في خطوة وصفها المراقبون بـ”الخطيرة”، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، موافقة حكومته على بناء مستوطنة جديدة في منطقة غلاف قطاع غزة، لأول مرة منذ سنوات طويلة.وقال عبر حسابه على موقع “تويتر”: “بالتعاون مع وزير البناء والإسكان يتسحاق غولدكنوبف، قررنا في الحكومة بناء مستوطنة جديدة في غلاف غزة”، مضيفًا أن “إقامة المستوطنة الجديدة هو دليل آخر على صمود منطقة غلاف غزة وقوة إسرائيل”.وأضاف نتنياهو: “نحن في لحظة تاريخية، لأننا نواصل تعزيز الاستيطان في غلاف غزة كرد مناسب على الإرهاب”.وتابع: “لقد قلت في اجتماع الحكومة إن الرد المناسب على الإرهاب هو أولاً وقبل كل شيء مهاجمة الإرهاب بالاستيطان في أرض إسرائيل، وخاصة في المناطق القريبة من قطاع غزة وهذا ما تقوم به حكومتي”.واعتبر مراقبون هذه الخطوة بمثابة إعلان حرب مفتوحة من قبل إسرائيل على فلسطين، وعدم الاستجابة لجهود التسوية والتهدئة التي تسعى بعض البلدان العربية والدولية فرضها.

حرب مفتوحة

اعتبر الدكتور واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن “الحكومة الإسرائيلية الحالية، والسابقة لم تتوقف يومًا عن التوسع في البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو أمر يندرج في إطار ما تقوم به هذه الحكومات من حرب مفتوحة وشاملة ضد الشعب الفلسطيني، عبر القتل والتصفية والتهويد واقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وهدم البيوت والإعدامات والمجازر التي تقوم بها كما جرى في مدينة أريحا صباح اليوم، بارتكاب مجزرة قتل خلالها 5 شبان وعدد كبير من الجرحى، وكذلك قبل أيام في مدينة جنين، والتي راح ضحيتها 10 فلسطينيين”.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، “نؤكد أن كل الاستعمار الاستيطاني غير شرعي وغير قانوني، بناءً على القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية، لا سيما الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الذي يؤكد القرار الأخير الصادر عنه تحت رقم 2334 على عدم شرعية وقانونية البناء والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في القدس”.ويرى أبو يوسف، أن “الآوان قد حان لوقف بيانات الشجب والاستنكار ضد ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية، وضرورة الانتقال إلى إجراءات عملية وفعلية لمقاطعة ومعاقبة إسرائيل على جرائمها، حيث تسعى فلسطين للذهاب إلى كل ما يمكن أن يشير إلى فرض مقاطعة ومحاسبة على هذه الجرائم، على الرغم من الدعم والإسناد غير المحدود التي تقدمها الإدارة الأمريكية للتغطية على الجرائم الإسرائيلية”.وأوضح أن هناك مسؤولية للمجتمع الدولي من أجل توفير حماية دولية وفرض عقوبات على الاحتلال ومحاكمته أمام الجنائية الدولية، وعدم التهرب من هذا الاستحقاق المهم، والذي طبق في العديد من بلدان العالم، ومن الأولى تطبيقه على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تصعيد متعمد

من جانبه اعتبر ثائر نوفل أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن مصادقة حكومة نتنياهو على إقامة مستوطنة جديدة محاذية لغلاف قطاع غزة، للمرة الأولى منذ انسحابها من مستوطنات القطاع في عام 2005، هو تأكيد من الحكومة على مواصلة وشرعنة الاستيطان الإسرائيلي.وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، يأتي هذا في ظل تصعيد إسرائيل المتواصل بالعدوان على الضفة وغزة والقدس، وعدم استجابتها للوساطات الإقليمية لاستعادة الهدوء، والتي تحاول جاهدة، خاصة من قبل جمهورية مصر العربية نزع فتيل التصعيد ومنع الوصول لمواجهة وساحة حرب مفتوحة مع الاحتلال.

وقال “إن الاحتلال يواصل عمليات القتل والقمع والتنكيل والاجتياحات والمداهمات للمدن والمخيمات الفلسطينية بالضفة، حيث شهد مخيم “عقبة جبر” بمدينة أريحا اغتيال 5 فلسطينيين وإصابة واعتقال العشرات، إضافة للإعلان عن نية سلطات الاحتلال بهدم بناية سكنية ضخمة تضم ما يقارب 100 فلسطيني في حي “واد قدوم” بالقدس” المحتلة”، وذلك مع ما يحدث في “الخان الأحمر”، ومحاولة ممارسة عملية التهجير والتطهير العرقي للفلسطينيين وتشريدهم من مناطق سكنهم”.

ويرى عطيوي أن “الانتهاكات الإسرائيلية وتوسعها الاستيطاني من شأنه أن يؤثر وينعكس سلبًا على مسار ومساعي التهدئة، وقد يعمل على إفشالها بسبب التصعيد والعدوان الإسرائيلي المستمر، وخاصة وأن حكومة الاحتلال تسعى للتهويد وتعزيز الاستيطان وبناء مستوطنات جديدة”.وشدد عطيوي على ضرورة “مواجهة ممارسات إسرائيل ومحاولة حكومة نتنياهو المتطرفة فرض حالة التصعيد المستمر، عبر التحرك العاجل والسريع وبشكل قوي وفاعل من كافة الدول المناصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لإيقاف ممارسات إسرائيل والحد من عملية التصعيد، ومنع ارتكاب مجازر جديدة عبر قتل واعتقال المواطنين وتهويد وزيادة الاستيطان بالمدن الفلسطينية”.

وكان نتنياهو، أعلن أن حكومته الجديدة تدعم بناء المستوطنات، شريطة أن تتم بشكل قانوني وبتنسيق مسبق بين الجهات والهيئات الحكومية في بلاده، كما تعهد بإضفاء الشرعية على عشرات البؤر الاستيطانية التي بنيت دون تصريح رسمي، قبل نهاية فبراير/ شباط.وأقامت إسرائيل نحو 140 مستوطنة يقطنها نحو 600 ألف يهودي منذ احتلالها الضفة الغربية والقدس الشرقية في حرب عام 1967.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى