أكاديميون جزائريون: هذه أسباب الوصول لـ “مستوى الحرب” مع المغرب قبل قطع العلاقات
فند خبراء جزائريون تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التي قال فيها إن بلاده اتجهت لقطع العلاقات مع المغرب كبديل للدخول في حرب مباشرة معه.ويرى الخبراء أن الأزمة بين البلدين لا ترتبط بأزمة “الصحراء” و”جبهة البوليساريو”، وأن تراكمات عدة دفعت بالأوضاع نحو التأزم.وحسب الخبراء، فإن الملف الذي دفع نحو تأزيم العلاقات بشكل أكبر مما هو عليه، يرتبط بتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وعقد اتفاقيات أمنية بين الجانبين، حيث ترى الجزائر أن الاتفاقيات الأمنية بين البلدين تضر بأمنها القومي أو تستهدفها، حسب الخبراء.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن مقاطعة بلاده للمملكة المغربية، كانت هي البديل المقبول لخوض حرب معه.ووفق تصريحات أدلى بها لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، قال تبون: ” قطع العلاقات مع المغرب كان بديلا للحرب معه والوساطة غير ممكنة بيننا”.واعتبر تبون أن قرار قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب، لم يكن وليد اللحظة، بل “نتيجة تراكمات منذ عام 1963″، وفق تعبيره.من ناحيته، قال الأكاديمي والمحلل السياسي الجزائري إسماعيل خلف الله، إن حديث الرئيس الجزائري يؤكد تأزم العلاقة بين الجزائر والرباط، وأن التراكمات عديدة ولا ترتبط فقط بقضية “الصحراء الغربية”.
وأضاف، أن التراكمات تعود إلى حرب الرمال في نوفمبر/ تشرين الأول 1963، بعد خروج الشعب الجزائري من حرب استنزاف طويلة مع المستعمر الفرنسي.
و”حرب الرمال” هي صراع مسلح نشب بين المغرب والجزائر في عام 1963، بعد عام من استقلال الجزائر وعدة شهور من المناوشات الحدودية.وتوقفت الحرب في 5 نوفمبر بعد نجاح الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية في الوساطة، وتم وضع اتفاقية لوقف نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير/ شباط 1964.
تراكمات
وأوضح المحلل السياسي الجزائري إسماعيل خلف الله، أن التراكمات لم تتوقف عند “حرب الرمال” بل تبعتها العديد من التراكمات.وتابع أن التطبيع بين إسرائيل والمغرب هو ما ” أفاض الكأس”، واعتبرته الجزائر بمثابة مؤامرة ضد أمنه.ويرى خلف الله أن تصريح رئيس الجمهورية باستبعاد الوساطة يرتبط بالتراكمات والجرح العميق تاريخيا بين البلدين.
وشدد المحلل السياسي الجزائري على أن باب الوساطة بات مغلقا، وأن حديث الرئيس أغلق الباب بشكل نهائي أمام أي محاولات، وأن قطع العلاقات يظل قائما، خاصة في ظل التطبيع مع إسرائيل.
تأكيد الرئيس الجزائري
في الإطار ذاته، قال رمضان بوهيدل، الخبير السياسي الجزائري، إن الجزائر فضلت قطع العلاقات بديلا عن الذهاب نحو الحرب المباشرة.وأضاف، في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن الرئيس الجزائري أكد في رسالة مباشرة للأطراف التي حاولت أو التي ربما تسعى للوساطة بين البلدين، بأن الجزائر ترفض أي وساطة في الوقت الراهن.ولفت إلى أنه على المدى القصير والمتوسط فإن الوساطة بين البلدين مستبعدة، مع استمرار قطع العلاقات والتي قررتها الجزائر في وقت سابق.
وأشار إلى أن استعادة العلاقات متروك للجانب الجزائري، والذي يقرر ذلك متى يرى الوقت مناسبا أو توافر الشروط الواجبة، أو استمرار قطع العلاقات.قطع العلاقاتوكان وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة قد أعلن، في أواخر أغسطس/ آب الماضي، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المملكة المغربية، متهما المغرب بتنفيذ ما وصفه بـ”الأعمال الدنيئة” ضد الجزائر، مضيفا: “عداء المغرب ممنهج ومبيت”.وجاء القرار الجزائري بقطع العلاقات مع المغرب بعد تصاعد التوتر بين الجارين المغاربيين، فعقب اتهام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المغرب بـ”الأفعال العدائية“، ندد ملك المغرب محمد السادس، بـ”عملية عدوانية مقصودة” ضد بلاده “من طرف أعداء الوحدة الترابية”، دون أن يسميهم.