صفقة رابحة وذكية… ماذا يجني النصر السعودي من ضم رونالدو؟
منذ ارتباط اسم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بنادي النصر السعودي، والتقارير التي سبقت الإعلان الرسمي، لم تهدأ موجة الجدل والتساؤلات.وأعلن النادي السعودي، أمس الخميس، تعاقده مع النجم البرتغالي الفائز بجائزة الكرة الذهبية 5 مرات، حتى عام 2025، بعد فسخ عقده مع مانشستر يونايتد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.كثرت التكهنات حول الراتب الذي سيتقاضاه رونالدو، لكن هناك إجماعا على أنه راتب خيالي، ما كان رونالدو ليوافق عليه لولا أنه الراتب الأعلى في العالم، إذ أفادت تقارير عدة بأنه يصل إلى 200 مليون يورو، متضمنًا عقود رعاية وإعلانات.
هذا الرقم الضخم، جعل الكثيرين على مواقع التواصل يتساءلون: ما الذي يدفع ناديًا للتعاقد مع لاعب يجري أمتاره الأخيرة في السباق بهذا المبلغ الخيالي؟ في إشارة إلى عمر رونالدو البالغ 37 عاما.المتابعون يرون أن رونالدو لم يعد لديه ما يقدمه في هذه السن المتقدمة، ومن ثم يسألون عن الفوائد التي سيجنيها نادي النصر بهذه الصفقة الخيالية.
مبيعات القميص
عندما انتقل الدون إلى يوفنتوس الإيطالي قادما من ريال مدريد، في يوليو/تموز عام 2018، في صفقة بقيمة 112 مليون يورو، ذكرت تقارير صحافية إيطالية أن مبيعات اليوم الأول من قمصان اللاعب بلغت 520 ألف قميص.وبحسبة رياضية بسيطة، كان سعر أرخص قميص أصلي للنادي عبر المتجر الرسمي ليوفنتوس نحو 90 يورو، تضاف إليه 15 يورو أجرة كتابة اسم رونالدو (أو أي لاعب آخر) على القميص، فيصبح السعر النهائي 105 يورو.ولو ضربنا 105 يورو في 520 ألف قميص تم بيعها في اليوم الأول، لاستنتجنا أن 54,6 مليون يورو دخلت خزائن يوفنتوس قبل أن يصل رونالدو نفسه إلى تورينو.وإجمالا بلغت نسبة مبيعات قمصان اليوفي أرقاما قياسية وصلت إلى مليون و315 ألف قميص منذ قدوم رونالدو، بحسب أرقام صحيفة “لاغازيتا ديلو سبورت” الإيطالية التي ذكرت أن رونالدو كان له الدور الأكبر في ارتفاع مداخيل النادي من القمصان إلى 170 مليون يورو، خاصة في ظل زيادة سعر القميص الواحد إلى 130 يورو.صحيح أن هذه المبيعات لا تذهب بالكامل لخزينة النادي، لأن نسبة أرباح الأندية من مبيعات القمصان لا تتجاوز 10 إلى 15%، وفقاً لعقود الرعاية، لكن كلما زادت نسبة المبيعات، ارتفعت حصة الأندية من عائد مبيعات القمصان، وهو ما يعني المساهمة في قيمة الصفقة.وحين انتقل رونالدو من يوفنتوس إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، حققت مبيعات قميصه 32.5 مليون يورو خلال 12 ساعة فقط من طرحها عبر الموقع الرسمي لمنتجات النادي.
عقود الرعاية ومكاسب أخرى
الأمر لا يتوقف على مبيعات القميص، بل تترجم الصفقة إلى أرقام كبيرة على مستوى شباك التذاكر، والمتابعة للنادي في حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
ففي يوفنتوس، شهدت حسابات النادي على مواقع التواصل الاجتماعي نموا في عدد المتابعين بنسبة 68 %، وزاد عدد مشجعيه حول العالم من 385 مليون مشجع إلى 423، بحسب أرقام مؤشر “فيتشيا سينيورا”، وبات في المرتبة الثامنة على سلم أكثر الأندية شعبية في العالم.وارتفعت إيرادات يوفنتوس من عقود الرعاية والإعلانات منذ وصول رونالدو من 86.8 مليون يورو إلى 108.8 مليون، بزيادة تصل إلى 22 مليون يورو، بحسب موقع “كالتشيو ميركاتو” الإيطالي.وقد زاد عدد متابعي الحساب الرسمي لنادي النصر السعودي على موقع “إنستغرام” بالفعل، أكثر من مليون ونصف المليون متابع ساعة الإعلان عن التعاقد مع رونالدو.
الحضور الجماهيري وشعبية الدوري
ولا يمكن إغفال الحرص على متابعة نجم عالمي بحجم رونالدو من المدرجات، أي أن عدد الحضور الجماهيري سيرتفع سواء من جماهير النصر أو جماهير الفريق المنافس، وبالتالي تزداد إيرادات بيع التذاكر وإلى جانب ذلك، ستتهافت الشركات الرعاية على التعاقد مع العالمي، وذلك بسبب وجود لاعب مثل رونالدو يحظى بشعبية هائلة.
ومن المتوقع أن تكون هذه الصفقة سببًا في ارتفاع شعبية الكرة السعودية ككل، خصوصًا أن عشاق النجم البرتغالي موزعون حول العالم، الأمر الذي يعني ارتفاع نسبة الاهتمام الإعلامي العالمي بالدوري السعودي.وبالنظر إلى أن رونالدو لديه مليار متابع في حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، فقد تجني بطولة الدوري السعودي أعدادًا كبيرة من المتابعين الجدد مما يزيد من القيمة التسويقية لمسابقة الدوري السعودي للمحترفين.
عوائد مادية لكل الأندية
ولن تقتصر العوائد المادية على نادي النصر فقط، بل من المتوقع أن تجني رابطة أندية الدوري السعودي للمحترفين عوائد مادية ضخمة، من بيع حقوق رعاية المسابقة والبث التلفزيوني سواء داخل أو خارج المملكة، وبالتالي تعود الفائدة المادية على جميع الأندية المشاركة في الدوري.
وأفادت تقارير بأن رونالدو سيقوم أيضا بدور كبير في الترويج لملف استضافة بطولة كأس العالم 2030، التي تسعى السعودية إلى تنظيمها بجانب دولتي مصر واليونان.وقد يفتح انضمام رونالدو الباب أمام صفقات أخرى كبيرة، إذ تردد بالفعل في الساعات الماضية أن هناك محادثات من أجل ضم نجوم كبار مثل راموس ومودريتش وبوسكيتس لأندية سعودية، ما يزيد من قوة وتنافسية مسابقة الدوري السعودي ويجعلها محط أنظار العالم.
دعم من ولي العهد
ويقول الكاتب سلطان الزايدي في مقال في صحيفة عكاظ، إن كرة القدم في السعودية تنشد الانتشار، وهناك دعم كبير لهذا التوجه من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهذا حق مشروع يجب المضي فيه حتى نصل للأهداف المنشودة، ومحاولة تعطيل هذه الأهداف بأي شكلٍ من الأشكال لن يخدم مصلحة الكرة السعودية”.
ويمضي الزايدي، قائلاً: “طالما اقترن اسم اللاعب بالدوري السعودي، وتحديدًا نادي النصر السعودي، فهذا في حد ذاته أمر مهم، ويخدم الحركة الرياضية في السعودية”.وتابع: “من يعتقدون أن رونالدو لم يعد قادرًا على الركض، ولم يعد له ذات التوهج الفني داخل الملعب قد خانه التقدير، فنجم مثله تبقى خبرته عنصرًا أساسيًا في تقديم الفائدة لأي ناد يتعاقد معه”.