عاجل

بعد تكليفه رسميا… ما السيناريوهات أمام نتنياهو لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة؟

في انتخابات شهدت صعودا كبيرا لقوى اليمين الإسرائيلي، بدأ رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، والمكلف لرئاسة الحكومة الجديدة، في مشاورات تشكيل الائتلاف الحكومي، وسط مخاوف من الأقلية العربية بالداخل.وتسلم نتنياهو بشكل رسمي تكليف تشكيل الحكومة من جانب الرئيس يتسحق هرتسوغ، إذ أكد الأخير على ضرورة أن تكون الحكومة “مستقرة تخدم جميع مواطني دولة إسرائيل الذين انتخبوها والذين يعارضونها على السواء”، وهو ما تعهد به نتنياهو حيث قال خلال كلمة عقب تسلمه التكليف: “سأقوم بكل ما يمكنني لتشكيل حكومة مستقرة وناجحة ومسؤولة تعمل لصالح جميع مواطني إسرائيل”.وطرح البعض تساؤلات بشأن السيناريوهات المحتملة للتشكيل الحكومي المقبل، في ظل التخوف من تولي بن غفير، ومحاولة نتنياهو استمالة بيني غانتس، ليدخل في الائتلاف الحكومي بدلا منه.

اعتبر رئيس الحزب القومي العربي وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، محمد كنعان، أن” رئيس الحكومة الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو يملك أغلبية برلمانية مريحة من الأحزاب الدينية، وبدعم من الحزب اليميني الفاشي الذي يقوده بن غفير، مؤكدًا أن الحكومة ستشكل بأغلبية يمينية برلمانية”.وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، فإن “هناك مخاوف في الداخل الإسرائيلي من مواجهة الحكومة الجديدة صعوبات على المستوى الدولي والإقليمي، لكن نتنياهو الذي لا يهمه إلا نفسه وتواجده في السلطة، يعتقد بأنه قادر على ردع أي وزير من اتخاذ قرارات تسيء لإسرائيل، أو تؤثر عليها في المحافل الإقليمية”.

وأكد كنعان أن “نتنياهو يستطيع تشكيل حكومة مع اليمين الفاشي، فيما ستبقى باقي الأحزاب في مقاعد المعارضة، وفي حال انضم بيني غانتس للحكومة، قد ينجح نتنياهو في تشكيل حكومة بدون بن غفير، والذي بات يطغى على السلطة، ويملك أغلبية برلمانية قوية، وضعته في القوى الثالثة داخل البرلمان”.ويرى أن “تركيبة الحكومة الإسرائيلية المقبلة تثير مخاوف الأقلية العربي الفلسطينية في الداخل، لا سيما مع احتمالية تولي بن غفير حقيبة وزارية مهمة تخص المواطنين العرب”، مؤكدا أنهم “سيواجهون حكومة فاشية أكثر تطرفًا وتشددًا ضد المواطنين العرب في الداخل الإسرائيلي، وضد الشعب الفلسطيني بشكل عام”.

حكومة يمينية

في السياق، قال أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أيمن الرقب، إن “من مصلحة بنيامين نتنياهو الشخصية تشكيل حكومة يمينية ضيقة من أحزاب الليكود والصهيونية الدينية وشاس ويهدوت هتوراة، وهذه الأحزاب الأربعة التي توفر لنتنياهو سياج حماية ب 64 مقعدا كافية لتخليصه من ملفات الفساد وسيف القضاء”.وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك”: “هذا الائتلاف يمكنه إقرار عدة قوانين لا تحتاج إلى ثلثي الكنيست، ومن ضمنها أن القيادة السياسية هي التي تعين القضاء والمستشار القانوني أسوة بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك سيتم تمرير عدم خدمة المتدينين في الجيش، إضافة لجعل قرارات الكنيست ذات سلطة أعلى من سلطة المحكمة العليا، وبالتالي يتخلص نتنياهو ومن معه من سطوة القضاء وهذا ما سعى إليه على مدار سنوات ماضية وفشل”.

ويستبعد الرقب أن “يسعى نتنياهو لتوسيع الائتلاف بأحزاب قد تعارضه، مثل يائير لابيد وبيني غانتس، وسيتحكم في توزيع الحقائب الوزارية بما يضمن بقاء قوته داخل النظام السياسي الإسرائيلي، وقد نجد بن غفير وزيرا للأمن الداخلي، لكن سيحتفظ نتنياهو بحقيبة الأمن أو وزارة الدفاع لحزب الليكود وكذلك وزارة الخارجية”.ويرى أن “نتنياهو تمكن بالفعل من إرضاء هذه الأحزاب الأربعة، وسيتم الإعلان عن الحكومة القادمة قبل انتهاء الفترة القانونية الأولى، والتي تمتد لمدة 28 يوما، وستكون الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، والتي يسيطر على قرارها رجال الدين”.

وقال نتنياهو في أول تصريح له بعد ذلك “سأقوم بكل ما يمكنني لتشكيل حكومة مستقرة وناجحة ومسؤولة تعمل لصالح جميع مواطني إسرائيل”.وتابع: “هناك اتفاق على ضرورة العمل ضد عدوانية إيران ومنعها من الحصول على سلاح نووي، وعلى ضرورة توسيع اتفاقيات السلام”، مضيفًا: “يجب أن نسعى إلى وقف الصراع مع الفلسطينيين”.واعتبر حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد، أن تكليف رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة هو “يوم أسود للديمقراطية الإسرائيلية”.ويضم معسكر نتنياهو، الذي يحاكم في قضايا فساد، أحزاب “الليكود” (32 مقعدا) و”الصهيونية الدينية” (14 مقعدا)، و”شاس” (11 مقعدا)، و”يهدوت هتوراه” (7 مقاعد)”.وسبق أن تولى نتنياهو رئاسة الوزراء في إسرائيل بين عامي 1996 و1999، ومرة أخرى بين عامي 2009 و2021.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى