ازدواجية حماس تتجلى من الغزة الى القدس
رام الله / عرب تليجراف
في الذكرى الخامسة عشر لانقلاب حركة حماس في غزة تعرضت حركة حماس الى موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اتهامها بالمتاجرة بالقدس واستعمال المقدسيين كورقة ضغط في مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل.
وكانت قيادات حماس قد حذرت في وقت سابق الاحتلال الإسرائيلي برد غير مسبوق حال عدم التراجع عن مسيرة الاعلام الا أنها اكتفت بشجب المسيرة في وقت لاحق دون أي رد، بل والأدهى من ذلك ذكرت مواقع إعلامية عبرية أن حماس طالبت إسرائيل عبر الوساطات الإقليمية بالمزيد من التسهيلات ورفع القيود المفروضة على معبر بيت حانون مقابل تثبيت الهدوء وعدم التصعيد في الفترة القادمة.
وتشير تعليقات المقدسيين على مواقع التواصل الاجتماعي أن حركة حماس لم تعد تحظى بذات الدعم الذي حظيت به السنة الماضية بعد معركة سيف القدس حيث يرى المقدسيون أن حماس تريد الزج بهم في معركة مع قوات الاحتلال المدججة بالسلاح دون وجود أي نية لإسنادهم وتعويض الخسائر التي يتكبدونها بعد موجات التصعيد.
وبالتزامن رفعت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية درجة التأهب بعد سلسلة من الأحداث المشبوهة التي شهدتها محافظات الضفة، وكانت مواقع اعلامية محسوبة على حركة حماس قد تداولت مؤخرا شائعات جديدة حول تدهور الوضع الصحي للرئيس أبو مازن لتنفي الرئاسة الفلسطينية ذلك لاحقا، وهو المشهد المعتاد في الحرب النفسية بين حماس وفتح.
وفي ذلك السياق نفى أمين سر اللجنة التنفيذية المكلف حسين الشيخ نقل الرئيس أبو مازن بعض مهامه لقادة من الحركة بسبب ظروفه الصحية مؤكدا ان الرئيس في صحة جيدة ويمارس مهامه الاعتيادية، وإن لا صحة للأخبار الصفراء المتداوله حول صحة أبو مازن، وانه يتمتع بصحة جيده ويزاول عمله كالمعتاد، مشيرا الى من يروج مثل ذلك الكلام يهدف في المقام الأول للعبث بالوضع الداخلي الفلسطيني.
حقيقة الأمر بعد مرور خمسة عشر عاما على ذكرى انقلاب “حماس” الأسود على الشرعية في قطاع غزة، مازالت تداعيات ذلك الانقلاب تلقي بظلالها على الداخل الفلسطيني حتى الأن، ومازال الاحتقان بين فتح وحماس في تصاعد برغم كم محاولات التهدئة التي جاءت من الداخل والخارج لإنهاء ذلك الانقسام الفلسطيني، ولكن لان الحدث جلل وليس هين، فلم تنصلح الأحوال بين الحركتين حتى الأن، وللاسف لا يوجد مؤشرات ايجابية حاليا لحدوث انفراجة واقعية، جراء تمسك حركة حماس يإيدولوجيتها الإخوانية داخليا، وعلاقاتها مع إيران وتركيا خارجيا، وهو الأمر الذي وتر الأجواء بين حماس والعديد من الدول العربية وليس مع حركة فتح فقط، كي تأتي الذكرى الخامسة عشر لانقلاب حماس وهي تحمل العديد من علامات الاستفهام، وأولها على مستقبل علاقة حماس مع إيران التي تصعد من تهديدها ضد جميع دول المنطقة مع اقتراب امتلاكها القنبلة النووية.