من هو محمد بن زايد رجل الإمارات القوي ورئيسها الجديد؟
كما كان متوقعا، انتخب المجلس الأعلى للاتحاد في الإمارات العربية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للبلاد، وذلك غداة وفاة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. والشيخ محمد كان الحاكم الفعلي للبلاد طوال سنوات مرض أخيه.
ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن المجلس الأعلى للاتحاد الإماراتي انتخب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة خلفا للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقالت الوكالة إنه “تم بموجب المادة 51 من الدستور انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالإجماع رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة”، خلفاً للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وعقد المجلس اجتماعاً اليوم في قصر المشرف بأبوظبي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحضر الاجتماع حكام إمارات الشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة.
وأعلنت وزارة شؤون الرئاسة أعلنت أمس الجمعة وفاة الشيخ خليفة الذي كان يشغل أيضا منصب حاكم إمارة أبوظبي.
ويضفي اختياره، الذي كان متوقعا على نطاق واسع، الطابع الرسمي على مكانته كحاكم فعلي للبلد الخليجي الغني بالنفط. وكان الشيخ محمد بن زايد (61 عاما) قد اعتبر لسنوات الحاكم الفعلي للإمارات، خلال فترة مرض أخيه غير الشقيق الشيخ خليفة بن زايد الذي توفي أمس الجمعة، من اعتلال صحته إثر إصابته بجلطة في 2014.
فمنذ سنوات ينظر إلى محمد بن زايد آل نهيان كرجل البلاد القوي وحاكمها الفعلي الذي يقف وراء الصعود الدبلوماسي لبلاده، خاصة بعد أن اضطُر المرض الشيخ خليفة للابتعاد عن دائرة الحكم والظهور في مناسبات نادرة فقط منذ 2014.
تعتبر الإمارات منذ عقود حليف مهم للولايات المتحدة في منطقة الخليج
محمد بن زايد رجل الإمارات القوي
وحول محمد بن زايد، الرجل القوي في الإمارات، جيش بلاده إلى قوة مزودة بتقنيات متطورة مما أدى، إضافة لثروة البلاد النفطية ووضعها كمركز للأعمال، إلى توسيع نفوذ الإمارات على الساحة الإقليمية.
تقول باربرا ليف سفيرة الولايات المتحدة السابقة في الإمارات إن الشيخ محمد بن زايد كان مدفوعا “برؤية معينة” ملخصها أن قادة دول الخليج العربية لم يعد بمقدورهم الاعتماد على الولايات المتحدة، داعمهم الرئيسي خاصة بعد أن تخلت واشنطن عن رئيس مصر حسني مبارك خلال انتفاضات الربيع العربي في 2011.
ووفقا لمذكرات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي كان رئيسا وقتها فقد أصدر الشيخ محمد من العاصمة أبوظبي تحذيرا “هادئا وباردا” لأوباما من مغبة دعم انتفاضات قد تنتشر وتهدد عروش الأسرالحاكمة في منطقة الخليج. وتصف مذكرات أوباما تلك الشيخ محمد بأنه الزعيم “الأكثر دهاء” في الخليج.
ووصفه مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية يخدم حاليا في إدارة الرئيس جو بايدن، التي تدهورت علاقاتها بالإمارات في الأشهر القليلة الماضية، بأنه استراتيجي يضفي على المناقشات منظورا تاريخيا.
وقال المسؤول “يتحدث ليس فقط عن الحاضر، بل يعود لسنوات ولعقود وفي بعض الأحيان يتحدث عن التوجهات على مر الزمن”.
ودعم الشيخ محمد بن زايد إطاحة الجيش في 2013 بالرئيس المصري المنتخب وقتها محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وساند ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى تقلده المنصب في 2017 ووصفه بأنه رجل يمكن لواشنطن أن تتعامل معه والوحيد القادر على أن يحقق انفتاح المملكة.
كما تدخلت الإمارات في صراعات بأنحاء المنطقة من الصومال إلى ليبيا والسودان واليمن، قبل أن تخرج على ما اعتر إجماع عربي قائم منذ عقود وتقيم علاقات مع إسرائيل في 2020 هي والبحرين بموجب اتفاقات بوساطة أمريكية عرفت باسم اتفاقات إبراهيم مما أثار غضب الفلسطينيين.
ويقول دبلوماسي إن تلك الاتفاقات كانت مدفوعة بمخاوف مشتركة من إيران، كما كانت أيضا مدفوعة بجني منافع مفترضة لاقتصاد الإمارات وبسأم من القيادة الفلسطينية “التي لا تستمع”.
رغم الخلاف مؤخرا حول حرب اليمن فإن علاقات صداقة قوية تجمع الشيخ محمد بن زايد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان
بين الاستراتيجية والتكتيك
في حين يرى دبلوماسيون ومحللون أن التحالف مع الرياض وواشنطن ركيزة لإستراتيجية الإمارات، فإن الشيخ محمد بن زايد لم يتردد في التحرك المستقل عندما فرضت ذلك المصالح أو الأسباب الاقتصادية.
وكشفت الأزمة الأوكرانية عن تصدعات في العلاقات مع واشنطن بعد أن امتنعت الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار يدين الغزو الروسي.
وبصفتها دولة منتجة للنفط إلى جانب الدولة الكبرى المنتجة للخام وهي السعودية، رفضت الإمارات أيضا نداءات غربية من أجل زيادة الإنتاج.
وتجاهلت أبوظبي أيضا مخاوف أمريكية من قيامها بتسليح ومساندة خليفة حفتر في ليبيا ضد الحكومة المعترف بها دوليا وكذلك التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد.
ومع الرياض جاء الخلاف الأكبر عندما انسحبت الإمارات بشكل كبير من اليمن بعد أن تحولت الحرب التي لا تلقى تأييدا شعبيا، والتي قُتل فيها أكثر من مئة إماراتي، إلى مأزق عسكري.