الفاتيكان يحذر الرئيس اللبناني من الميليشيات ويحثه على حماية القضاء
زار الرئيس اللبناني ميشال عون، قبل أيام، مقر الفاتيكان والتقى البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ومسؤولين آخرين، وبعد الزيارة، سرب فريق عون معلومات عن الحديث الذي دار خلال هذه الزيارة، ولكنه أخفى جوانب متعددة من حقيقة ما حصل.
وعلمت مصادر في بيروت، تابعت الزيارة، أن “المسؤولين في الفاتيكان سألوا عون عن دور حزب الله بحماية الفساد وتدخله في القضاء اللبناني، وخصوصاً بقضايا التحقيق بانفجار مرفأ بيروت واغتيال الكاتب لقمان سليم ومحاولة الهجوم على منطقة عين الرمانة قبل أشهر”.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين في الفاتيكان نبهوا عون من أن التدخل المتواصل لحزب الله في بعمل القضاء وحمايته الفساد مدعوماً بوزراء التيار الوطني الحر سيؤدي إلى عقوبات دولية جديدة تطال صهره جبران باسيل ومعه سياسيين آخرين محسوبين عليه.
ولفت مصدر في حديثه إلى موقع “24”، إلى أن قيام الميليشيات بعمليات اغتيال داخلية وبتهريب مادة “نترات الأمونيوم” التي فجرت نصف العاصمة بيروت، وبإشعال الحروب أو دعمها في دول محيطة من سوريا إلى اليمن والعراق ومحاولات تهريب المخدرات والسلاح، دفعت مسؤولين دوليين إلى التنبيه من عقوبات عدة يتم التحضير لها في الكونغرس الأمريكي، هدفها فرض قيود أكثر لمنع تمدد هذه الميليشيات.
ويرى المصدر، أن المنطقة أمام مفترق طرق بسبب الاتفاق النووي الذي تتفاوض الولايات المتحدة به مع الإيرانيين، حيث تحاول طهران العودة إلى الاتفاق القديم الموقع عام 2015 ورفع كافة العقوبات عنها وإزالة الحرس الثوري عن لائحة المنظمات الإرهابية، بينما تستمر بتحريك ميليشياتها بالمنطقة مشعلة الحروب ومطلقة صواريخها وطائراتها المسيرة ضد أهداف مدنية، مشيراً إلى أن هذه التطورات ستؤثر بالتأكيد على الداخل اللبناني، فحزب الله جاهز كالعادة للعودة إلى إشعال الحروب كما حصل عام 2006 حين أشعل حرباً في جنوب لبنان لمساعدة طهران على فرض شروطها في المفاوضات النووية.
وحذر المصدر من توتر جديد في المنطقة بعد لقاءات وزير الخارجية الأمريكي مع عدد من المسؤولين العرب والإسرائيليين، حيث تحاول طهران تخريب أي تفاهمات تخفف التوتر بالمنطقة، ووضعها من جديد بـ”أتون النار”.
والتخوف هو من مواجهة تصيب لبنان مباشرة، حيث تحول حزب الله إلى مسيطر بالكامل على مؤسسات الدولة من خلال تحالفه مع التيار العوني، ليصل الوضع الداخلي إلى نقطة قد يتحول فيها من التوتر فقط إلى المواجهة الداخلية، بينما تغيب أي قدرة للتدخل وفرض تسوية داخلية تزيح سلاح الميليشيات، وتؤسس لمرحلة جديدة تعطي للبنان حياداً إيجابياً تجاه الدول العربية.