لتعزيز الأمن الغذائي في عُمان …إطلاق مشروع لإنتاج البروتين البديل من التمور
مسقط، خاص:
من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في سلطنة عُمان، أطلق جهاز الاستثمار العُماني مشروعًا جديدًا لإنتاج البروتين البديل من التمور بالتعاون مع شركاء عالميين، يأتي في مقدمتهم إحدى الشركات الأمريكية، وتتمثل أولى مراحل المشروع في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية.
وتأتي هذه الشراكة نتيجةً لاستثمار الجهاز في الشركة الأمريكية التي استطاعت تطوير البروتين البديل واستخدامه بنجاح في إنتاج الأغذية البديلة ومشتقات الألبان النباتية، حيث أعلن الجهاز بالتعاون مع الشركة الأميركية عن تأسيس شركة تقنية الأغذية الحيوية؛ بهدف دراسة جدوى بناء مصنع في السلطنة.
جاء ذلك خلال فعالية «مستقبل الغذاء» التي نظمها الجهاز مؤخراً بالتعاون مع الشركة الأميركية للتعريف بالإمكانات الواعدة للتقنيات التي يُمكن أن يقدمها هذا المشروع بعد استيفاء دراسات الجدوى الاقتصادية الجارية حاليًا.
ويسعى الجهاز عبر هذه الشراكة إلى تعزيز الأمن الغذائي والإسهام في تحقيق الاكتفاء الذاتي وجذب الخبرات العالمية للاستفادة منها في المشروعات المحلية بما يحقق التنويع الاقتصادي ويوفّر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وفرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وشهدت الفعالية التوقيع الرسمي للشراكة بين الجهاز والشركة الأمريكية بحضور عدد من الوزراء، ورؤساء تنفيذيين، ومسؤولين من شركات وصناديق للاستثمار الغذائي إلى جانب مسؤولين من الشركة الأمريكية، وتم خلالها تقديم نماذج متنوعة من المأكولات الآسيوية والعربية والغربية مصنوعة من البروتين البديل.
ويرى مراقبون أن المشروع يُجسد الفائدة التي يُمكن أن يُحققها الجهاز من استثماراته الدولية، حيث يقوم بجلب شركائه الدوليين لتأسيس مشروعات في السلطنة ، ونقل التقنيات المتقدمة وتوطينها محليًا، كما يسعى الجهاز من خلال الاستثمار في قطاع الإنتاج الغذائي إلى استكشاف مجالات واعدة تتناسب مع مناخ السلطنة، وتعود بالنفع على الاقتصاد الوطني؛ الأمر الذي سيعمل على تحقيق عوائد مالية، ويسهم في تعديل الميزان التجاري وإحلال الواردات الغذائية وتوفير فرص عمل في قطاع الإنتاج الغذائي بشكل مباشر وغير مباشر إضافة إلى توفير منتجات غذائية بجودة عالية وبمواصفات تلبي احتياجات المستهلك.
ووفقاً لخبراء الأمن الغذائي، فإن السلطنة تنتج ما يزيد عن 400 مليون طن متري من التمور، الـ 50 بالمائة منها للاستهلاك المباشر، ويمكن الاستفادة بالنصف الأخر منها في إنتاج البروتين البديل بجودة عالية، خاصة أن السوق الإقليمي لمنتجات الغذاء البديلة واعداً، وأن قيمة سوق بدائل الألبان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبلغ حاليًا 1.2 مليار دولار أميركي مع معدل ارتفاع سنوي يبلغ 12 بالمائة، ومن المتوقع أن تصل قيمة السوق إلى 3 مليارات دولار أميركي.
فضلاً عن ذلك، يملك جهاز الاستثمار العُماني شركة متخصصة في مجال الأسماك، تم تأسيسها بهدف تطوير قطاع الثروة السمكية في السلطنة من خلال الاستثمار في مشروعات تجارية مربحة تعزز من القيمة الاقتصادية لقطاع الثروة السمكية في السلطنة، والإسهام في الاقتصاد العُماني عن طريق الاستثمار في فرص استثمارية محلية وعالمية تستهدف الوصول بالقطاع السمكي إلى قطاع عالمي ومربح ومستدام عن طريق الاستفادة من الميزة التنافسية للسلطنة في الأسواق العالمية.