هيثم ابو سعيد :إعادة تقسيم الشرق الأوسط على قاعدة خطّة “ينون” وداعش والنصرة أبرز قادتها.
أشار أمين عام المنظمة الأوروبية لأمن والمعلومات وسفير البعثة الدبلوماسية في الشرق الأوسط (التابعة للأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي) الدكتور هيثم ابو سعيد أنّ مشروع تقسيم الشرق الأوسط ما زال قائماً وتحت مسميات مختلفة، ويعود ذلك إلى إعادة إعتبار الولايات المتحدة بعد إخفاقها من الإستفادة من التقسيمات سنة 1916 والتي أنتجت في حينها لإتفاقية سايكس-بيكو وهدفه منع الولايات المتحدة الأميركية من التواجد في المنطقة والإبقاء على سيطرة ونفوذ أوروبا المتمثّل آنذاك بفرنسا وبريطانيا .
وأضاف الأمين العام إلى أن مسعى “الإيباك” في أميركا بدأ مجدداً بأخذ حركة جدية سيما وأنّ الأرضية الميدانية لتحقيق الخطة المشار إليها ضمناً أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وخصوصاً مع وجود تلك المجموعات المسلّحة التكفيرية في العراق وسوريا بشكل أساسي وهو في طور التمدد. كما أنّ إعادة الجمهوريين والإمساك مجدداً بقرار الولايات المتحدة المفصلية في الكونغرس والتي تتعلّق بالشؤون الخارجية يعيد فتح الموضوع على مصراعيه، كما يُمكّنهم من السيطرة على ما تبقّى من النفوذ الأوروبي في الشرق الأوسط، وهنا باب الصراع بين الأجهزة الإستخباراتية الغربية والأميركية. هذا وأكّد الأمين العام الدكتورأبو سعيد إلى أنّ هناك دول عديدة غربية وعربية قد بدأت بإعداد مشروع إعادة فتح سفاراتها في دمشق بالإيضافة إلى إيجاد صيغة مع العراق تقضي بتوثيق العلاقات الدبلوماسية معها مستشعرين المخاطر الآتية على دولهم من قبل هذا المخطط التفتيتي والذي قد يطال وحدتهم وسيادتهم.
من هنا وبعد فشل إسرائيل في السيطرة على المنطقة كما كانت عليه قبل 2000 ومع تقلّص المعنويات للجيش الإسرائيلي وتمكّن القوى الأخرى المناهضة لوجودها في المنطقة من معنويات جيشها وتحديداً بعد حرب تموز 2006 وإخفاق الجيش الإسرائيلي بلجم المشروع النووي السلمي الإيراني، أصبحت أمام فكرة الولوج إلى ما سمّته النخر الداخلي للقوى المناهضة لها من خلال تنظيم ما يٌسمّى بالدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش” وجبهة “النصرة” وجيش الإسلام وجيش السوري الحرّ وغيرها من المجموعات التي تقاتل عنها من أجل جعلها تكون قوة امبريالية إقليمية لتقوم بتقسيم منطقة الشرق الأوسط بأكملها إلى دويلات عرقية ومذهبية وإثنية كدول كردية وشيعيّة وسنيّة وإنتفاء لوجود الأقليات ضمن دولة مستقلّة وإتباعها بالكيان اليهودي المنوي تشريعه قانونياً في المحافل الدولية.
وختم البيان إلى أنه ومع عودة الصقور والمحافظين الجدد إلى الكونغرس فإنّ مشروع “ينون” الذي دعمه كل من بول وولفوتز وجون بولتون و إليوت أبرامز وريتشرد بيرل وغيرهم منذ حوالي تسعة عشرة سنة بدأ بالنهوض وستكون إنطلاقة عمله مجدداً في مطلع السنة القادمة، ومن أولى مهماتها إعادة دعم الفكرة الأساسية التي قامت عليها الخطة والتي ستتمثّل بالخطة المذكورة ضمناً، مروراً بوقف المشروع السلمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحاولة تضييق الحلقة على حلفائها وخلط الأوراق السايسية مجدداً وإدخال الشرق الأوسط في نفقٍ مظلم من أجل التسويات السياسية والإقتصادية. وفي السياق المتصل فإن الدول العربية والخليجية لن تكون بمأمن من هذه الخطط المرسومة وخصوصاً وأن التقسيم لا يطال سوريا والعراق ولبنان فقط وإنما مجمل الدول الخليجية التي قد تصل إلى حوالي عشرة دويلات.