مقالات

اللي بدو يعمل فوفو يتحمل الخوازيق!!!!


اللي بدو يعمل فوفو يتحمل الخوازيق!!!!

الكاتب والمحلل السياسي  د . ناصر الصوير
الكاتب والمحلل السياسي د . ناصر الصوير
الكاتب والمحلل السياسي / د . ناصر الصوير
ظاهرة البلاطين النازلة لمنتصف المؤخرة (الساحلة) تغزو شبابنا منذ عدة سنوات بشكل لافت ومحير ..
كنا في الزمن البعيد عندما نخطئ في المدرسة يعاقبنا المعلمون بإحدى وسائل العقاب التي كانت متبعة في تلك الأيام ، وأبرزها المدة على المؤخرة أي الضرب بالعصا(الخيزران) على المؤخرة عدة ضربات بقدر الجرم والخطأ، لذلك كان الأولاد يتحسبون من هذا العقاب الموجع فيلبسوا أكثر من غيار داخلي وأكثر من بنطلون حتى إذا ضربوا على مؤخراتهم لا يتألموا كثيراً ولم يشعروا بالضرب كثيراً.،!! وقد كان لهذا العقاب تأثير السحر فنشأنا على حب العلم واحترام المعلم وتبجيل المدرسة.اللي بدو يعمل فوفو يتحمل الخوازيق!!!!
…مرت السنون وتم تحت ضغط جمعيات ومنظمات دعم العلم الفاشل والطالب الأفشل فرض حظر شامل على العقاب البدني داخل المدارس ، وبدأت تتغير الأحوال فالطالب الذي كان يلبس بنطلون عالي الخصر محترم الهيئة يليق بالشاب الجاد المستنير الفاهم العاقل أصبح يمشي ببلاطين تجعله بدون شيء يغطي المؤخرة ، وإذا سألت أحدهم قال لك : الموضة يا حااااااااااج ، وزمنك يا حاااااااج غير زمانا يا حاااااج !!!
الحمد لله على هذا التقدم المهول للشباب العربي… فلبس شبابنا لهذه النوعية من البنطلونات يؤكد أننا نساير الحضارة ونواكب التطور العالمي … ليس في مجال العلوم والاختراعات والاكتشافات فحسب!! ولا في مجال العطاء والإبداع فحسب!! بل في مجال الشلحان وإظهار المؤخرات !!!
أتساءل بصوت مسموع وأقول: نعلم أن الإثارة والبحث عن الموضة هو أقرب للمرأة من الرجل بحكم أن رأس مالها في غالب الأحيان جمالها وأناقتها وجاذبيتها ، فما الذي يدفع بالشباب للجري وراء هذه الموضة التعيسة التي تحولهم من رجال قادرون إلى مخنثين تافهين؟!!
ولكن حتى لا أظلم هؤلاء الشباب على طول الخط دعني ألتمس لهم عذراً فلربما مؤخراتهم أجمل من وجوههم ولا يريدون أن يحرمونا من هذا الجمال فلبسوا هذه البنطلونات اللذيذة!!!
ودعوني أروي عليكم حادثة لها علاقة بالموضوع جعلتني وجعلت كل من رآها يموتون من الضحك..
فقد كنت قاصداً المخبز لشراء ربطة خبز(عيش) وهذا المخبز يقع على مفترق شارع الوحدة مع شارع النصر وهو من أكثر مفترقات الطرق في مدينة غزة ازدحاماً … المهم مر من أمامي شاب يلبس بنطلونا نازلاً والبوكسر الداخلي واضح اللون والمعالم ، مر هذا الفوفو من أمامي مستهتراً فقطع المفترق دون أن يولي للسيارات التي يضج بها المفترق أي اهتمام… ومن سوء حظه جاءت من بعيد سيارة مسرعة جداً يريد سائقها اللحاق بالإشارة الضوئية قبل أن تتحول للون الأحمر، رأى فوفو السيارة مسرعة تتقدم نحوه وستصدمه لا محالة فتمسمر في منتصف المفترق كالتمثال من شدة الخوف.!!
داس السائق على الفرامل بشدة لتفادي فوفو ، صدر صوت هائل عن احتكاك الفرامل بالإسفلت ، ماذا حصل ؟ توقفت السيارة على بعد خطوة واحدة من فوفو الذي رفع يديه صارخاً من شدة الخوف؛ ولكن حدث أيضاً أن بنطلون فوفو سقط خوفاً فأصبح في منتصف الشارع العام والمفترق عارياً فضحك جميع من رأى المشهد وكانوا بالمئات لأن صوت فرامل السارة استجلبهم للمكان، وضحكوا أكثر عندما حاول فوفو الهرب من الفضيحة فبدأ يقع بسبب تكدس البنطلون تحت قدميه، فمرة يمشي بالبوكسر ومرة يحاول رفع البنطلون فيقع والناس تتفرج وتضحك ، وأفضل ما سمعت من التعليقات التي انهمرت من المتفرجين ما قاله أحدهم ( اللي بدو يعمل فوفو يتحمل الخوازيق!!!!).
ختاماً كم أتمنى من لابسي هذه البطلونات الرائعة أن يستريحو منها ويخلعونها بالكامل والبقاء بالبوكسر الداخلي أو حتى بدون لأنكم بذلك تكونوا قد وصلتم إلى قمة الحضارة .. الحيوانية!!!! وسلااااام يا وطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى