عاجل

عرب تليجراف تكشف تفاصيل الساعات السابقة على انقلاب السودان

 قائد الجيش السوداني تجاهل تحذيرا أمريكيا أثناء تنفيذ خطة الانقلاب

“حمدوك” رفض طلب قادة الجيش بحل الحكومة

مداهمات قبل الفجر .. جنود يرتدون الزي العسكري يحتجزون أعضاء مجلس الوزراء قبل أن يعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان حل الحكومة

كشف دبلوماسيون ما شهدته دوائر الحكم في العاصمة السودانية الخرطوم، قبل ساعات من الانقلاب العسكري، الذي سيطر فيه الجيش على البلاد وحل الحكومة.

وبيّنوا أن مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن الخاص لمنطقة القرن الإفريقي جيفري فيلتمان، الذي وصل إلى الخرطوم قبل يوم من الانقلاب، حذر قادة الجيش السوداني من أي خطوات ضد الإدارة المدنية، التي تشرف على عملية الانتقال الديمقراطي، لكنهم نفذوا العكس تمامًا وطبقوا خطة للسيطرة على السلطة، بعد أن ظلوا يرسمونها على مدار الأسابيع السابقة.

وأضافوا أنه بعد سفر “فيلتمان”، احتجز جنود يرتدون الزي العسكري باتجاز أعضاء مجلس الوزراء المدني، في مداهمات قبل الفجر، وذلك قبل أن يعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان حل الحكومة.

ونقلت “رويترز” عن الدبلوماسيين، أن الجيش كان يأمل حتى اللحظة الأخيرة في إقناع رئيس الحكومة عبد الله حمدوك بعزل أعضاء مجلس الوزراء حتى يمكنه تشديد قبضته على عملية الانتقال دون استخدام القوة، وفي الوقت نفسه الإبقاء عليه في منصبه، لكن “حمدوك” رفض التعاون مع الجيش.

لكن جاءت زيارة فيلتمان في أعقاب التصعيد على مدار أسابيع وعلامات على تزايد الخلافات سواء بين المدنيين والعسكريين أو في صفوف الجيش نفسه.

وعطلت احتجاجات نظمتها جماعة قبلية الواردات الضرورية في ميناء بورسودان المرفأ البحري الرئيسي في البلاد.

وبلغت الأمور ذروتها بعد 21 سبتمبر أيلول عندما قالت السلطات إنها أحبطت مؤامرة انقلابية عزتها إلى فصائل عسكرية متمردة وموالين للبشير.

وفي يوم 16 أكتوبر تشرين الأول بدأت جماعات متمردة وأحزاب منحازة للجيش اعتصاما في الخرطوم لمطالبة الجيش بحل الحكومة. وردا على ذلك نظم معارضون لسيطرة الجيش على السلطة مظاهرات ضخمة في 21 أكتوبر تشرين الأول.

وقال فولكر بيرتيس مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان إنه اجتمع مع أحد قادة الجيش من أعضاء المجلس السيادي مساء يوم الأحد وإنهما ناقشا إمكانية إجراء حوار تديره الأمم المتحدة.

وقال بيرتيس للصحفيين “أشار أيضا إلى أن الجيش قد يتحرك بالطبع… وحذرت أنا بشدة من ذلك الأمر”.

وقال آدم حريكة مدير مكتب حمدوك إن رئيس الوزراء اجتمع مع البرهان في مقر قيادة الجيش في الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد أي قبل ساعات من وضعه قيد الإقامة الجبرية.

وأضاف حريكة لرويترز أن حمدوك رفض حل الحكومة دون عملية سياسية. وقال “كانوا يصرون على تغيير الحكومة وعلى اتباع الحكومة لأوامرهم”.

وقال البرهان للصحفيين يوم الثلاثاء إنه بحث مع فيلتمان الانقسامات السياسية التي تهدد أمن البلاد وإنه عرض على حمدوك عدة خيارات لحل الأزمة.

* ضوء أخضر من روسيا

ردت الولايات المتحدة على الانقلاب بالإدانة وبقرار لتجميد صرف 700 مليون دولار مساعدات اقتصادية للسودان.

كانت الولايات المتحدة قد ألقت بثقلها وراء الانتقال السياسي فرفعت اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وقدمت دعما دبلوماسيا ساعد في تخفيف أعباء ديون بمليارات الدولارات.

ورغم اهتزاز العلاقات الأمريكية لا يزال بإمكان البرهان أن يعول على مساندة دول عربية حليفة للولايات المتحدة أقام معها علاقات وثيقة. ومن هذه الدول السعودية والإمارات ومصر، التي أسعدها سقوط البشير إذ كانت تعارض ميله للحكم الإسلامي.

وربما يتطلع الجيش لإقامة علاقات أوثق مع روسيا إذ يقول دبلوماسيون ومحللون إن الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع أرسى علاقات مع موسكو.

وقال مصدران سودانيان رسميان إن العسكريين سعوا قبل الانقلاب إلى الحصول على ضوء أخضر من موسكو وحصلوا عليه وذلك في محاولة لحماية أنفسهم من أي عقوبات قد يفرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وكان الكرملين قد رد على الانقلاب بمطالبة جميع الأطراف بإبداء ضبط النفس ودعوة السودانيين لحل الموقف بأنفسهم بأسرع ما يمكن ودون فقدان أي أرواح. لكنه لم يندد بالانقلاب.

ولم ترد وزارة الخارجية الروسية على طلب للتعليق على سياستها فيما يتعلق بالسودان.

ويبدو بالفعل أن روسيا تحمي القيادات العسكرية السودانية في بيان من المحتمل صدوره عن مجلس الأمن، فقد قال دبلوماسيان مطلعان على المفاوضات الخاصة بنص البيان إن روسيا اقترحت على مجلس الأمن إبداء قلقه إزاء التطورات في السودان بدلا من إدانة الانقلاب. ولا تزال المفاوضات مستمرة حول صياغة البيان الذي يجب التوصل إليه بالتوافق.

وقال جوناس هورنر من مجموعة الأزمات الدولية إن الدول الغربية التي أيدت الانتقال السياسي ستحتاج لإعادة تقييم سبل الضغط على السودان.

وأضاف “أعتقد أن هذا على الأرجح عقاب لحلفاء السودان الغربيين. فقد نحى الجيش جانبا ما كان مسلطا فوق رؤوسه في النهاية”.

من ناحية أخرى، أفاد آدم حريكة مدير مكتب “حمدوك” بأن رئيس الوزراء اجتمع مع “البرهان” في مقر قيادة الجيش في الساعة الثامنة من مساء الأحد، أي قبل ساعات من وضعه قيد الإقامة الجبرية.

وأشار إلى أن “حمدوك” رفض حل الحكومة دون عملية سياسية.

وذكر مصدران سودانيان رسميان، أن العسكريين سعوا قبل الانقلاب إلى الحصول على ضوء أخضر من روسيا، وحصلوا عليه، وذلك في محاولة لحماية أنفسهم من أي عقوبات قد يفرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى