في خطوة تهدف إلى “مواجهة عملية لتمدد الاستيطان الإسرائيلي
الفلسطينيون بإقامة مدينة جديدة باسم مدينة “القمر” على أرض بلدة النويعمة شمال شرقي أريحا
على ربوة تطل على مدينة أريحا التاريخية، بدأ الفلسطينيون بإقامة مدينة جديدة باسم مدينة “القمر” على أرض بلدة النويعمة شمال شرقي أريحا، وتقع على المنحدرات الشرقية للضفة الغربية، في خطوة تهدف إلى “مواجهة عملية لتمدد الاستيطان الإسرائيلي”.
وعلى أرض مساحتها 18 مليون متر مربع اشتراها صندوق الاستثمار الفلسطيني من الحكومة الفلسطينية، ستُنشأ المدينة بأحيائها العشرة، وتضم 1500 منزل فخم، إضافة إلى مرافق سياحية وتجارية وترفيهية ومنطقة صناعية ومساحات خضراء.
“نور أريحا”
وقبل بدء بناء المدينة تم إنشاء محطة “نور أريحا” لتوليد الطاقة الكهربائية من الخلايا الشمسية، بقدرة 7.5 ميغاواط، وعلى مساحة 86 ألف متر مربع، لتشكل أكبر محطة للطاقة الشمسية في فلسطين.
وتبلغ القيمة الإجمالية للمدينة نحو نصف مليار دولار، وتتولى إقامتها شركة “عمار الذراع العقارية لصندوق الاستثمار” بالتعاون مع 16 شركة عقارية.
ويوم، السبت الماضي، 23 أكتوبر (تشرين الأول)، افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعمال بناء المدينة، مؤكداً “ضرورة الاهتمام بالصناعة والزراعة والبناء والسياحة، إذا أردنا أن نستكمل بناء الوطن”.
الزحف الاستيطاني
وتقع المدينة الجديدة على أراضي بلدة النويعمة شمال شرقي أريحا في الأغوار حيث تعمل إسرائيل على ضمها إليها من خلال الزحف الاستيطاني، “هي محاولة جدية، وعملية لوضع حد للاستيطان من خلال استصلاح الأراضي وتطويرها”، قال رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى، في إشارة إلى إقامة المدينة مضيفاً أنها “تسعى إلى تعزيز صمود الفلسطينيين، وزيادة عددهم في الأغوار”.
وشدد مصطفى، الذي يعمل أيضاً مستشاراً اقتصادياً للرئيس عباس، على أن “تطوير الأغوار البالغة مساحتها ثلث مساحة الضفة الغربية في مقدم الاهتمامات باعتبارها منطقة سياسية وسيادية فلسطينية”.
أكثر من 20 ألف فرصة
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة “عمار” جمال براهمة، إن “المشروع سيخلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال فترة استكمال جميع مراحل تطويرها”، وأشار إلى أن “استكمال المخطط الهيكلي التفصيلي للمدينة، بما ينظم مراحل البناء لضمان تكامل المقومات والعناصر المختلفة برمتها”.
وستضم المدينة شاليهات سياحية، بحسب براهمة، “لتشكل نقطة جذب للسياحة الداخلية، وتوفر خيارات متعددة لتناسب كل شرائح المجتمع، وتضم المناطق العامة والخضراء فيها أماكن ترفيهية وأخرى تعليمية”.
شركة مساهمة عامة
وتأسس صندوق الاستثمار الفلسطيني عام 2003 لإدارة أصول السلطة الفلسطينية، ووصلت أصوله عام 2020 إلى نحو مليار دولار، لكن الصندوق تحول إلى شركة مساهمة عامة، ويستثمر في قطاعات استراتيجية كالطاقة، والزراعة، والصحة، والتعليم، والبنية التحتية والمناطق الصناعية، والعقارات.