ارتفاع أسعار النفط والطاقة ووصول التضخم لمستويات قياسية من أهم الأسباب التي دفعت المعدن الأصفر إلى الصعود مجدداً
حقق الذهب مكاسب في الأسواق المصرية خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) على الرغم من حالات الصعود والهبوط، إلا أنه اقتنص على مدار الأيام الفائتة من الشهر نحو 30 جنيهاً (حوالى 1.9 دولار أميركي)، إذ استهل سعر غرام الذهب عيار 21 الشهر الجاري عند مستوى 762 جنيهاً (نحو 48.38 دولار) للغرام الواحد ليواصل الصعود والهبوط، محققاً الأحد 24 أكتوبر، 792.2 جنيه (50.30 دولار) سعر للغرام الواحد من الذهب الأكثر شهرة في مصر.
التضخم دفع الذهب صعوداً
وقال رئيس شعبة الذهب في الاتحاد المصري للغرف التجارية واصفي واصف، إن ارتفاع أسعار النفط والطاقة ووصول التضخم لمستويات قياسية من بين أهم الأسباب التي دفعت الذهب إلى الصعود خلال شهر أكتوبر الجاري مقارنة بشهر سبتمبر (أيلول) السابق له.
وأضاف لـ “اندبندنت عربية” أن الاستثمار في المعدن النفيس يلجأ إليه الجميع عند الأزمات، بداية من البنوك المركزية في غالبية دول العالم مروراً بالمستثمرين وصولاً إلى الأفراد، مشيراً إلى أن المعدن الأصفر سيظل هو الملاذ الآمن عند حدوث حالة عدم اتزان اقتصادي في العالم، كما يحدث الآن نتيجة ارتفاع معدلات التضخم سواء على المستوى المحلي أو العالمي.
هبوط في سبتمبر
من جانبه، أكد المتخصص في صناعة وتجارة الذهب، نادي نجيب، أن شهر سبتمبر الماضي شهد هبوطاً عالمياً ومحلياً في أسعار الذهب مع عودة وتيرة العمل تدريجاً في أغلب دول العالم، مستدركاً: نقص الطاقة ونقص المواد الخام وارتفاع أسعار الشحن مع نقص الحاويات كلها تسببت في تراجع وتيرة الإنتاج، ما أحدث ارتفاعاً في معدلات التضخم، موضحاً أن الخوف من ارتفاع التضخم وتآكل القوة الشرائية للنقود دفع المستثمرين بل والأفراد إلى العودة من جديد للاستثمار في الذهب، وهو ما حرك الأسعار لتحقق ارتفاعاً بمقدار 30 جنيهاً تقريباً على مدار الأيام الـ25 الماضية.
الجنيه الذهبي بـ 402 دولار
وتابع أن سعر غرام الذهب عيار 21 سجل اليوم 792.2 جنيه (50.2 دولار) بينما سجل غرام الذهب عيار 18 نحو 679 جنيهاً (43.11 دولار) في حين سجل غرام الذهب عيار 24 نحو 905.44 جنيه (57.48 دولار)، في الوقت الذي سجل سعر الجنيه الذهب المصري (يزن 8 غرامات) نحو 6338 جنيهاً (402.41 دولار) ووصل سعر كيلو الذهب 905.43 ألف جنيه (57.48 ألف دولار).
الاستقرار اليوم
وأشار إلى أن أسعار الذهب في القاهرة استقرت اليوم على نفس أسعار أمس نتيجة تعطل البورصات العالمية عن العمل أمس واليوم وسط ثبات حركة البيع والشراء، متوقعاً حركة كبيرة في الأسعار بدءاً من الاثنين.
التضخم في مصر يصل إلى 8 في المئة
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن الجهاز المركزي المصري للتعبئة والإحصاء ارتفاع معدل التضخم السنوي في سبتمبر الماضي على مستوى المحافظات إلى 8 في المئة، مقابل 6.4 في المئة في أغسطس (آب) الماضي، كما ارتفع معدل التضخم الشهري خلال سبتمبر 1.6 في المئة مقابل معدل سالب 0.1 في المئة خلال أغسطس.
أوقية الذهب عالمياً تسجل 1792.6 دولار
وعالمياً، قفزت أسعار الذهب في ختام تعاملات جلسة نهاية الأسبوع يوم الجمعة الماضي، لأعلى مستوياتها منذ منتصف سبتمبر الماضي، إذ صعدت أسعار الذهب العالمية بنسبة 0.55 في المئة لتسجل سعر الأوقية 1792.6 دولار في نهاية التداولات وهو أعلى مستوى لها منذ 16 سبتمبر الماضي.
وقالت الوكالة إن صعود الأسعار جاء على خلفية تراجع الدولار الأميركي وزيادة التوقعات بأن المجلس الاحتياطي الفيدرالي سيشدد سياسته في أقرب وقت ممكن، إذ كشف محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر الماضي أن البنك المركزي الأميركي قد يبدأ في خفض التحفيز بحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إضافة إلى زيادة التضخم.
وشهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى صعوداً خلال تعاملات الأسبوع الماضي، إذ صعد سعر الفضة 4.4 في المئة ليحقق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي، بينما انخفض سعر البلاتينيوم بأكثر من 1 في المئة على مدار الأسبوع ذاته، وفقاً لبيانات وكالة “بلومبيرغ”.
