اتفاق بين الخرطوم وجوبا على فتح المعابر وعدم إيواء الحركات المسلحة
قالت مصادر حكومية سودانية، إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك اتفق مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت على فتح المعابر الحدودية بين البلدين وعدم دعم وإيواء الحركات المتمردة إلى جانب التعاون المالي والبنكي.
وأضافت المصادر أن حمدوك وسلفاكير ناقشا ملف الحريات الأربع بين البلدين (حرية التنقل، والتملك، والعمل، والحركة بين البلدين).
وكشفت المصادر اتجاه الخرطوم وجوبا لتشكيل لجان وزارية لمتابعة وتطبيق الحريات الأربع بينهما.
وعقد حمدوك وسلفاكير محادثات في جوبا عاصمة جنوب السودان الخميس، تناولت عدداً من القضايا، تضمنت تنفيذ اتفاق السلام المنشط في جنوب السودان واتفاقية السلام في السودان، والتعاون الثنائي، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية.
كما بحث حمدوك مع النائب الأول لرئيس جنوب السودان رياك مشار، ضرورة وضع استراتيجية وحلول للأزمة داخل المعارضة المسلحة التي وقعت معها الحكومة اتفاق سلام نهائي العام الماضي حسب مصادر تحدثت لـ”الشرق”.
الحريات الأربع
ويعد الاتفاق على فتح المعابر بين البلدين خطوة هامة في تفعيل اتفاقية الحريات الأربع التي وقعتها حكومة الرئيس السابق عمر البشير، مع جنوب السودان في عام 2012، لكنها لم تنفذها.
وناقش مجلس الأمن والدفاع السوداني في مارس الماضي، تطبيق الحريات الأربع مع جنوب السودان لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
الانتقال للقضايا الاستراتيجية
وشدد حمدوك في لقائه مع ربيكا قرنق نائبة رئيس جنوب السودان، على أهمية دفع العلاقات بين البلدين قدماً.
وأضاف: “يجب أن تنتقل علاقاتنا إلى القضايا الاستراتيجية مثل تطوير التجارة والطرق والمعابر وفتح فروع للبنوك السودانية في جنوب السودان كي تسهل عمليات التجارة والاستثمار”. بحسب وكالة الأنباء الرسمية السودانية.
وأكد رئيس الوزراء السوداني أن منظمة الإيقاد (الهيئة الحكومية للتنمية) التي يرأسها حريصة على متابعة تنفيذ اتفاق السلام وأضاف: “نحن سعداء بأن توقعات عدم نجاح الاتفاق تخطئ وعلينا أن نتناقش ونبني في ذات الوقت”.
وثمن حمدوك الدور الذي تلعبه جوبا في استكمال عملية السلام في مرحلته الثانية بعد أن ساعدت في إنجاز المرحلة الأولى التي توجت باتفاق جوبا لسلام السودان.
اتفاق السلام
ووقع السودان وعدة جماعات متمردة مسلحة في أكتوبر العام الماضي، اتفاق السلام الذي لعبت جوبا دوراً مهماً في إتمامه إذ انطلقت المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة من خلال منبر جوبا في أكتوبر 2019.
وضمت قائمة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام، حركة جيش تحرير السودان بقيادة أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة مالك عقار.
ويشمل اتفاق السلام 8 برتوكولات تناقش قضايا تقاسم السلطة، وتقاسم الثروة، والترتيبات الأمنية، والعدالة والمحاسبة، والتعويضات وجبر الضرر، والرُّحل والرعاة، والأرض و”الحواكير”.
ويعول السودانيون على الاتفاق لإنهاء عقود من الحروب الداخلية، ما يشكل أحد المطالب الرئيسية للحراك الشعبي الذي اندلع في ديسمبر من عام 2018 وأطاح بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019.
لقاء الترويكا
وفي سياق آخر التقى حمدوك بسفراء دول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) خلال زيارته لجوبا، بحضور وزيرة الخارجية د. مريم الصادق، والمستشار السياسي لرئيس الوزراء ياسر عرمان، ومبعوث السودان لسلام جنوب السودان السفير عبد الرحمن محمد بخيت، والقائم بأعمال سفارة السودان بجوبا السفير جمال مالك وعدد من طاقم السفارة السودانية بجوبا بحسب بيان حكومي سوداني.
وقال مجلس الوزراء السوداني في بيان الجمعة إن حمدوك ثمن الدور الذي تلعبه دول الترويكا في الدفع بعملية السلام في جنوب السودان، وعبر عن تقديره لما قاموا به، كما أطلعهم كرئيس للإيقاد على سير تنفيذ اتفاقية سلام جنوب السودان المنشطة والنقاط التي أحرز فيها تقدماً والتحديات التي تواجه ما تبقى منها.
وأكد رئيس الوزراء حرص السودان والإيقاد على دعم السلام في جنوب السودان من منطلق العلاقة التي تربط البلدين ومن واقع رئاسة السودان للإيقاد ودورها في حفظ السلام واستدامته في الإقليم.
من جانبهم عبّر سفراء دول الترويكا عن اهتمامهم بعملية السلام في جنوب السودان، والدفع بالسبل الكفيلة بنجاحها واستعدادهم للاستمرار في توفير المساهمة والدعم اللازمين.