تحذير مرتقب.. ‘آثار كارثية’ لدرجات الاحتباس الحراري
في وقت تشهد دول مختلفة حول العالم كوارث بيئية مماثلة، من حرائق واندلاع نيران في الأحراش الطبيعية والغابات، يحذر تقريردولي مرتقب من ارتفاع وتيرة الاحترار الكوكبي، وازدياد في الانبعاثات التي يمكن أن تدخل الغلاف الجوي، بحسب ما جاء في تحليل لصحيفة “واشنطن بوست“.
وتعتزم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، أن تصدر الاثنين الجزء الأول من أحدث تقرير تقييم رئيسي لها، بعدما اجتمع المئات من علماء المناخ بتكليف من الدول الأعضاء الـ 195 في الهيئة لاستعراض النتائج التي توصلوا إليها حول ارتفاع درجة حرارة الكوكب و مناخه المتغير.
عام 2013، خلص تقييم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن البشر كانوا “السبب الرئيسي” للاحترار العالمي منذ الخمسينات، وحفزت نتائجها الوصول إلى اتفاقية باريس لعام 2015، والتي تجبر الحكومات الموقعة على الالتزام بإصلاحات من شأنها تقييد ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين، ومن الناحية المثالية 1.5 درجة مئوية.
ومن المتوقع أن تبدو نتائج الدراسة الأخيرة، التي تأخرت لعدة أشهر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، بمثابة تحذير بشأن وتيرة الاحترار الكوكبي ووصول الانبعاثات التي يمكن أن تدخل الغلاف الجوي إلى عتبة 1.5 درجة، وهو رقم يحذر الخبراء من آثاره الكارثية.
بدورها، قالت عالمة المناخ، كيلي ليفين، في حديث لوكالة “رويترز”، إن “التقرير لن يغطي فقط حقيقة أننا نحطم الرقم القياسي تلو الآخر فيما يتعلق بتأثيرات تغير المناخ، لكنه يظهر أن العالم اليوم في منطقة مجهولة من حيث ارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان الغطاء الجليدي”.
وشددت ليفين على أن التقرير سيشدد على ضرورة تكثيف الجهود الحكومية في الحد من التغير المناخي.
وكان قد تسبب الطقس المتطرف المرتبط بتغير المناخ، على حد تعبير الصحيفة، في إحداث فوضى في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، بعدما أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات في مناطق شمال أوروبا، واشتعلت حرائق الغابات في جنوب أوروبا.
وفي إيطاليا، تشير التقديرات إلى أن عدد الحرائق قد تضاعف ثلاث مرات هذا العام مقارنة بالمعدل الصيفي السنوي. وفي اليونان، أدت الحرائق إلى عمليات إخلاء حول الموقع الأثري للموطن الأصلي للأولمبياد.
وفي تركيا، تسببت درجات الحرارة الحارقة، التي من المقرر أن ترتفع 8 درجات مئوية فوق المعايير الموسمية في بعض المناطق، باندلاع موجة من الحرائق في عشرات المحافظات، أسفرت عن إحراق 100 ألف هكتار من الأراضي وتشريد آلاف الأشخاص.
كما أدت موجة الحر، الأسبوع الماضي، في جزيرة غرينلاند الواقعة بالقطب الشمالي إلى أكبر حدث ذوبان في المنطقة حتى الآن في موسم 2021، حيث قدر الباحثون أن ما يكفي من الجليد تسرب إلى المحيط لتغطية فلوريدا كلها بمقدار بوصتين من الماء.