عاشر عاصمة إقليمية بيد طالبان.. وألمانيا تلوح بالأموال في حال “تطبيق الشريعة” .. أفغانستان تقترب من انقلاب عسكري كامل في أفغانستان
تثير سرعة زحف حركة طالبان على عدة مناطق وسيطرتها على عاشر عاصمة ولاية أفغانية ردود فعل واسعة النطاق، حيث تعهدت ألمانيا بعدم منح أموال لأفغانستان إذا طبقت الشريعة الإسلامية، في الوقت الذي قالت فيه تركيا إن خطة مطار كابل “ستتحدد معالمهما” في الأيام المقبلة.
ومن السفارة التركية بإسلام أباد، قال وزير الدفاع خلوصي أكار، الخميس، إنه سيكون من المفيد أن يظل مطار كابل مفتوحا، مضيفا أن الخطة المتعلقة به “ستتحدد معالمها” في الأيام المقبلة.
وسبق وأن عرضت تركيا نشر قوات في مطار كابل بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي.
وعلى مدى أسبوعين، عقدت تركيا محادثات مع الولايات المتحدة. ومقابل ذلك طلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تلبية شروط مالية ولوجيستية ودبلوماسية، فيما حذرت طالبان أنقرة من مغبة إبقاء قوات في أفغانستان لحماية المطار.
وفي وقت سابق من الخميس، استولى مقاتلو حركة طالبان على عاشر عاصمة إقليمية في أفغانستان خلال أسبوع، بحسب وكالة فرانس برس، وذلك بالسيطرة على مدينة غزني.
وتسيطر الحركة بالفعل على حوالي ثلثي مساحة أفغانستان، في حين من المقرر أن يرحل آخر جندي من القوات الدولية التي تعمل تحت قيادة أميركية بنهاية الشهر الجاري.
وتشن قوات طالبان حربا على جبهات متعددة، الأمر الذي دفع آلاف الأسر إلى النزوح عن الأقاليم، على أمل العثور على الأمان في كابل ومدن أخرى.
طالبان تقترب من انقلاب عسكري كامل في أفغانستان
وبات مقاتلو طالبان يسيطرون على أكثر من ربع عواصم ولايات البلاد، في غضون أقل من أسبوع، في أفغانستان، حيث تدهور الوضع الأمني بشكل كبير منذ مايو، حين بدأ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة المرحلة الأخيرة من انسحابه من البلاد الذي يفترض أن يستكمل قبل نهاية الشهر الحالي.
وتثير انتصارات طالبان في شمال أفغانستان، على وجه الخصوص، مخاوف من أن تحاصر الحركة المتشددة العاصمة كابل، مما يفتح الباب أمام احتمال انقلاب عسكري كامل.
وبعد سيطرتها على معظم مناطق الشمال، تضع طالبان الآن مدينة مزار الشريف -التي لطالما كانت حجر الأساس لسيطرة الحكومة على المنطقة- نصب عينيها بعدما سيطرت على شبرغان غربا وقندوز وتالقان شرقا.
وشهدت مزار الشريف معارك اعتبرت من الأشرس منذ سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها طالبان في هجومها في أنحاء البلاد في تسعينات القرن الماضي، إذ اتهمتها مجموعات حقوقية بقتل ما يقرب من ألفي مدني معظمهم من الهزارة الشيعة، بعد السيطرة على المدينة عام 1998.
وبالحديث عن التسعينات، تقول صحيفة نيويورك تايمز إنه بعد ظهور طالبان، واجه مقاتلوها الجنوبيون، ومعظمهم من مجموعة البشتون العرقية، مقاومة شرسة من مجموعة ميليشيات في الشمال معروفة باسم (تحالف الشمال).
وعندما استولت على كابل، لم يسمح تحالف الشمال لطالبان مطلقا خلال حكمها بين 1996 و2001 من السيطرة التامة على مناطقهم، لكن يبدو أن المقاتلين المتشددين مُصممون هذه المرة على إخضاعه قبل تضييق الخناق على العاصمة.
فبعد الاستيلاء على سبع مدن شمالية في غضون خمسة أيام فقط، تقول نيويورك تايمز إن الخبراء يحذرون من أنه إذا تمكنت الحركة المتشددة من احتلال الشمال، فقد تسقط البلاد في أيدي طالبان بشكل كامل، بعدما تتمكن من هزيمة المقاومة الشعبية القوية التي تواجهها.
ويقول راميش سالمي، المحلل السياسي في كابل لنيويورك تايمز: “الشمال موقع استراتيجي بالنسبة لطالبان، لأنها تعتقد أنه إذا كان بإمكانها السيطرة على هذه المناطق غير البشتونية، فيمكنها حينئذ السيطرة بسهولة على الجنوب والعاصمة كابل”.
وتعليقا على سرعة زحف طالبان، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لتلفزيون (زد.دي.إف)، الخميس، إن بلاده لن تقدم أي دعم مالي لأفغانستان إذا انتزعت حركة طالبان السلطة في البلاد، وطبقت الشريعة الإسلامية.
وقال: “نقدم 430 مليون يورو (505 ملايين دولار) كل عام ولن نمنح منها سنتا واحدا إذا سيطرت طالبان على البلاد وطبقت الشريعة الإسلامية”.
وذكر مسؤولون أن قوات الحكومة الأفغانية خاضت معارك مع مقاتلي طالبان في عدة مدن وحولها الخميس، في الوقت الذي يواصل فيه مقاتلو طالبان هجومهم الذي تعتقد المخابرات الأميركية إنه قد يؤدي لسيطرتهم على العاصمة كابل خلال 90 يوما.
السيطرة على مدينة غزني
وقال مسؤول أمني رفيع المستوى إن طالبان استولت على غزني الواقعة على الطريق الرئيسي بين كابل ومدينة قندهار، واحتلت جميع مقار المؤسسات الحكومية بعد اشتباكات عنيفة.
ونقلت رويترز عن المسؤول قوله: “تم نقل جميع مسؤولي الحكومة المحلية بمن فيهم حاكم الإقليم نحو كابل”.
وتشهد مدينة قندهار قتالا عنيفا. وقال طبيب مساء الأربعاء إن مستشفى المدينة استقبل عشرات الجثث من أفراد القوات المسلحة، وبعض الجرحى من مقاتلي طالبان.
وقالت طالبان إنها سيطرت على السجن الإقليمي في قندهار.
وأضافت الحركة أنها سيطرت على مطارات خارج مدن قندوز وشبرغان في الشمال وفراه في الغرب، الأمر الذي يزيد من صعوبة توفير الإمدادات للقوات الحكومية المعزولة.
كما قالت طالبان إنها سيطرت على مقر الحكومة المحلية في لشكركاه عاصمة إقليم هلمند الجنوبي الذي يعد معقلا لنشاط الحركة.
وسعيا لوقف الزحف، توجه الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى مدينة مزار الشريف لحشد القيادات المحلية مع اقتراب قوات طالبان منها.
ويأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه المخابرات الأميركية إن العاصمة كابل، التي تبعد 150 كيلومترا فقط إلى الشمال الشرقي منها، قد تسقط في أيدي طالبان خلال 90 يوما.
وذكر مسؤول أميركي، الأربعاء، إن تقريرا للمخابرات الأميركية قال إن حركة طالبان قد تعزل كابل في غضون 30 يوما، وربما تستولي عليها خلال 90 يوما بعد المكاسب السريعة التي حققتها مؤخرا.