“جبهة الحفاظ على النيل”: السد الإثيوبي عمل عدائي يستوجب الرد عليه بكل الأدوات المتاحة
عقدت الجبهة الشعبية للحفاظ على نهر النيل، المكونة من عدد من الأحزاب السياسية وشخصيات العامة البارزة وعدد من النواب، مؤتمرا مساء أمس الخميس، في النادي السياسي بمقر حزب المحافظين، الكائن بمنطقة جاردن سيتي في وسط القاهرة.
وشارك في المؤتمر المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، والبرلماني السابق طلعت خليل، الأمين العام لحزب المحافظين، والبرلماني السابق أحمد طنطاوي، رئيس حزب الكرامة، وفريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ومدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والدكتورة أماني الطويل، خبيرة الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والبرلماني السابق جمال الشريف، والدكتور صلاح السروي، نائب الأمين العام للحزب الشيوعي المصري، والدكتور عمار علي حسن، الباحث والكاتب السياسي، والمهندس محمد النمر، الأمين العام للحزب الناصري، وعلي حسن خليل، نائب رئيس الحزب الاشتراكي المصري، والبرلماني السابق محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، والمهندس محمد سامي، رئيس حزب الكرامة السابق، والمهندس محمد عوض، رئيس حزب الخضر، ومصطفى الجارحي، نائب رئيس حزب الدستور، والمستشار رضا حجي، رئيس حزب مصر المستقبل، والدكتور خالد سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، وعمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين، وغيرهم من شباب وقيادات الأحزاب، ولفيف من الشخصيات العامة والبرلمانية البارزة.
ووجه البرلماني السابق طلعت خليل، الأمين العام لحزب المحافظين، في بداية مؤتمر الجبهة الشعبية للحفاظ على نهر النيل، الشكر والتحية لكل المشاركين في المؤتمر، مؤكدا ضرورة الاصطفاف خلف الوطن خلال هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها.
وقال خليل، في كلمته بالمؤتمر الذي انعقد في النادي السياسي بحزب المحافظين، إن الوطن يمر بمرحلة صعبة في تاريخه، ومهددون بالجفاف في حالة الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي، وعلينا الوقوف بقوة ضد هذا العدوان على أمننا المائي.
وشدد الأمين العام لحزب المحافظين، على أن مصر هي سيدة النيل، وستظل كذلك، ولن نسمح بانتقاص هذه السيادة، واجتمعنا اليوم جميعا تحت مظلة الجبهة الشعبية للحفاظ على النيل للدفاع عن حقنا في الحياة، مشيرا إلى أن باب الجبهة مفتوح أمام الجميع لمن يريد المشاركة.
ومن جانبه، قال البرلماني السابق أحمد طنطاوي، رئيس حزب الكرامة، إن السد الإثيوبي يمثل تهديد واضح للدولة، ونحن في حاجة إلى حل حقيقي يحمي حقوقنا، مطالبا بمحاسبة من تسبب في إهدار كل هذا الوقت الذي ساهم في استمرار هذه الأزمة حتى أصبح السد الإثيوبي يهدد وجودنا.
وأكد طنطاوي أن اتفاق المباديء الذي وقع في مارس 2015 غير دستوري، لأنه لم يمر بأي إجراءات دستورية، وبالتالي فهو يلزم من وقعه وليس الدولة المصرية.
وتابع رئيس حزب الكرامة، أن “تعنت إثيوبيا لسنوات سمح لنا أن نورط أنفسنا، واستمرارها في التعنت في الوقت الحالي طوق نجاة لنا في هذه الأزمة”.
وشدد طنطاوي على أن أي اتفاق بدون أن يكون ملزم ودائم ومعلن بشكل كامل وتجدد من خلاله الدول الثلاث تعاهداتها بالاتفاقيات الدولية “لا قيمة له”، ولن نرضى إلا باتفاق يحافظ على النيل وبقاء الشعب المصري.
وبدورها، أكدت الدكتورة أماني الطويل، الخبيرة في الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن حصة مصر في نهر النيل “وطن”، مشيرة إلى أن نقطة قوتنا الوحيدة في هذه الأزمة أن نهر النيل دولي وليس لأحد سيادة عليه.
وأضافت الطويل، أن المهمة التي تقع علينا حاليا هي مرتبطة بتفكيك خطاب المظلومية الإثيوبية التي تجوب به العالم، وذلك يضمن لمصر قدرة على الضغط على إثيوبيا، لأن الغرب وبعض الدول الإفريقية متأثرين بهذا الخطاب العاطفي الذي هندسته إسرائيلية واضحة من الأساس.
وشددت الطويل على أن قضية سد النهضة الإثيوبي تحدي وجودي يحتاج إلى أقصى قدرة من الانضباط، وهناك أضرار إنسانية وخيمة ستقع على دولتي المصب (مصر والسودان) جراء ملء هذا السد.
وفي ذات السياق، قال الدكتور عمار علي حسن، الباحث السياسي، إن الحرب بدأتها إثيوبيا بالفعل عندما بدأت التفكير في حصص المياه لدول حوض النيل.
وأكد حسن أن الحرب ليست إطلاق الرصاص أو دخول الجنود ساحات المعركة، ولكن إذا قامت دولة باتخاذ إجراءات معينة تضر وجود دولة آخرى هذا يعد إعلان حرب.
وأضاف أن سد النهضة الإثيوبي اعتداء واضح وصريح على الدولة المصرية، ونحن بلد في كل حروبها كانت المقاومة الشعبية فيها كتفا بكتف مع القوات المسلحة، ولكن هذا غائب وفشلنا في إيصال رسالتنا إلى العالم بسبب المناخ السياسي الحالي.
وتابع حسن أنه يقال أن أمريكا تقف وراء السد الإثيوبي، وأنا أقول لهم “ولو كان النيل ينبع من واشنطن لا يمكن أن نسكت عن حقنا وسندافع عنه بكل ما لدينا من قوة وفي النهاية سننتصر”.
وأكمل أن المفاوضات تحتاج إلى التحريك ويجب أن يستدعى الشعب المصري للدفاع عن حقنا في المياه، لأن الحرب قد بدأت ولا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال، ونحن دولة لم تعتدي ولكن تدافع عن وجودها وحقوقها.
وقال البرلماني السابق محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن مصر بعدت كثيرا عن إفريقيا، وعليها التوجه مرة أخرى للتواجد، لأن أغلب الدول الإفريقية متأثرة بخطاب المظلومية الإثيوبية، وهناك تعاطف غربي، ويرون إنمصر تبالغ في الدفاع عن حصتها في مياه النيل.
وكشف السادات، أنه التقى المسؤول الإفريقي والأوروبي المعنيين بقضية سد النهضة، وتحدث معهم عن الأزمة، ونقل لهم أن هذه المياه تمثل حياة المصريين وبدونها تحدث كوارث إنسانية غير مسبوقة، وأبدا استيعابهم لأبعاد الأزمة.
وتابع أن المياه بالنسبة لنا لا يوجد تفريط فيها، وكلنا كمصريين شعب وحكومة متمسكين بحقنا وكل الخيارات مفتوحة أمامنا، وإذا أصبح لا مفر سيكون الخيار العسكري رغم صعوبته هو المتاح للحفاظ على حق مصر في الحياة.
وأوضح فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أنه يجب أن يكون لدينا خطاب واضح وعادل وأن نروج له أمام الرأي العام العالمي، وأن تستعيد مصر دورها في إفريقيا، مؤكدا ضرورة الاصطفاف الوطني.
وقال زهران إن مصر ليست ضد التنمية في إثيوبيا لكن هذه التنمية يجب ألا تكون على حساب الشعب المصري، مشددا على ضرورة مشاركة النواب والأحزاب والنقابات وإحاطتهم بالحقائق ومشاركتهم في مناقشة الأمور.