تحضيرات في واشنطن وعمّان لأوّل لقاء بين بايدن والملك عبدالله الثاني: رحلة دبلوماسية وسياسية طويلة للعاهل الأردني يتحدّث فيها نيابةً عن زعماء المنطقة.. مشروع لـ”تمكين الكاظمي” وإعادة إدماج سورية بشار الأسد في المنظومة العربية
يبدو أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في طريقه ليكون أول زعيم عربي أو مسلم يلتقيه الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن على الأرجح منتصف شهر تموز المقبل.
وبدأت ترتيبات تنظيم زيارة يفترض انها مهمة سيقوم بها العاهل الاردني لواشنطن في غضون الايام القليلة المقبلة.
وهي زيارة تكتسب طابعا سياسيا ودبلوماسيا ولها علاقة بمحور الخلافات والتجاذبات ذات الصلة بملف الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية خلافا إلى أن العديد من المسائل السياسية ستناقش على الأرجح عبر تلك الزيارة.
أجندة زيارة العاهل الأردني إلى الولايات المتحدة مكثفة ويبدو أن برنامج هذه الزيارة بصورة تفصيلية في طريقه للانضاج وانهاء الترتيبات المطلوبة خصوصا وان الملك عبد الله الثاني سيتحدث في هذه الزيارة نيابة عن اهم او بعض اهم زعماء المنطقة كما قال مستشارون في القصر الملكي الاردني ودبلوماسيون غربيون.
ويبدو ان ملك الاردن أجرى سلسلة من المشاورات مع عدة اطراف في المنطقة لترتيب ما يمكن ان ينقله عن الدول العربية وزعماء بعض الدول تلك باسمهم من اراء واجتهادات وتطلعات مع الادارة الامريكية الجديدة التي يمكن القول ان فيها العديد من الشخصيات الصديقة للعاهل الاردني.
الزيارة من حيث التفاصيل ستكون طويلة نسبيا او طويلة الى حد ما وفيها برنامج مكثف على الارجح لا علاقة له فقط بلقاء الرئيس الامريكي بايدن.
وستشمل زيارة للجان والشخصيات المهمة في الكونغرس ومشاركة في عدة مؤتمرات حسب مصادر دبلوماسية غربية.
وكان سياسيون ومراقبون أردنيون قد نقلوا عن العاهل الاردني القول بأنه مهتم بإيصال رسالة زعماء المنطقة وما يقدرونه في الملفات الاساسية ذات الصلة أولا بتداعيات الفايروس كورونا وثانيا بمشروع حل الدولتين وتطورات المشهد الفلسطيني الى الرئيس الامريكي وكبار أركان ادارته.
وفي أحد اللقاءات بين نخبة من المثقفين والاعلاميين والسياسيين والعاهل الاردني تحدث الاخير عن ضرورة العمل على اطلاق مشاريع ذات صلة بالقطاع اقتصادي والتعاون اكثر في مواجهة تداعيات الفايروس كورونا خصوصا في الجانب الاقتصادي على شعوب المنطقة والعمل بصورة اكبر على تثبيت الاستقرار في الضفة الغربية ومنع الاستيطان.
وحسب الكلام المنقول هنا فالعاهل الاردني مهتم جدا بتثبيت اركان الحكومة العراقية برئاسة الدكتور مصطفى الكاظمي وتشديد فرصة هذه الحكومة بالبقاء ودعمها واعادتها الى الحضن العربي قدر الامكان وعلى الاغلب سيطلب عاهل الاردن من واشنطن دعم خطة التكامل الاقتصادي بين بلاده ومصر والحكومة العراقية.
وسيتحدث باسم زعماء المنطقة العربية لدعم الدكتور الكاظمي وحكومته وتجربته لا بل مشروعه في إعادة تاهيل وإدماج العراق خصوصا في الانتخابات المقبلة.
وحسب نفس المصادر فإن الاردن مهتم ايضا بعودة سوريا الى الجامعة العربية والى الحضن العربي.
ونقل عن ملك الاردن في تلك اللقاءات الاشارة إلى أنه على اتصال مباشر بالرئيس السوري بشار الاسد وأصبح ضروريا جدا الان عودة سورية الى الاقليم واعادة ادماجها في مؤسسات العمل العربي المشترك.
وقد ألمح الملك في أحد اللقاءات الى انه سيتحدث عن هذا الموضوع مع الرئيس الامريكي جو بايدن ضمن اجندة زيارته المرتقبة.
وكان عاهل الاردن قد أجرى مشاورات مكثفة مع عدد من زعماء المنطقة العربية في اطار التمهيد لزيارته المهمة والعمل سيجري على تكثيف الاتصالات بخصوص دعم المسار السياسي والتفاوضي في القضية الفلسطينية وفقا للمستجدات الاخيرة والتنسيق لاعادة اعمار قطاع غزة بالاضافة الى التركيز على دعم واسناد الدور المصري خصوصا وان المشاورات الاردنية القيادية الملكية جرت بصورة مكثفة خلف الكواليس خلال الايام القليلة الماضية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وايضا مع ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد الذي قام بزيارة خاطفة قبل اسبوعين الى عمان لها علاقة اولا بتنشيط الاتصالات مع الادارة الامريكية واستخدام الدور الاردني في هذا الاطار وتوظيفه بالاضافة الى دعم بعض المشاريع الاقتصادية ذات العلاقة بالبنية التحتية لادامة واستقرار التعاون في المنطقه.
بمعنى آخر عمان تتفاعل مع الكونجرس ولجانه والادارات الامريكية ونخبة من المؤسسات المهمة و صاحبة القرار والنفوذ في واشنطن خلال ترتيبات زيارة قد تطول نسبيا لعدة ايام وتتجاوز اسبوع سيقوم بها الملك عبد الله الى الولايات المتحدة الامريكية ويتخللها عدة نشاطات.